مروان خوري : “مش خايف علبنان”
إرتبط إسم الفنان مروان خوري بالكثير من الأغاني الناجحة التي ساهمت في إرساء نجومية البعض، أو صناعة نجومية البعض الآخر من الفنانين، وهو من الحالات النادرة التي نجح فيها ملحن توجه الى الغناء بعد أن حقق نجوميته
في مجال التلحين فأصبح إسماً له مكانته على الساحة الغنائية.
مروان الشاعر، والملحن، والمغني، نتاجه الفني متلون بشكل كبير، فهو يبرع في الأغنية الرومانسية، كما يبرع في الطرب الشعبي، والأغنية البدوية. واليوم في البومه الأخير (راجعين) يقدم الواناً غنائية جديدة عليه تماماً.
رغم نجاحه ونجوميته إلا أنه لم يأخذ حقه في شركة إنتاجه السابقة، التي أهملت تسويق البوماته، وخصصت له ميزانيات ضئيلة لأعماله المصورة، ولم تستغل النجاح الكبير الذي حققه في البومه الأول لتبني عليه نجاحات أكبر.
ورغم معاناته كفنان يطمح للدعم والإنتشار لأعماله التي يقدمها من قلبه، ويضع فيها خلاصة روحه، إلا أن شكواه كانت مكتومة في صدره، فهو فنان خلوق لم نتعود منه القيل والقال، بقي يعاني بصمت حتى إنتهى عقده مؤخراً، وتحرر فنياً، وقرر أن يؤسس مكتباً خاصاُ به يدير أعماله من خلاله.
كانت مقابلة مؤجلة من الصيف الماضي لم تتم لظروف عديدة، لكنه أخيراً قرر الحديث، فأعلن إنفصاله عن شركة روتانا وإستقلاله التام فنياً، وأكد أن العلاقة مع الشركة طيبة، وبأن إنفصاله عنها جاء بعد إنتهاء عقده حيث قدم معهم 4 البومات.
كدنا ننسى أن لمروان البوماً جديداً في السوق يحمل في طياته أغان رائعة، لأن الألبوم لم يلق الدعم المطلوب حين صدوره، ولم تصور منه أي أغنية حتى قبل أسبوعين، عندما ظهرت أخيراً الى النور أغنية “تم النصيب” التي صورت مع مخرج فرنسي، بميزانية متواضعة.
فعاودنا الإتصال به مجدداً للإضاءة على هذا العمل الرائع، وعلى الأغنية المصورة الجديدة، ولنعرف منه مشاريعه المقبلة، وكيف ينظر الى حال البلد اليوم وهو الذي قدم في البومه الأخير واحدة من أجمل الأغاني التي تحمل في طياتها رسالة وطنية، وإجتماعية، وتحمل عنوان “مش خايف ع لبنان”.
عن كل ما سبق وأكثر كان هذا اللقاء الذي ننشره مرفقاً ببعض المقتطفات المصورة:
في بداية الحديث إتفق معنا مروان بأنه كان بعيداً عن الإعلام في الأشهر الماضية لظروف خاصة، لكنه قرر أن يعتمد سياسة مغايرة، ووعد بأنه سيكون موجوداً عندما يجب، وسيتواصل لكن بشكل مدروس ، ليترك المجال لموسيقاه وفنه ليسجلا حضوراً بين الناس.
عن البومه “راجعين” قال: “أن الألبوم حين طرحه حقق أصداءً إيجابية، لكنه لم ينف من جهة أخرى التقصير في المتابعة، وتأخر الفيديو كليب ليطرح قبل أسبوعين فقط، مروان قرر عدم تصوير أي أغنية من الألبوم، ووعد جمهوره بأغنية منفردة بعنوان “بعشق روحك”، ينتجها على نفقته الخاصة ويوزعها على كافة المحطات الغنائية.
لن يصور أغنيات أخرى من البومه “راجعين”
تطرق الحديث الى أغنية “وطي صوتك” وهي مميزة ومختلفة عن كل ما قدمه مروان سابقاً، فهي قريبة من أسلوب زياد الرحباني، فالكلام حوارية بين إثنين، يتشاجران، ويطلب الحبيب من حبيبته أن تخفض صوتها، فلا داعي لأن يسمع الجيران ما يدور بينهما، وينفعل عندما لا تستجيب، أما الموسيقى فهي من نمط الجاز الشرقي، وسألناه عن سبب عدم تركيزه عليها، فكان الجواب بأن الألبوم من حق روتانا، ولا يمكنه تصوير أغنيات أخرى منه، وتوزيعها على بقية المحطات حتى لو أنتج العمل المصور على حسابه، لذا فضل أن يطلق أغنية منفردة يحضر لها لتصدر قريباً جداً.
