صحفيو “بي بي سي العربية” يضربون عن العمل احتجاجاً على ساعات إضافية
اضرب صحافيو القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن العمل 48 ساعة حتى منتصف ليل الثلاثاء 18 يناير/ كانون الثاني 2011 بتوقيت غرينتش،
احتجاجاً على تعديل جدول دوامهم الذي يهدف إلى ترشيد النفقات والسياسة التقشفية التي تعتمدها الحكومة الائتلافية.
ورأت نقابة الصحفيين أن هذه التعديلات ستزيد أيام العمل إلى 26 يوماً في السنة، معتبرة أنها مخالفة للقوانين والأعراف في بريطانيا.
وجرى احتجاج خارج مقر قناة بي بي سي العربية في لندن على خطط إدارة القسم العربي لخفض النفقات. وضمن التعديلات التي تسعى الإدارة إلى إدراجها تغيير ساعات الدوام الليلية لتفادي توفير سيارة أجرة للعاملين.
ويقول موظفو القسم العربي إن خفظ النفقات سيترتب عليه العديد من الإجراءات التي قد تؤدي إلى الاستغناء عن ثلاثين موظفاً على الأقل، إضافة إلى تراجع في نوعية الأخبار والبرامج التي تبثها القناة.
سلسلة من الإضرابات للضغط
أحد المشاركين في الاعتصام
أحد المشاركين في الاعتصام
وجاء هذا الاحتجاج الصارخ بعدما استنفدت نقابة الصحافيين البريطانية كافة جهودها للتفاوض مع الإدارة، فبقي الإضراب كورقة ضغط بديلة لثني مدراء القسم العربي عن عزمهم تطبيق أنظمة عمل جديدة، يراها الصحافيون مجحفة وغير مناسبة لمعايير بي بي سي التي عرفت بها سابقاً.
باسم كامل (مذيع ورئيس نقابة الصحافيين البريطانيين في القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي) قال لـ"العربية.نت": "هذا الإضراب هو الأول من سلسلة إضرابات يعتزم أعضاء نقابة الصحافيين في القسم العربي تنظيمها، كل إضراب يستمر 48 ساعة في محاولة للضغط على الإدارة للعودة إلى طاولة المفاوضات والقبول بمطالبنا العادلة، وقمنا بتقديم مقترحات بديلة لتوفير أكثر مما تطلبه الإدارة من نفقات".
وتسعى إدارة القناة إلى تقليص اللجوء إلى ساعات عمل إضافية التي تكلفها ميزانية كبرى من خلال إجراء يجبر الموظفين على العمل 26 يوماً إضافياً في السنة بدون مقابل.
فيما تقدمت نقابة الصحافيين بمقترح بتخفيض نفقات تزيد عما اقترحته الإدارة دون المساس بالجودة التحريرية المعروفة وما يبث على شاشة بي بي سي.
الإدارة: الإضراب غير مبرر
ويضيف باسم كامل: المقترح الذي قدمناه هو مراعاة توزيع العمل بشكل متكافئ وعادل، وإعادة توزيع العاملين على الأقسام المختلفة بشكل يضمن إستمرارية العمل بنفس الجودة، ولكن دون التأثير على حياة الصحفيين وظروف عملهم.
"العربية.نت" حاولت الاتصال بإدارة القسم العربي في "بي بي سي" لاستطلاع موقفها من الإضراب الأول من نوعه، لكنها رفضت واكتفت بنشر بيان عبرت فيه عن استيائها من الإضراب، معتبرة إياه غير مبرر.
وعلى مدى يوم الثلاثاء 18-1-2011 بثت القناة نشرات موجزة، كما اضطرت إلى برمجة حلقات حوارية سابقة، وتقول النقابة: إذا لم تستجب القناة لمطالب الموظفين فإن المرجح أن تعلن موعداً لشن إضراب آخر.
القناة التي انطلقت في مارس/ آذار 2008 شهدت عدداً من التغييرات في إدارتها، إلا أنها لم تفلح في استقطاب جمهور عريض من المشاهدين في الدول العربية، حسب استطلاعات قامت بها "بي بي سي" نفسها.