مبادرة السين سين والتعطيل الاميركي منذ البداية وحتى النهاية…
رافق المبادرة السورية السعودية لحل الازمة اللبنانية منذ بدايتها محاولات تعطيل اميركية، بدأت مع سفيرتها في بيروت مورا كونيللي ومرت بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومساعدوها وصولاً الى باراك اوباما.
فالى لقاء الرابع عشر من حزيران/يونيو بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله و العماد ميشال عون تعود بداية التصدي لمؤامرة القرار الاتهامي.
تسارعت الاحداث، أطل الامين العام لحزب الله داعياً الى تدارك الامور، فقوبل بحملة تتهمه بالتحريض على الفتنة، إطلالة ثانية وثالثة يفتح خلالها ملف العملاء و شهود الزور، الاجابات هي نفسها ولا أحد لا ينف اتهام حزب الله.
لقاء بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الحكومة سعد الحريري في العاصمة دمشق، وزير الخارجية السوري وليد المعلم يعلن عقبه ان اي اتهام لحزب الله او سوريا يقع في خانة تسييس المحكمة، واقع دفع بصاحب صيغة الـ"سين – سين" الرئيس نبيه بري الى احياء هذه الصيغة، استجاب أطراف الصيغة الى الدعوة، فكان اللقاء الثلاثي في قصر بعبدا وكانت معه بداية التفاؤل بالخروج بحل وسط ترحيب المعارضة بكافة أطيافها.
وقال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة له في 29 تشرين الثاني / نوفمبر من العام الماضي: "تجدون كل حريص على أمن لبنان واستقرار لبنان وسلامة لبنان والوحدة الوطنية والسلم الأهلي والتعايش وتحقيق العدالة وأن لا يُظلم أحد كما ظلم الضباط وغير الضباط، كل من لديه هذا الحرص تجده حريصاً على نجاح المسعى السعودي السوري، وتجده مبشراً به وتجده مراهناً عليه وتجده مؤيداً له، أمّا من ينظر من زاوية ثانية، زاوية التخلص من عدو أو التخلص من خصم تجده بالعكس، يقول إنه لا يوجد أصلا مسعى سعودي سوري".
بدأت عجلة المساعي بالسير قدماً لترتفع بوجهها موجات التشويش الاميركية، من واشنطن تارة ومن جولات الموفدين والسفيرة كونيللي تارة اخرى، الى ان كان لقاء الاسد عبد الله في الرياض اواخر تشرين الاول/اكتوبر، الخارجية الاميركية تستنفر ، جيفري فيلتمان في بيروت في زيارة مفاجئة، موجة التفاؤل تهبط مرة اخرى ليعود الجدل الداخلي حول عقد جلسة لمناقشة شهود الزور.
بموازاة هذا التشويش الاميركي، احداث اخرى بدأت بإلقاء ظلالها على تقدم المسعى، تصدرها مرض الملك السعودي والسفر الى نيويورك للعلاج، رئيس الحكومة سعد الحريري في سفر دائم يطّير مراراً جلسات الحكومة، ليأتي الدعم مجدداً من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للمحكمة .
المساعي تتابع برغم هذه الالغام، فكان لقاء العاصمة الفرنسية باريس بين الرئيس بشار الاسد ونظيره نيكولا ساركوزي، حيث خرج الاسد بدعوة اللبنايين لانضاج الحلول فيما بينهم يقابلها ترحيب من المعارضة.
وقال الرئيس السوري بشار الاسد من باريس عند ابواب قصر الاليزية: "ليس لدينا مصلحة في فتنة في لبنان".
اقفل عام الفين وعشرة على تفاؤل وترقب يتجاذبه تصريح السفيرة كونيللي الذي اعتبرت فيه ان مسار المحكمة يخدم في تغيير البيئة السياسية في لبنان، انتهت العطلة الاعياد وتغيرت البوصلة، الملك السعودي في الولايات المتحدة للعلاج ، الحريري يقول انه غير قادر على تقديم المزيد من التنازلات، فرصة اخرى تقدمها المعارضة عبر الرئيس بري اكد فيها ان للرياض دوراً اساسياً في انجاح المساعي.
الحريري في نيويورك ملتقياً هيلاري كلينتون التي ابلغته اعتراض واشنطن على اي صفقة على حساب المحكمة، قبل ان تنشط الحركة تجاه واشنطن .. لقاء بين اوباما وساركوزي يحضر فيه الملف اللبناني فلقاء بين ساركوزي والملك السعودي واخر بين ساركوزي والحريري، لقاءات تمخض عنها اعلان العماد عون من الرابية وصول المسعى العربي الى حائط مسدود.