قطرة قد تفيض كأس الكرامة ..
لا يختلف اثنان على أن أكبر الأندية والفرق في العالم تمر في مرحلة ما بحالة من انعدام وزن أو تراجع أو فقدان ثقة أو أزمة مالية أو تجديد دماء وإلى ما هنالك من توصيفات تطلق خاصة عندما يكون النادي كبيرا ً وصاحب تاريخ وإنجازات حافلة وقاعدة جماهيرية ..
هذه الحال تنطبق في كثير من جوانبها على الكرامة الذي فشل في أول مرحلتين من الدوري في تحقيق الفوز أو تسجيل هدف ويأتي ذلك كمحصلة طبيعية لظروف وعوامل سبق وأن أشبعناها نقلا ً ونقدا ً وتحليلا ً ..
ماذا بعد ؟؟
المشكلة كما نراها ليست في النتائج بحد ذاتها فالعملاقان ريال مدريد وبرشلونة على سبيل المثال خسرا أول مباراة في الدوري الاسباني والعملاق بايرن ميونخ يعاني في الدوري الألماني وروما يتخبط في الدوري الإيطالي لكن ( ومع فارق التشبيه طبعا ً ) هل يمكن أن نقارن هذه الحالات بالكرامة ؟؟
الإجابة بكل تأكيد ( لا ) فالقادم كما نراه لا يبدو ورديا ً بل أكثر صعوبة وحرجا ًعلى الفريق والسبب كما قلناه سابقا ً هو غياب المحبة بين أبناء هذا النادي ، ولأن محبة الأطراف المختلفة للنادي أصبحت في المرتبة العاشرة ربما وأصبحت المرتبة الأولى محجوزة لمن سيمرر قراره وينفذ رؤيته في معركة " كسر العظم " المتشعبة الأطراف والتي تبدأ من أصحاب الأموال " الداعمين " وتمر ببعض المستفيدين ومنهم من هو في موقع المسؤولية ولا تنتهي بصغار المهللين !!
ولعل مشهد التلاسن الذي دار في منصة ملعب خالد بن الوليد في حمص بعد نهاية مباراة الكرامة وجاره الوثبة بين " أبناء " نادي الكرامة ذو دلالة واضحة على ما وصلت إليه الأمور ، لكن المثير في الأمر أن الطرفين ومن خلال استماعي لوجهات نظر كثيرة منهما لديهما قناعة بأنه سلك طريقا ً لا نهاية إيجابية له بل أن النهاية بدأت بوادرها بحالة التراجع المخيف لكرة القدم وانهيار الألعاب الأخرى التي لا يتمرن لاعبوها ..
أسمع كل يوم عن اجتماع يدور بين كبار المحبين للكرامة ، بالأمس اجتماع ثلاثي واليوم رباعي وغدا ً ثنائي والقاسم المشترك أنها اجتماعات سرية يغلفها التكتم وكأن أطرافها يخجلون من العمل معا ً أو ربما يخشون مغبة التراجع عن مواقف سابقة !!
واغتنم الفرصة من خلال هذه السطور للإشارة إلى تعليق أحد رواد الموقع الكرام حول مباراة القمة الحمصية يوم الجمعة الفائت والذي وصف انتقادي لأداء فريق الكرامة بسبب " تغير الإدارة الكرماوية " وبأنني أسعى " للانتشار " لدى الجمهور الحمصي ، وللحقيقة فإن هذا التعليق " الطريف " لا يختلف كثيرا ً عمن يقول " اذهبوا وشجعوا الظفرة الإماراتي " كلما جاء ذكر المدرب محمد قويض كون هذا الخطاب هو السائد حاليا ً بين جمهور الكرامة , وأقول في ردي على كلام الأخ صاحب التعليق بأنني لا انتظر يوما ً مديحا ً أو ثناء ً من إدارة أو مشجع ولو كان ذلك منهجي في العمل لاختلفت كتاباتي كليا ً ..
أخيرا ً وبالعودة لما هو قادم أرى بتجرد بأن الوضع دقيق جدا ً وهتاف الجمهور الذي طال البعض يوم الجمعة الفائت قد لا يسلم منه أحد في القادمات وهي أصعب حين يواجه الفريق كلا ً من المجد والاتحاد وقد تكون المباراة القادمة في حمص بمثابة قطرة قد تفيض كأس الغضب الكرماوي ومنا إلى من يهمه الأمر ..