سورية توظف التكنولوجيا للإنذار عن حرائق الغابات عن بعد
قادها الطموح والإبداع الذي تجلى واضحاً في أفكارها إلى توظيف التكنولوجيا وتطبيقاتها في حماية البيئة الطبيعية فابتدعت فكرة مشروع لم يسبقها إليه أحد من خلال دراسة متكاملة لمشروع يهدف إلى التقصي عن حرائق الغابات عن بعد باستخدام نظام الاتصالات الخلوية.
المهندسة ملك عدامة مهندسة اتصالات من الدرجة الرفيعة عكفت منذ ثلاث سنوات عندما كانت على مقاعد الدراسة في جامعة حلب على وضع دراسة مبدئية لمشروع إنذار حرائق الغابات عن بعد باستخدام التكنولوجيا وظفت فيه طاقاتها لإخراج فكرة إبداعية تساعد في حماية غاباتنا من حرائق تلتهم سنوياً آلاف الهكتارات في ظل غياب الإنذار المبكر عن هذه الحرائق.
ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن عدامة قولها: "إنها بدأت المشروع عام 2009 وكان المحفز له هو مؤتمر تيليكوم الذي عقد آنذاك بمدينة بال بسويسرا وقد تقدمت بفكرتها مع ثلاثة من أفكار أخرى تقدم بها زملاؤها الطلاب من جامعة حلب لهذا المؤتمر وكانت الدراسة المبدئية للمشروع باللغة العربية وبعد عدة أيام أرسلت لها لجنة مؤتمر تيليكوم رداً لترجمة هذه الدراسة باللغة الانكليزية لتقوم بنشرها في الصحف السويسرية اليومية نظراً للإعجاب الشديد بفكرتها".
وتقوم فكرة المشروع على زرع حساسات على الأشجار بالغابات لتحسس دخان النيران وهذه الحساسات تمتلك قدرة كبيرة على استشعار الدخان المنبعث من الحرائق بقطر يتراوح بين 6 إلى 10 أمتار وتقوم بإرسال إشارة عبر نظام جي إس إم وهو نظام الاتصال الخلوي الذي تربط به هذه الحساسات لتصل الإشارة إلى برج تغطية يمكن أن يستقطب إشارات من حساسات ضمن مجال يتجاوز 36 كيلومتراً مربعاً وهذه الأبراج ثلاثية الهوائيات بزوايا 120 درجة لتغطية كامل المجال المذكور من كافة الاتجاهات ومن ثم يحول البرج الإشارة إلى مركز الطوارئ على بعد عشرات الكيلومترات لتحديد نقطة الحريق بالدقة المتناهية لكونها تحدد على خارطة رقمية على حاسب وهذه الخارطة الرقمية متوفرة عن الغابات بسورية.
والشيء المميز بالحساسات أن سعر أجودها لا يتعدى 1500 ليرة ويمكن أن تعمل بتقنية الطاقة الشمسية وبذلك تخفف من نفقات الصيانة وإعادة الشحن كما أن لها ميزة تتمثل في تحديد إحداثيات النقطة بدقة متناهية من خلال إشارات الحساس التي تستقبلها شبكات المعلومات في المركز وتحدد نقطة الحريق بالضبط لتوجه عناصر الإطفاء في المنطقة إلى نقطة الحريق كما يمكن تزويدهم بمعلومات عن أفضل الطرق التي يمكن سلكها من خلال الخارطة الرقمية التي قامت بوضعها هيئة الاستشعار عن بعد للغابات.
وتضيف عدامة أن تكلفة البرج لا تتعدى مليوني ليرة وهذه ليست شيئاً إذا ما قورنت بحجم الخسائر التي تتعرض لها غاباتنا نتيجة الحرائق والتقصير عن إبلاغ هذه الحرائق التي غالباً ما تتم في مناطق مخفية ضمن الوديان والجبال الوعرة البعيدة ولاسيما أن هذه التقنية تستطيع رصد الحرائق ضمن مجال يبلغ 36 كيلو متراً مربعاً وأنها توضع لمرة واحدة فقط وليس بالضرورة أن يتم زرع هذه الحساسات في كافة أرجاء الغابات ويمكن للجهات الحراجية أن تستخدمها مثلاً في المناطق الساخنة التي تتكرر فيها الحرائق أو في مناطق المحميات التي توجد فيها أندر البيئات الحيوية.
وتضيف وضعت دراسة مفصلة بالمشروع وتلقيت عروضاً من جهات خاصة لتبنيه ولكني رفضت لكوني لا أبغي ربحية منه بقدر ما هو مشروع لخدمة البيئة الطبيعية السورية.
وتابعت المهندسة عدامة أنها تعكف حالياً على تطوير هذا المشروع ونقله إلى أفق أوسع كفاءة وأقل كلفة من خلال ربطه مع نظام الراديو أف إم وهو نظام موجات الراديو الذي من المفترض أن تكون كفاءته أكبر من ناحية زيادة طول موجات الإرسال، حيث تزود الموقع بمحطة إرسال راديو وهي رخيصة الثمن تستقبل الإشارات من الحساسات على مسافات أكبر وتقوم بإرسالها إلى مسافات أكبر من النظام السابق لكن هذه الدراسة لاتزال نظرية ولم تخضع للدراسة الدقيقة.