إعلان نتائج الأولمبياد العلمي السوري السادس .. تبشر بمستقبل علمي جيد لشباب سورية
أعلنت الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري اليوم نتائج الأولمبياد السادس على المستوى الوطني لمواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء والتي جرت تصفياته النهائية في قصر الأمويين للمؤتمرات على مدى اليومين الماضيين بمشاركة 261 شاباً وشابةً من جميع المحافظات ..
وفاز بالمركز الأول في مادة الكيمياء الطالب يزن غنام من دمشق تلاه غياث الفرخ من ريف دمشق ثم ماجد دعاس من ريف دمشق وفي الفيزياء نال الطالب حسن خليل من اللاذقية المركز الأول ومن طرطوس حاز سنان ابراهيم المركز الثاني ليحل محمد الرزوق من إدلب بالمركز الثالث أما في مادة الرياضيات فقد تمكن الطالب بشر المرادني من دمشق من إحراز المركز الأول تلاه عبد الباسط حسون النجار من حمص في حين ذهب المركز الثالث لـ علي خضر من حمص أيضاً.
وأكد الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان في تصريح للصحفيين إن الأولمبياد يبشر بمستقبل علمي جيد للأطفال والشباب من خلال تطوير وتحفيز قدراتهم العلمية في مختلف المجالات واكتشاف الموهوبين علميا والمتميزين ورعايتهم وتطوير قدراتهم الإبداعية ومهاراتهم في التفكير العلمي.
بخيتان : الأولمبياد أسهم في إذكاء حالة التنافس الإيجابية وخلق مناخات تعزز أهمية العلم والمعرفة وتدفع بالشباب لبذل المزيد من الجهد لإحراز التفوق
وأعرب عن أمله في أن تبقى تجربة الأولمبياد في تطور مستمر مشيرا إلى أن الأولمبياد أسهم في إذكاء حالة التنافس الإيجابية وخلق مناخات تعزز أهمية العلم والمعرفة وتدفع بالشباب لبذل المزيد من الجهد لإحراز التفوق و إلى أن احتضان المتميزين في الفريق الوطني شكل حافزا لدى أقرانهم للتعليم الذاتي خارج إطار المناهج المدرسية وللحاق بركب المبدعين.
وقال عماد العزب رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري في ختام فعاليات الأولمبياد: اليوم نضيء الشمعة السادسة في عمر الأولمبياد العلمي السوري ذلك المشروع الوطني الكبير الذي بدأ بفكرة ونظرة إلى مستقبل متطور مشرق ومن هنا كان العمل على التطور والتحفيز ضمن استراتيجية تسعى إلى خلق جيل مبدع من الشباب قادر على الفعل والتفاعل مع عصر المعرفة والتقدم وتحفيز عوامل الإبداع لديه.
وأضاف العزب أن للريادة أسبابها ومعطياتها وارتكازها على الكفاءة العلمية العالية والمستوى المتميز في وطن كان وسيبقى الحاضن الأكبر لأبنائه حيث البحث عن أولئك المتميزين من الشباب والشابات من خلال تحويل المسألة إلى سباق علمي لافتا إلى دور اللجان العملية الفاعل في تدريب وتأهيل المشاركين وفق خطة منهجية خلقت أجواء تنافسية.
العزب: دراسة علمية للنتائج ومعالجة للمشاكل بغية الحصول على فرق وطنية مؤهلة علميا ومعنويا للمشاركة في الأولمبيادات العالمية لتحقيق نتائج متميزة
وأشار إلى أن المهمة في عمل الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري مستمرة و لن تقتصر على الاكتشاف فحسب بل ستتجه إلى تطوير آليات العمل من خلال دراسة علمية للنتائج ومعالجة للمشاكل بغية الحصول على فرق وطنية مؤهلة علميا ومعنويا للمشاركة في الأولمبيادات العالمية لتحقيق نتائج متميزة.
ولفت إلى أن مشاركة عدد من القيادات العلمية على المستوى العالمي في مراحل التصفيات هي شهادة تقدير على ماحققه الأولمبياد من خطوات هامة وسريعة بدأت بالتفاؤل وتستمر بالثقة موضحا أن المشاركة الخارجية ليست الغاية فقط والمنافسة فيها ليست وحدها الهدف وإنما الاطلاع على النهج العالمي للأولمبياد ونقل ذلك المستوى إلى الطلاب السوريين من خلال توفير أقصى درجة من المعلومات والكم المعرفي.
