وزيرا النقل السوري والألماني يستعرضان فرص التعاون
استعرض وزير النقل السوري يعرب سليمان بدر مع وزير النقل الألماني بيتر رامز أوير والوفد المرافق له أوجه التعاون القائم بين الجهات السورية والألمانية وآفاق التعاون المستقبلي بين البلدين.
وبيَّن بدر أن سورية تحتل موقع استراتيجي على البحر المتوسط فيما تتمتع ألمانيا بموقع متميز في قلب أوروبا، لافتاً إلى أن المرافئ الألمانية الشمالية تلعب دوراً هاماً للتبادل التجاري بين الشرق والغرب، وأمِّل بدر تحقيق نقلة نوعية على صعيد العلاقات والتعاون بين سوريا وألمانيا فضلاً عن التعاون البناء لشبكات البنى التحتية.
استعراض بعض المحاور المهمة للتعاون
وتم خلال اللقاء استعراض محاور التعاون المهمة القائمة بين البلدين، حيث بيَّن بدر أن هناك اتفاق نقل جوي قديم ويتم التباحث حالياً لتحديثه بما يتوافق مع المتطلبات الأوروبية مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات المتعلقة بالسلامة والأمان.
وأشار بدر إلى مشروع اتفاق النقل البحري والذي هو قيد الدراسة بين البلدين حيث يخضع لتقييم الجدوى الاقتصادية في ضوء التبادل الاقتصادي وتيارات النقل البحري بين البلدين.
تعاون سوري ألماني أثمر دراسة وتنفيذ العديد من المشاريع
أشار بدر أنه تم التعاون مع وزارة النقل في مقاطعة ساكسن انهالت الألمانية في عام 2004 ومع وزارة النقل السورية ونقابة المهندسين حيث كان لهم دوراً مهماً في تدريب وتأهيل المهندسين السوريين، لافتاً إلى أن هذا التعاون نتج عنه دراسة تحويلة دمشق الكبرى بطول 140كم، مشيراً الى أن هذا المشروع حظي باهتمام كبير من الجهات الدولية المانحة في المؤتمر الذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 15 كانون الثاني من العام 2011، وهو مؤهل للحصول على تمويل من البنك الإسلامي والبنك الدولي لدوره الاستراتيجي على صعيد النقل الإقليمي.
ونوّه الى أنه تم التعاون مع شركات كلابيس الألمانية تقوم بدراسة تنفيذية لمشروع السكك الحديدية من تدمر إلى دير الزور، وشركة ايربوبلام التي قامت بدراسة محطة ركاب القطارات في اللاذقية، وشركتا أوبر ماير وفوسيك حيث قدمتا دراسات أولية لتطوير النقل في الضواحي بالسكك الحديدية في دمشق، وشركتا كارتك وايس بالاس والتي قدمتا تجهيزات الفحص الفني للسيارات بموجب النظام الجديد في سوريا، بالإضافة إلى شركة ELF بالتعاون مع شركة ليمك التركية وشركة نذير هدايا السورية تقدموا بعرض لمشروع الطريقين الدوليين السريعين شمال جنوب وشرق غرب.
وأشار بدر إلى التعاون مع شركة لوفتها نزا تكنيك لتعمير محركات طائرات الايرباص، لافتاً إلى التعاون القائم بين مؤسسة المواصلات الطرقية وجامعة ويبرتال آملاً أن يثمر هذا التعاون في تحسين صيانة الطرق.
الخطة الخمسية الـ11 طموحة لتطوير قطاع النقل:
أوضح بدر أن الخطة الخمسية الحادية عشر تحمل في طياتها خطة طموحة لتطوير قطاع النقل مبيناً أنها تلحظ أكثر من 6 مليارات دولار مقارنة مع الخطة الخمسية العاشرة والتي لحظت لقطاع النقل أقل من مليارين دولار، لافتاً إلى أن السكك الحديدية لها الحصة الأكبر وذلك لإنشاء الخطوط الجديدة وتأهيل الخطوط القديمة، بالإضافة إلى شراء قطارات وعربات.وتطرق د.بدر إلى الوصل الطرقي من دمشق إلى الأردن وصولاً إلى السعودية، لافتاً إلى أن هذه الوصلة ستكون جزء من محور سككي استراتيجي تصل بين أوروبا والخليج العربي، مبيناً أن بنك الاستثمار الأوروبي يدقق الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع إضافة إلى نيله الأولوية من اهتمام المانحين خلال مؤتمر جدة.
ولفت بدر إلى إنشاء مرافئ جافة في حلب وحمص ودمشق مشيراً إلى أن هذا المجال يفتح باباً كبيراً للتعاون بين سوريا وألمانيا في إنشاء هذه المرافئ ولاحقاً إدارتها واستثمارها على الوجه الأمثل.
أما في مجال الطرق فأشار بدر إلى أن الطريقين الدوليين السريعين والذين سينفذان على مبدأ الـB.O.T، مستعرضاً قائمة بعشر مشاريع بقيمة 5 مليارات دولار ستنفذ على مبدأ الـB.O.T ومنها مترو دمشق، خط القطار من مطار دمشق الدولي إلى دمشق، محطة الركاب الجديدة في المطار، تطوير الحوض القديم في مرفأ اللاذقية، وإنشاء وتشغيل أحواض صيانة وإصلاح السفن.
ودعا بدر الرسميين والشركات الخاصة بالاهتمام والمتابعة والتقدم لهذه المشاريع مبيناً أن هناك ستة مليارات دولار مفتوحة ستعرض من خلال إعلان استدراج عروض عالمي وخمسة مليارات دولار ستكون للمشاريع التي ستنفذ على مبدأ التشاركية B.O.T.
وتمنى بدر إعادة تشغيل خط لوفتها نزا مباشرة الى سورية لتشجيع رجال الأعمال على المزيد من التواصل بين البلدين، مبيناً ان مؤسسة الطيران السورية تقوم بتشغيل ثلاث رحلات أسبوعياً صيفاً الى فرانكفورت ورحلتين أسبوعياً في الشتاء كما تقوم بتشغيل رحلتين اسبوعياً الى برلين .
وبيّن الوزير الألماني إنها تجري حالياً التفاوضات لتوقيع اتفاق ثنائي في مجال النقل الجوي لافتاً الى ان هناك مجال واسع للتعاون في النقل البحري كون ألمانيا تلعب دوراً كبيراً في النقل البحري العالمي وتحتل المرتبة الثالثة في عدد السفن والحاويات، حيث تمتلك 350 سفينة وتساءل الوزير الألماني عن الخطط المستقبلية وما هي التوقعات للجانب الألماني لهذه الخطط.