معارض بريطاني للحرب معتصم منذ أكثر من سبع سنوات
معارض بريطاني للحرب على العراق، يعتصم في ساحة البرلمان البريطاني منذ سبعة أعوام ونصف وعلى مدار الساعة، ويطالب بمحاكمة زعماء أميركا وبريطانيا وأمثالهم.
ويعتبر بريان هاوو اعتصامه رسالة احتجاج بالنيابة عن "الأبرياء الذين يقتلون ويعانون في العراق، بينما حكومة بريطانيا والولايات المتحدة تسعى إلى مزيد من تنميتها الاقتصادية والعسكرية والمصالح الإستراتيجية في جميع أنحاء العالم".
وهاوو كان يشارك بداية في الحملة ضد العقوبات الاقتصادية على العراق، وتركز اهتمامه بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول على توجيه رسائل للسلام في الحرب على الإرهاب.
واستطاع هاوو أن يصمد في اعتصامه الذي بدأ في يونيو/حزيران 2001 حتى اليوم، ومأواه خيمة صغيرة مقابل ساعة بيغ بن الشهيرة بوسط لندن، يعرض بجانبها صور الأطفال الذين سقطوا ضحية للحرب على العراق.
بريان هاوو أمام خيمته في ساحة البرلمان البريطاني (الجزيرة نت)
ولم تستطع السلطات طرده من ساحة البرلمان وباءت كل محاولاتها لذلك بالفشل، وفاز عليها هاوو في إحدى القضايا التاريخية الكبرى بالمحكمة العليا، التي قضت بأن هاوو يمارس حقه في التعبير عن رأيه في ساحة البرلمان، ولا يشكل وجوده على الرصيف أي إعاقة.
التقت الجزيرة نت هاوو الذي قال "يجب الخروج من مقلاة النار، فقد جمعوا مرتزقة ويموت جنود شباب في مقتبل العمر حتى يتمكن الآخرون من جني ثروات من هذه الحرب القذرة". ثم تساءل "ما ذا يعني إنفاق أموال طائلة على سفارة كبيرة في أفغانستان، بينما قصفوا أفغانستان وحولوها إلى العصر الحجري؟".
ويرى هاوو أنه إذا كان بن لادن لا يزال حيا، فسوف يكون في "جناح آمن داخل البيت الأبيض"، كما يرى أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان مفتاحا آخر لهم لغزو العراق، فهي "لعبة علي بابا والأربعين ألف حرامي" على حد وصفه.
ويذكر المعارض البريطاني المتكئ على عكازيه بالمآل الذي انتهت إليه قضية أسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث تبين أن لا وجود لها، وأنه لم يكن "بمقدور صدام ضربنا في 45 دقيقة"، وقال "لقد حولوا العراق إلى خراب ودمار".
محاكمة المسؤولين
وقضية هاوو تتعدى مناهضة الحرب إلى الدفاع عن الدول المجني عليها من الغرب كما يعتقد، ويقول في هذا الصدد "ندفن النفايات النووية في بلدانهم وجعلناهم حقلا لتجارب أسلحتنا وقنابلنا"، ويردف قائلا "انظر كم من الملايين لاقوا حتفهم بسبب هذه القنابل، وهم ما زالوا يفعلون ذلك إلى اليوم، بل لم نستخدمهم حقلا للتجارب فحسب، فهناك بالطبع النفط والذهب والماس في تلك البلدان".
ويتوقع هاوو أن تتكرر قصة العراق في إيران، لأن ما قالوه عن صدام حسين سابقا من أنه يملك الأسلحة المحرمة دوليا، يقولونه الآن عن إيران".
مظاهرة ضد الحرب على العراق (الجزيرة نت-أرشيف)
والصمت أو التراجع عما هو فيه ليس واردا بالنسبة لهاوو، فهو يأبى الصمت والحال أن المواليد في المنطقة "إذا عاشوا يصابون بتشوهات ويموت الكثير منهم بفعل اليورانيوم", والإحصاءات كما يقول تشير إلى "استهداف أكثر من 600 مدرسة بصواريخ كروز خلال الحرب على العراق".
ويطالب هاوو المحكمة الجنائية بمحاكمة كل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والحالي غوردون براون، وأمثالهم، وجميع من حولهم بتهمة "الشروع في حرب عدوانية" إضافة إلى جرائم أخرى.
وأورد هاوو عددا من أسباب اعتصامه منها أنه "مسيحي وأب وجد ومواطن بريطاني" وفقا لتعبيره، وقال "أنا شخصيا مسؤول عما يحدث في بلدي وما يرتكبه بلدي من إبادة جماعية في العراق وأفغانستان، ونهب الشعوب الأخرى باسمي وباسم شعبي البريطاني، فبالنسبة إلى المسيحية طوني بلير عليه لعنة جهنم".
وقبل أن يختم هاوو حديثه مع الجزيرة نت لم يفته التذكير بمعارضة الشعب البريطاني للغزو، وبما جرى من "تعذيب في سجن أبوغريب ومذابح جماعية في العراق وأفغانستان"، إلى أن يقف أمام التاريخ ويقول:
" ديفد لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا قال عام 1932 إنه يحتفظ بحق قصف الزنوج، وقيل إنه كان يتحدث عن شعب أفغانستان، والعراق وإيران في ذلك الوقت".