تدشين مركز اليعربية الحدودي السوري العراقي
تم أمس في محافظة الحسكة تدشين مركز اليعربية الحدودي السوري العراقي ووضع حجر الأساس لمعبر القامشلي نصيبين المشترك بين سورية وتركيا في ولاية ماردين.
وأكد الدكتور محمد الحسين وزير المالية أن تدشين مركز اليعربية وافتتاح معبر جديد بين سورية وتركيا سيسهمان في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين هذه الدول، موضحاً أن ذلك سيسهل دخول البضائع والمنتجات السورية والتركية إلى العراق وربط الداخل العراقي بأسواق البلدين.
وأشار الحسين إلى أن افتتاح معبر حدودي جديد بين سورية وتركيا إضافة للمراكز الحدودية الستة القائمة بين البلدين سيزيد من الحركة التجارية والسياحية البينية ويعزز لقاء الأهل في البلدين، لافتاً إلى أهمية فتح المزيد من هذه المعابر وتطوير المعابر الحدودية القائمة حاليا.
وبين الحسين الإجراءات التي تم اتخاذها بهدف تسهيل لقاء الأهل والأصدقاء على طرفي الحدود كإلغاء تأشيرة الدخول بين سورية وتركيا العام الماضي حيث بلغ عدد المواطنين السوريين الذين دخلوا تركيا نهاية العام 2010 مليوناً ونصف المليون بينما وصل عدد المواطنين الأتراك الذين دخلوا سورية نحو مليون مواطن تركي.
وأوضح وزير المالية أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين سورية وكل من تركيا والعراق شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية وارتفع حجم التبادل التجاري بين هذه البلدان.
من جانبه أشار حياتي يازجي وزير الدولة التركي إلى أن وضع معبر القامشلي نصيبين المشترك في الاستثمار سيؤدي دوراً مهماً في تعزيز العلاقات المشتركة وتمكين روابط القربى والصداقة بين البلدين من خلال الزيارات الشعبية المتبادلة، مضيفاً انه سيتم استخدام المعبر المشترك لعبور المسافرين والبضائع إلى سورية والعراق، إضافة إلى تشجيع الاستثمار واستقطاب التجار إلى المنطقة وتبسيط وتسهيل إجراءات عبور المسافرين واختصار الوقت والزمن.
وأشار يازجي إلى أن وضع المعبر بالاستثمار الفعلي سيزيد من قاعدة الاستثمار التجاري بين الجانبين، لافتاً إلى ضرورة العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى خمسة مليارات دولار بعد أن وصل العام الماضي إلى ملياري دولار.
من جهته قال مصطفى البقاعي مدير عام الجمارك في سورية إن وضع حجر الأساس لمعبر القامشلي نصيبين بين سورية وتركيا يأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي تمت للارتقاء بالعمل الجمركي حيث تطورت العلاقة الجمركية بين البلدين خلال السنوات الست الماضية إلى مستوى متميز مبينا أن المعبر سيسهل حركة تنقل أبناء المنطقة الحدودية ويعمل على تنشيط حركة الترانزيت وحركة التجارة وانسياب السلع في الاتجاهين.
وبين ضياء الدين يلدز أمين عام مستشارية الجمارك التركية أن وضع معبر القامشلي نصيبين بالاستثمار سيسهم في تبسيط إجراءات المرور وتأمين الراحة والأمان للقادمين والمغادرين من سورية والعراق، حيث سيشكل منطقة جذب للعاملين في الحقل التجاري.
من جانبه لفت رئيس اتحاد الغرف والبورصات في تركيا رفعت جيكلي إلى أن المعبر يعد جسر صداقة ومحبة يعود بالفائدة على أبناء الشعبين ويدفع عجلة التعاون المستمر بين سورية وتركيا.
ويعتبر مركز اليعربية الحدودي السوري العراقي نقطة هامة لعبور البضائع السورية والتركية إلى العراق، حيث يتربع على مساحة 250 ألف متر مربع بكلفة إجمالية بلغت 315 مليون ليرة سورية، وشملت المرحلة الأولى الموقع العام والتصوينة وهنكارات الشحن والبوابات الرئيسية ومركز التحويل الكهربائي ومحطة الضخ، في حين تضمنت المشاريع المنفذة خلال المرحلة الثانية هنكارات المسافرين والمبنى الإداري الذي يضم مديرية مركز الجمارك والهجرة والجوازات والمصرف والاتحاد السوري للتأمين ونقطة طبية.
كما يضم القبو صالات النافذة الواحدة للشحن والسياحة للقادمين والمغادرين مع مكاتب الموظفين وقاعة شرف وقبو للخدمات وأرشيف للجمارك والهجرة.
ويمتد مشروع المركز الحدودي المشترك السوري التركي على مساحة 140 دونما، حيث تم توقيع اتفاقية الاستخدام المشترك لبوابة القامشلي نصيبين الحدودية بين البلدين في شهر أيار من العام الماضي.
وتم تلزيم تنفيذ المشروع في الجانب السوري والتركي لاتحاد غرف التجارة التركية وفق صيغة /بي. أو. تي/ بكلفة 28 مليون دولار أمريكي وبمدة تنفيذ 12شهرا من تاريخ تسليم الموقع، واستثمار لمدة 24 عاما للفعاليات التجارية ضمن المركز، مقابل تمويل دراسة وتنفيذ جميع المنشآت والبنى التحتية وتأمين جميع الأجهزة والتجهيزات والأثاث والأصول الثابتة وتحمل تكاليف تشغيل المركز من كهرباء وماء وتدفئة وتكييف.
كما تضمن الجهة المنفذة تأمين جميع الخدمات اللازمة لتشغيل المركز ومنشآته وتجهيزاته والبنى التحتية فيه خلال فترة الاستثمار إضافة إلى تأمين أعمال الترميم والصيانة والتجديد اللازمة لمنشآت المركز طيلة مدة الاستثمار.
ويتم استيفاء مبلغ 10 دولارات أمريكية عن كل سيارة سياحية أو شاحنة تعبر المركز لقاء بدلات تقديم الخدمات والصيانة والترميم للمركز ولقاء وزن السيارات الشاحنة، إضافة لتحديد حصة الإدارة بنسبة 7 بالمئة من إجمالي الإيرادات السنوية.
شارك في التدشين ووضع حجر الأساس معذى نجيب سلوم محافظ الحسكة وحسن دورآر والي ماردين وحشد غفير من المواطنين السوريين والأتراك.