“وطي صوتك” فيها بعضاً من أسلوب زياد الرحباني
مروان إتفق معنا بأن الوضع في الساحة الفنية مترد جداً لناحية الإنتاج، ونشاط الشركات مقنن حالياً، لذا قرر أن ينتج أعماله بنفسه خصوصاً وأنه يكتب ويلحن ويوزع ويسجل أغنياته ، ولكنه تحدث عن عروض “شبه فردية” من خارج لبنان لإنتاج أعماله، وربما يكون عمله المقبل من إنتاج شركة رفض الإفصاح عن إسمها في الوقت الحالي.
مروان إتفق معنا بأن “وطي صوتك” فيها تأثر مقصود أو غير مقصود بزياد الرحباني، وقال بأنه إن كان متأثراً بزياد فنياً فهذا الأمر مدعاة فخر له، ولكنه قدم الأغنية بشخصية مروان. وأضاف بأن الملحن يستوعب كل شيء، والمهم أن لا يستنسخ، وطريقة العرض والأسلوب هي التي تجعل المتلقي يشعر بأن الأغنية جديدة.
لا للتمثيل الا اذا كانت ادواراً كأدوار عبد الحليم حافظ
مروان إستصعب فكرة التمثيل ، لكنه لا يمانع لو وجد بدوره كمروان المغني، كما كان يفعل عبدالحليم، وهو يشعر بأنه بعيد عن الأدوار المركبة، وقال بأن خجله يختفي على المسرح، لأنه لا يتصنع ، وأنما يتفاعل مع أغنيته، ومع محبة الناس، وأكثر مكان يكون فيه طبيعي، وسعيد، ومنطلق، هو خشبة المسرح.
حول الأصوات النسائية التي تلفت مروان قال بأنه يتواصل دائماً مع كارول سماحة، واليسا، وشذى حسون، ودينا حايك، وقال أن هناك مفاجآت مع أسماء جديدة لن يفصح عنها الآن، بالإضافة لتعاونه مع فنانات جدد كإليسار، بالإضافة الى تعاون مع مليسا. وقال بأن هناك طلب دائم وملح على الحانه، وقال بأنه لا يمانع بالتعاون مع أًصوات ذات قدرات بسيطة، فهو قادر على مقاربتها بألحان تناسبها.
وسألناه إن كان هناك ديو جديد، فكان جوابه ضاحكاً: لا مشروع لديو قريب، تركيزي الآن على الأغنية المنفردة، ربما أفكر بالديو بعد ذلك.
ووعد معجبيه بتواصل أكبر معهم، وطلب منهم أن يعذروه لأنه يحتاج لأن يعيش في عالمه الخاص كونه ليس مغن فقط، فهو ملحن وشاعر. وقال بأن مكتبه سيهتم بتحقيق التواصل من خلال صفحة الفايس بوك والموقع الرسمي.
سيطرة روتانا على سوق الحفلات في لبنان أمر غير مستحب
وحول سيطرة روتانا على سوق الحفلات وتأثير ذلك على كمية حفلاته، كونه لم يوقع معهم عقداً لإدارة الأعمال في السابق، واليوم هو خارج الشركة، قال: دون شك هذا الأمر يؤثر قليلاً، فالأولوية لمن وقع معهم، وهناك محاربة غير مباشرة حيث كل يعمل لمصلحته.
وأضاف بأن التأثير الأكبر كان على حفلاته في لبنان، فحفلاته في المغرب العربي وسوريا لم تتأثر كثيراً، لكن حفلاته في لبنان كانت شبه معدومة حيث فرضت روتانا سيطرة شبه تامة تقريباً على سوق هو صغير بالأساس، وأعتبره وضعاً غير مستحب، ولكنه لم ينكر أن هناك تعاون بين الحين والآخر، بينه وروتانا، كما حصل في حفل رأس السنة الذي كان من تنظيمهم رغم أنه لم يوقع معهم.
وأعرب عن تشجيعه للتعاقد الحر، والتعاون المتبادل بينه وبين الشركة، دون أي قيود أو التزامات، وشمل في حديثه هذا شركة إدارة أعماله السابقة “ميوزيك إز ماي لايف” الذي فهو مستمر بالتعاون معهم رغم إنتهاء التعاقد.
