دورات للتربية العسكرية قريباً برؤية جديدة
((العمل الإعلامي من أكثر الأعمال نبلاً وصعوبة وأنتم في بداية الطريق ونتمنى أن يكون منكم أسماء لامعة في الحقل الإعلامي))
هكذا بدأ الدكتور صالح الراشد حديثه للإعلاميين الشباب الذين يشاركون بدورة الإعداد والتقديم التي تقيمها منظمة الشبيبة بالتعاون مع التلفزيون السوري.
مؤكداً أن نجاحهم كإعلاميين في حقل الإعلام سيكون له الأثر في انطلاقة مشروع وطني للإعلام ويحمل إلى جانبه بعداً شخصياً لكم كإعلاميين ولمنظمة اتحاد الشبيبة التي بدأت تقف إلى جانب الشباب ليخطو خطوات مهمة.
وقال الراشد: المنظمة لا تصنع الإعلامي بل الإعلامي موجود بداخلكم وهي توفر البيئة المناسبة ليطلق موهبته ولسنا بديلاً عن الموهبة فكلية الآداب لا تصنع شاعراً مثلاً والعمل الإبداعي ليس عمل كل الناس.
وتحدث الراشد عن تغير رؤية المنظمة وتعاملها مع الأنشطة حيث كانت قديماً تخطط للنشاط وتتولى مهامه وتكاليفه وأعباءه من أمام مقر الرابطة وصولاً لمكان الدورة وحتى النهاية، واليوم اتبعنا أسلوباً مختلفاً حيث أمنّا للشباب فقط الدورة والمدربين وعلى الشاب أن يأتي من محافظته ويستأجر بنفسه ويتولى كل شؤونه الخاصة بمعزل عن مساعدتنا حتى يشعر بقيمة ما يقدم وأهميته ليقدم الشاب أفضل ما لديه، وهذا الأسلوب متبع عالمياً وهو شكل من أشكال التدريب وقد نجحنا بنسبة 90%.
من جهة أخرى بيّن الراشد للإعلاميين الشباب قبيل تسليمهم شهادات الدورة ((يجب أن تدركوا أن دور المنظمة ليس بديلا عن الهيئات والجهات النوعية الأخرى كوزارة التعليم والإعلام والتربية ولا يجب أن ندير الشباب السوري ونرعاه لوحدنا بل نحن جزء من كل ولا يجب أن نبقى منعزلين ومنغلقين على ذاتنا، وعندما تأخذون موقعكم في الإعلام يجب ألا تنسوا المنظمة التي كانت منكم واليكم)).
ولفت رئيس منظمة الشبيبة إلى أن هناك عدداً من الشباب السوري لم تتح له الفرصة ولم يصل لمكان النشاط والمنظمة منظمة شباب ويجب عليكم أن تشعروا بمسؤوليتكم تجاه غيركم ومساعدتهم لينطلقوا وهذا ما يسمى بتعليم الأقران وتبادل الخبرات من وإلى الشباب. وطلب منهم تقديم رؤية لاستمرار المشروع وإعطاء نتائج على الأرض فالإعلامي يجب أن يتمكن من أدواته ومقدرته فمهما كان كلام السياسي مهماً وجذاباً فإن تقرير الإعلامي يمكن أن يفوق ما نطق به السياسي لساعات بمقدرة الإعلامي وأسلوبه.
وقال الدكتور صالح علينا أن نكون غيورين على بلدنا وشبابنا ونتساءل لماذا إعلامنا مقصر في ترويج أفكارنا كسوريين، مشيراً إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية عن المنظمة ورأى أنها ليست بالشكل الحقيقي، ورّد ذلك إلى فترة كانت فيها المنظمة تحتكر الجيل بطريقة كلاسيكية ولا أحد يتحرك إلا من خلالها وهذا ليس موجود في أي مكان من العالم، واليوم نحن بحاجة لإعادة التوازن وعلينا تغيير الانطباع من خلال إعادة الشعور بأهمية المنظمة وما تقدمه من أنشطة بعيدة عن الشكل القديم، وتغيير الذهنية القديمة التي كنا نقدم فيها كل شيء للشاب واليوم علينا أن نسير بتوازن كما حدث بدورة الإعداد والتقديم التي لمستم أهميتها بسبب الجهد الذي بذلتموه للحصول على المعلومة، وبذلك تحقق الغاية من النشاط، ونحن نفكر جدياً بإعادة دورات التربية العسكرية بعيداً عن الإجباري وبطريقة طوعية وأعتقد أن الكثيرين سيرحبون بالفكرة وسيبعثون أبنائهم إليها فمن الجميل أن يروهم على دبابة ويكونون مستعدين للدفاع عن بلدهم وهذا سيكون شعور كل الآباء وسيلقى الموضوع صداً ايجابياً لأنه يرتكز على الطوعية ومحبة النشاط بعيداً عن الطريقة الكلاسيكية الإجبارية التي تسبب النفور.
والأساس بطريقة تعاطينا مع الواقع الذي يتغير أمامنا فما كان يصلح أمس لا يصلح اليوم، وأنتم كإعلاميين قادرين على عكس صورة المنظمة وأؤكد أن العديد من الهيئات والوزارات والجمعيات تسعى اليوم جاهدة لإقامة شراكات معنا بسبب طريقة تعاطينا الجديدة ولأننا رجعنا خطوة للوراء وقدم غيرنا ما لديه فتبين للمشاهد أن ما قدم ليس إلا فقاعة وبهرجة إعلامية.
ومنظمة الشبيبة ليست حالة عابرة واستمرارنا بحد ذاته دليل فعمر جريدة المسيرة أصبح اليوم 30 سنة والعبرة بالاستمرارية والتواجد على الأرض.
من جهة أخرى لفت الراشد الى توقيع عدة اتفاقيات مع جامعات سورية مما يسمح بتقديم منح للطلاب المتميزين عن طريق الشبيبة تحت عنوان الايفاد الداخلي وهذه ليست بديلاً عن القبول الشبيبي الجامعي انما مساعدة لطلابنا المتميزين واتاحة فرص أمامهم.