نصر الله: اسقطنا حكومة الحريري لعجزها عن حماية لبنان ومواجهة تداعيات القرار الاتهامي
تطرق حسن نصر الله امين حزب الله اللبناني في خطاب متلفز جديد يوم الاحد 23 يناير/كانون الثاني الى موضوعين اساسيين ، الاول بشأن المحكمة الدولية والقرار الظني، والثاني متعلق بالتطورات السياسية ومستقبل تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
واشار نصر الله الى ان توقيت الاعلان عن القرار الاتهامي الظني يدل على تسييس كافة خطوات المحكمة الدولية اذ جاء في الوقت المقرر لاجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة ، مما تم تأجيلها فيما بعد.
وقال نصر الله " في البداية اعلن القاضي فرانسيس عن حاجته من 6 الى 10 اسابيع كحد ادنى لقراءة وتدقيق مضمون المسودة المقدمة من قبل المدعي العام بلمار، ولكن على ضوء التطورات والاتصالات السياسية خلال الايام الماضية، لاحظنا ان مسار القرار الظني اخذ طابع الاستعجال والسرعة ، والدليل على ذلك هو تحديد موعد 7 فبراير/شباط" لاعلانه . واضاف "فالمطلوب اذا هو توظيفه سياسيا للضغط علينا وحلفائنا خدمة لخيارات سياسية معينة ومحددة".
واشار نصر الله الى ان الجديد في هذا السياق هي ان السيد بلمار وجه للمرة الاولى "تهديدا مباشرا لبعض وسائل الاعلام لانها نشرت مواد مرتبطة بالتحقيق الدولي، وهو يقصد بطبيعة الحال تلفزيون "الجديد" ، مع العلم انه مرت سنوات على تسريبات من داخل المحكمة نشرتها صحف ومجلات وقنوات آخرها التلفزيون الكندي ولم يحرك بلمار ساكنا لانها كانت تخدم هدف النيل من حزب الله وسورية".
وقال نصر الله "نحن نعرف مضمون القرار الظني وان لم يعلن عنه بعد، وردنا الاول جاء باسقاط الحكومة لانها عاجزة عن حماية لبنان ومواجهة تداعيات القرار الاتهامي، وسأترك ردنا الاخير الى حين صدور الاعلان عن القرار وبجميع الاحوال فاننا لن نخضع لاي اختبارات سياسية وهذا الامر غير قابل للتفاوض".
وحول التطورات السياسية فقد عبر نصر الله عن تقديره العالي للموقف الواضح والحاسم الذي اعلنه وليد جنبلاط بالوقوف الى جانب سوريا والمقاومة وخصوصا في هذه اللحظة الحرجة والدقيقة والمهمة جدا من تاريخ لبنان، حسب قوله.
كما قال نصر الله حول ترشيح احد مرشحي المعارضة لمنصب رئيس الحكومة انه "منعا لاي التباس او وهم فان المعارضة لن تقوم في حال فوز احد مرشحيها بالاستئثار بالسلطة او بالغاء اي فريق سياسي في البلد"، واضاف انه في حال رشح اي احد من المعارضة فسيكون من احدى "الشخصيات السنية المهمة في البلد ولن نعمل على تهميش الطائفة السنية الكريمة".
وتابع "عند تداولنا في اسم مرشح للمعارضة التقيت بدولة الرئيس عمر الكرامي وطلبت منه موافقته على تسلمه رئاسة الحكومة في حال تشكيل اغلبية فشكرني على ثقة المعارضة ولكنه اعتذر عن قبول العرض لتقدمه في العمر والوضع الصحي في الوقت الذي تمر فيه البلاد في مرحلة حساسة ودقيقة وبحاجة الى حيوية، وطلب ايجاد شخصية اخرى، التي ان لم توجد وتطلب الواجب، فانه سيقبل تحمل هذه المسؤولية".
وبالنسبة الى محاولة "الاغتيال السياسي" التي قال سعد الحريري انه يتعرض اليها من قبل المعارضة فقد علق نصر الله على ذلك بالقول "لم يسبق ان قال احد الرؤساء عند انتقال السلطة الى شخصية اخرى ان هذا اغتيال سياسي. وترشيح احدى الكتل النيابية لاحد الشخصيات لا يعني اغتيالا سياسيا لكتلة اخرى. فهذه لغة جديدة وادبيات جديدة والحديث في مثل هذا الوقت عن ذلك هو نوع من الترهيب لفريق المعارضة".
كما اكد نصر الله ان هذا يأتي في الوقت الذي تحاول فيه بعض الاطراف السياسية ممارسة الاغتيال السياسي بحق حركة هي من "اشرف واهم حركات المقاومة في المنطقة التي حررت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وتحميه من خلال توازن الردع الذي يعترف به الاسرائيلييون انفسهم" ، في اشارة منه الى حزب الله.
كما اشار امين عام حزب الله الى ان اتهامات البعض للحزب بمحاولة فرض "مشروع فارسي" او "دولة شيعية" او "حكومة يقودها حزب الله" هي تحريض وتزوير وتحوير وتحريف، وقال بهذا الصدد "نحن كما كنا ومازلنا لسنا طلاب سلطة او مواقع ولدينا اولوية هي المقاومة والحرص على الامن الوطني".
وقال نصر الله في ختام كلمته موجها كلامه الى العالم "اطلب واتمنى اذا وصل مرشح من المعارضة ( الى رئاسة الحكومة اللبنانية) ان يحترم الجميع المؤسسات الدستورية والشرعية اللبنانية وارادة الغالبية اللبنانية وان يعطى هذا المرشح فرصة".