وعبر مروان عن ميله مؤخراً للحفلات الكبيرة التي ترافقه فيها أوكسترا، لأن نمط أغنياته يتطلب جواً كهذا حيث غنى في الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية، ومهرجانات كبرى في سوريا والمغرب العربي.
دعا اللبنانيين للتظاهر لأجل حقوقهم لا لأجل مصالح الزعماء
ورداً على سؤالنا حول الوضع المتوتر سياسياً الذي يعيشه لبنان اليوم، وفيما إذا كان لا يزال غير خائف على لبنان كما قال في أغنيته التي تحمل عنوان مش خايف ع لبنان” قال: عندما غنيت هذه الأغنية لم يكن هناك شيء جديد، بمعنى أنها لم ترتبط بحدث أمني معين، فهو ولد وتربى في ظل الحرب، وخلال الـ 30 عاماً الماضية الأمور لم تختلف كثيراً، والأحداث تعيد نفسها تقريباً بشكل يشبه سيناريو مكشوف، وما يحدث اليوم هو تكمله لهذا السيناريو.
وأضاف بأن أغنية “مش خايف علبنان” هي موقف وطني إنساني، وكان يريد أن يقول فيها بأنه لا ينتظر حدثاُ أمنياً معيناً ليعطي رأيه بما يحدث، هناك خوف حقيقي، هناك تحديات للبنان كوطن وككيان دون شك، لكن برأيه التحدي الحقيقي هو إنساني لبناني، فكلما وصل اللبنانيون الى أزمة يخفقون دوماً بالنتيجة ، ويجدون مشكلة في الوصول الى تسوية ، فتأتي التسوية دولياً من الخارج، لذلك هناك مشكلة يجب أن يقر بها الجميع، فمهما كانت الصعوبات والأوضاع المعقدة، لو وجدت الإرادة الداخلية سياسياً، وإنسانياً، وأخلاقياً، كان اللبنانيون سواء كانوا من المعارضة أو الموالاة أو من يلعبون على الحبلين، سيصلون الى نتيجة، لو كانت هناك أخلاقيات وتضحية أكثر مما هو متوفر حالياً.
ويكمل بالقول: لازلت مصراً أنا لا أخاف على لبنان ولو للحظة واحدة، أنا خائف على القيم الإنسانية اللبنانية، التي تشكل وطن ، وحكومة، ودولة. ولم يستبعد مروان إحتمالية تصوير الأغنية لأنها أغنية تخص لبنان، ولا تعني كثيراً من هم في الخارج. وهو يهديها لجميع اللبنانيين، ويؤكد لنا مجدداً بأن لا خوف على لبنان، وقال بأن اللبناني لا يمكن أن يعيش دون تفاؤل، فالأمل أساسي لإستمرارية الحياة، واللبناني يتمتع بإرادة طيبة، لأنه مر بإمتحانات كبيرة.
الشعب التونسي الهاديء ثار عندما شعر بأن حقه مهدور
وطلب في ختام المقابلة توجيه كلمة للشعب التونسي، وقال بانه يعتبر تونس بلده الثاني، وأول إنطلاقة له من بعد لبنان كانت في تونس، ووصف الشعب التونسي، بأنه راق، ورائق، وهاديء، وأن اللبنانيون مزاجهم عصبي أكثر من التونسيين، لكن هذا الشعب الهاديء عندما شعر بأن حقه مهدور، تحول الى شعب ثائر، ووجه لهم التهنئة من قلبه.
وأضاف:” قلبي مع كل الذين دفعوا حياتهم ثمناً لهذه الثورة، ووصف ثورتهم بالرائعة، وبأن الشعب التونسي هو الأقدر على تحديد مصلحته، وتمنى للتونسيين التوفيق بثورتهم الشعبية التي لا توجد ورائها أي أعتبارات أخرى، وتمنى أن يرى ثورة مماثلة في لبنان.
فهو يرى أن لبنان رغم ديموقراطيته، لكن المؤسف فيه أن الجماهير تتحرك فقط بنداء من أحد الزعماء، وتساءل لما لا يتحرك الشعب اللبناني لمصالحه الخاصة، كالرغيف والكهرباء التي لم تصلح حتى اليوم، غلاء المعيشة، لما لا يتحركون لأجل حقوقهم؟