آلاف اللبنانيون يزورون حلب في رحلة الحج إلى الينبوع
استقبلت حلب أكثر من 10 آلاف لبناني يتقدمهم العماد ميشال عون ووفده الرسمي، وتوجهت جموع اللبنانيين إلى قرية براد شمال حلب لحضور القداس الديني الكبير المقام بمناسبة الذكرى المئوية السادسة عشرة لوفاة القديس مارون ..
وأعرب الكثير من الزوار اللبنانيين عن سعادتهم بحفاوة الاستقبال التي لقوها من أهل حلب وريفها في طريقهم إلى براد.
وأشار عدد من منظمي رحلة الحج إلى أن العدد الذي طلب المشاركة أضعاف القادمين لكن المكان لا يتسع حالياً أكثر من 10 آلاف زائر، إضافة لصعوبة تأمين وسائل النقل الكافية حيث بلغ عدد الحافلات التي استقلها الزوار أكثر من 200 حافلة.
وترأس القداس الديني في براد المطران يوسف أنيس أبي عاد رئيس الطائفة المارونية بحلب، وحضره العماد عون – رئيس تكتل الإصلاح والتغيير اللبناني – وعدد من وزراء التيار الوطني الحر في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وعدد من نواب التيار، إضافة لرجل الأعمال الحلبي " هاني عزوز ".
وأزاح عون – قبل القداس – الستار عن لوحة تؤرّخ لتقديم الدولة السوريّة قطعة أرض مساحتها خمسة وعشرين ألف متر للطائفة المارونيّة على أن يتمّ وضع حجر الأساس في الثالث عشر من آذار المقبل لبناء كنيسة عليها، بحضور محافظ حلب المهندس أحمد علي منصورة وأعضاء المكتب التنفيذي للمحافظة ومطران الموارنة في حلب يوسف أنيس أبي عاد.
وقال العماد عون في كلمة ألقاها " أخصّ بالشّكر سيادة الرّئيس يشّار الأسد والدّولة السّوريّة على الجهود التي قاموا بها لجعل رحلة الحج إلى ضريح مار مارون أمراً ممكناً، وسنرى قريباً إن شاء الله هذه المنطقة تنتعش بزوّارها وبأهلها، أحيّيكم مجدّداً والشّكر لسوريا رئيساً ودولةً وشعباً".
كما قال عون " إن هذه الأرض حضنت أناسا امنوا بالله ومنها كانت بداية الإشعاع المسيحي وفى هذه المنطقة تعانقت فيما بعد الأديان السماوية وتناغمت وتماهت فيما بينها ".
وأضاف لقد أصبح الحج إلى الينبوع حقيقة يعيشها المسيحيون المشرقيون وقد أتوا الافا لإحياء تراثهم وللقاء أخوة وأخوات لهم في الدين والدنيا من شعب سورية المضياف وما هذه إلا البوادر الأولى لإحياء التراث الحضاري المشترك الذي نشأ وتطور انطلاقا من انطاكية إلى سائر المشرق وعم العالم كله.
وقال عون نحن من إرث ديني واحد فالقران الكريم يقول " يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم " وها أنتم أيها المشرقيون تجيئون إلى الكلمة السواء التي تجمع فيما بيننا والتي سنبنى على أساسها وطنا عاصيا على التفرقة والخلاف، مشيرا إلى انه في الوقت الذي شهدت فيه المنطقة مأساة تفجير كنيسة في بغداد وأخرى في الإسكندرية على يد إرهابيين مهما كان انتمائهم لتثبيت نظرية الإسلاموفوبيا تأتى رحلة الحج هذه لتدحض هذه النظرية ولتعلن للعالم أن هاتين الديانتين العظيمتين تلتقيان على مبدأ واحد هو محبة الله والوطن والانسان.
يذكر أن القداس اليوم في براد يأتي ختاماً للذكرى الـ 1600 لوفاة القديس مارون، والتي انطلقت منذ عام في براد بحضور عدد كبير من الشخصيات اللبنانية السياسية على رأسهم رئيس الجمهورية السابق العماد اميل لحود والنائب العماد ميشال عون – رئيس تكتل الإصلاح والتغيير – والنائب سليمان فرنجية رئيس تيار المردة.