كيف يختفي قادة الشبكات الارهابية في لبنان ؟
اثارت الروايةُ التي نُشرت عن كيفية افلات المتهم عبد الغني جوهر تساؤلاتٍ عن تكرارِ هذه الحالة معَ مسؤولي الشبكاتِ التي يتمُ توقيفُها، حيث يعلن في ختام كل عمل امني كبير ان الرأس المدبر توارى؟
سؤال استدعته سلسلة وقائع ملفتة آخرها عن افلات عبد الغني جوهر رئيس الشبكة الارهابية التي اعتقلت مؤخرا في الشمال واعترف بعض المنتمين لها بتنفيذ تفجيرات طرابلس ضد الجيش اللبناني، مع وجود نية لها لتنفيذ عمليات انتحارية.
الرواية التي نشرتها الصحافة نقلا عن مصادر امنية لبنانية عن افلات جوهر من الاعتقال تشبه الافلام البوليسية، فهو قفز من سطح الى سطح علما ان اي مداهمة لتوقيف هكذا شخص يقتضي الاحتياط واقفال المنطقة المداهمة بطريقة تحول دون فرار احد فكيف اذا كان بوزن جوهر.
عمر نشابي الاستاذ الجامعي والصحافي قال للمنار "ان تقنية منفذي الجرائم من عام 2005 الى اليوم اكثر تطورا من تقنيات الاجهزة الامنية، وهذا الامر بديهي لا يستعدي خبراء كي يوصفه. ثانيا، ان هناك خلل في التعيينات الامنية، فالاشخاص الموزعين في الاجهزة الامنية والعسكرية موزعين في مراكزهم بحسب حسابات مذهبية وطائفية ومذهبية، وايضا بحسب شطارة البعض في تسويق القدرات وليس بحسب الانجازات، ثالثا يبدو ان هناك تدخل في التحقيقات وعمل القضاء ولا يوجد سلطة قضائية مستقلة بالشكل الكامل ولا يوجد عمل مؤسساتي مستقل، يوجد اشخاص يديرون هذه المؤسسات ويخلطون بين عمل المؤسسات و العمل السياسي في كثير من الاحيان".
هذه الحادثة ليست الاولى، فقصة تواري زعيم تنظيم فتح الاسلام من مخيم نهر البارد بعد اشهر من المعارك العنيفة خيطت حولها التساؤلات والاساطير بين قائل بتواريه عبر سيارات بزجاج اسود، وآخرون تحدثوا عن رحلة سباحة شهيرة ربما تكون الاطول في العالم.
والى مجموعة الثلاثة عشر التي اعتقل بعض افرادها تاتي قصة خالد طه الذي هرب او هرب وهو احد ابرز الشاهدين على الانتحاري احمد ابو عدس، واحد المطلوبين بموجب مذكرات في لبنان وخارجه ومن لجنة التحقيق الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفي حين تحدثت معلومات عن لجوئه الى احد المخيمات الفلسطينية ذكرت اخرى انه اغتيل ودفن في بيروت، لينضم الى لائحة الالغاز الاخرى.