ولفت العزب إلى الدعم الكبير الذي يحظى به هذا المشروع الوطني من السيد الرئيس بشار الأسد عبر إحداث الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري وإشراف ومتابعة السيدة أسماء الأسد.
من جانبها أشارت الدكتورة ثناء الحداد عضو اللجنة العلمية المركزية للأولمبياد إلى التحدي العلمي في الوصول إلى المستوى العلمي العالمي مع وجود فجوة كبيرة بين المستوى العلمي والأساليب التقليدية التدريسية المتبعة وبين ما هو عليه عالميا ما يتطلب عملا دؤوبا بدءا من التطوير العلمي والتكنولوجي واللغوي منهجا وأسلوبا بالتوازي مع تطوير المناهج التدريسية.
وأكدت الحداد أهمية وضع برنامج دقيق يتجلى بتحديد خطة استراتيجية بعيدة المدى وأخرى مرحلية مع آليات عمل لتطوير المعرفة لدى الطلاب الناجحين في هذين اليومين والذين نجحوا سابقا خلال السنتين الماضيتين أي قبل وصولهم إلى المرحلة الجامعية للتمكن من تحقيق تقدم ملموس في الأولمبياد العالمي وتفوق في الألمبياد العربي كما حصل في العام الماضي في الإمارات في الحصول على ميداليتين فضيتين ومثلهما برونزيتان.
وقالت إن الجهد الأكبر يقع على عاتق الطلاب في تطوير أنفسهم وسعيهم الدؤوب للوصول إلى الهدف ونحن دائما بجانبهم.. ولابد من توجيه الشكر لكل أسرة ومدرس ومدير مدرسة على مساحة الوطن ولقيادات فروع اتحاد شبيبة الثورة الذين استنفروا لتحقيق ما هو مطلوب خاصة في السادس من تشرين الثاني العام الماضي في الامتحانات على مستوى المحافظات وما قدمته اللجان العلمية الفرعية وكليات العلوم في جميع جامعاتنا من تسهيلات للهيئة الوطنية للأولمبياد وكوادرها لإنجاح ما نسعى إليه.
وتحدثت الطالبة بدور خليل الحائزة على المرتبة الأولى في مادة الرياضيات في الأولمبياد عام 2008 في كلمة المشاركين عن أهمية الأولمبياد في تنمية فكر الطالب السوري وفتح آفاق المستقبل أمامه لافتة إلى المشاركات العالمية التي تطور المستوى العلمي وترتقي به إلى حالة الإبداع الأكبر.
وأشارت بدور إلى أنها تشعر بالفخر والاعتزاز كممثلة للأولمبياد السوري في الاستحقاق العالمي حيث كانت ضمن الفريق الذي عاد بشهادتي تقدير في الأولمبياد العالمي بكرواتيا وكازاخستان العام الماضي وكانت الحصيلة براقة في الأولمبياد العربي بالإمارات حيث نالت سورية ميداليتين فضيتين وبرونزيتين.
وأكدت بدور أن هذا الإنجاز الذي تحقق هو عبارة عن تجسيد حالة الدعم والرعاية والعناية والمتابعة من السيد الرئيس بشار الأسد وعقيلته السيدة أسماء للمشروع الذي يبدو من خلاله الطريق نحو صنع العلماء واكتشاف المواهب والقدرات والإبداعات.
وتضمن الاحتفال عرضا مسرحيا وفلكلوريا استعرض العلماء العرب وإنجازاتهم وعطاءاتهم في مجالات الفيزياء والكيمياء والرياضيات إضافة إلى فيلم وثائقي عن بدايات الأولمبياد العلمي العالمي ورحلة الأولمبياد العلمي السوري خلال هذا العام.
حضر الاختتام عضوا القيادة القطرية الدكتور ياسر حورية رئيس مكتب التربية والطلائع والتعليم العالي وشهناز فاكوش رئيس مكتب المنظمات الشعبية ووزراء التربية والتعليم العالي والاتصالات والتقانة وشؤون رئاسة الجمهورية والاقتصاد والتجارة والثقافة والأمين العام للحزب الشيوعي السوري وعدد من المحافظين ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ومن أعضاء مجلس الشعب ومعاوني الوزراء ورؤساء وعمداء الجامعات الحكومية والخاصة ومن مديري الهيئات والمراكز العلمية والبحثية ومديري المؤسسات والوسائل الإعلامية ورئيس الاتحاد العالمي للرياضيات وأمين سر اللجنة العالمية للرياضيات ورئيس الاتحاد العالمي للفيزياء ورئيس اتحاد الكيميائيين العرب وأمين عام اتحاد الطلبة العرب وعدد من سفراء واعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب ومن ممثلي المنظمات الدولية .
وفي لقاء مع وكالة سانا قال الطالب بشر المرادني الفائز الأول بمادة الرياضيات: عملنا بجد للتوفيق بين الأولمبياد والمدرسة وقمنا بتنظيم وقتنا في الدراسة للحصول على مراكز متقدمة لافتاً إلى الدعم والرعاية التي يحصل عليها الطلاب من الرئيس الأسد والسيدة عقيلته.
وأضاف: أنا مسرور جداً بهذا الفوز ولدي طموح في أن اتابع تحصيلي العلمي في هذا المجال.
بدوره أعرب حسن خليل الحائز على المركز الأول في الفيزياء عن سروره بالفوز بالمركز الأول وقال مررنا بلحظات صعبة إلا أن النجاح يكون ثمرة تعب وجهد مضن.
ولفت إلى التدريب والتأهيل الذي تلقاه الطلبة خلال رحلة الأولمبياد والذي أوصل بعضهم إلى مراتب متقدمة معربا عن أمله في أن يحقق نتائج جيدة في الأولمبياد العالمي للفيزياء.
من جانبه قال يزن غنام الحاصل على المركز الأول في الكيمياء أن عملية التأهيل والتدريب التي خضعوا لها خلال فترة التحضير للأولمبياد وسعت الآفاق والإمكانيات العلمية لدى الطلبة باتجاه حل معادلات ذات مستوى متقدم جدا.
وأشار إلى أن المشاركة في الأولمبيادات العالمية تحتاج إلى المزيد من العمل والتأهيل لصقل مواهب الطلاب وقدراتهم وتمكينهم من تحقيق مراكز هامة على المستوى العالمي ورفع اسم الوطن عاليا.
وحصل كل فائز بالمركز الاول لكل مادة على مكافأة مالية قدرها 150 ألف ليرة سورية والثاني 125 ألفا والثالث 100 ألف إضافة إلى ميداليات وشهادات تقدير وينضم العشرة الأوائل من كل مادة إلى الفريق الوطني ليشاركوا نظراءهم الفائزين الاوائل في أولمبياد عامي 2008 و2009 ويدخلوا بملتقى علمي مغلق لمدة أسبوع في المعهد العالي للعلوم التطبيقية لصقلهم وتأهيلهم واختيار المنتخب الوطني لتمثيل سورية في الأولمبياد العالمي في المواد الثلاث.
ويهدف الأولمبياد العلمي السوري الذي تم البدء بتنفيذه عام 2005 إلى تكوين فرق علمية مؤهلة للمشاركة في المنافسات العربية والإقليمية والدولية تستند إلى طرق تفكير خلاقة والتميز والذكاء والقدرة الفكرية على حل مسائل علمية صعبة وعميقة انطلاقاً من المعارف الدراسية الأساسية في المرحلة الثانوية.
وأحدثت الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري في حزيران العام الماضي بهدف تطوير وتحفيز القدرات العلمية لدى الشباب في مختلف المجالات واكتشاف الموهوبين منهم ورعايتهم وتطوير قدراتهم الإبداعية ويتركز عملها على خلق جيل من الشباب القادر على الفعل والتفاعل في عصر المعرفة المتقدم من خلال تطوير القدرات النوعية العلمية لدى الشباب وتحفيز عوامل الإبداع والاختراع لديهم ورفع مستوى الإنتاجية العلمية وتطوير الموارد البشرية من العلماء الشباب وتنمية جيل متميز من الباحثين في مختلف التخصصات.