انهيار جدار استنادي في مشروع دمر يهدد 54 شقة
عند الساعة الرابعة إلا ربعاً كان سكان بناية جمعية أبناء الشهداء المؤلفة من 54 شقة سكنية والواقعة في المقسم 20 من الجزيرة التاسعة عشرة في مشروع دمر على موعد مع الرعب الذي زلزل القلوب فجأة ودون سابق إنذار حيث انهار الجدار الاستنادي خلف البناية
الأمر الذي أدى إلى انجراف قوي للتربة ضرب قبو البناية وطوابقها الأرضي والأول والثاني.وزير الداخلية اللواء سعيد سمور الذي وصل إلى مكان الحادث وفقاً لروايات الأهالي بعد نصف ساعة من انهيار الجدار الاستنادي سئل عن تقييمه للوضع فأكد أنه ينتظر تقارير الفنيين وأن الموضوع قيد التدقيق من قبل المختصين في البناء وأن هناك لجنة مشكلة وأخرى قيد التشكيل لأخذ الأقوال والمشاهدات، ولجنة فنية لتقدير أضرار البناء ومعرفة وضع البناية، وبناء عليه يحدد وضع السكان إذا ما كانوا سيبقون في البناية أم سيتم إخلاؤهم إلى مكان آخر.وبيّن سمور في جوابه للأهالي أنهم أصحاب حق وأنه سيفعل كل ما يلزم حتى تصلهم حقوقهم وأكد أنه إذا اضطر الأمر فسيرسل باصات لكي يستضيف الأهالي في فندق الشرطة معززين مكرمين وحتى تحل مشكلتهم وأكد أن التحقيقات ستكون شفافة وسيعلم بها الجميع وأنه سيسهر معهم حتى تستقر أمورهم ولن ينام إلا إذا ناموا.وسيوجه لمحافظ دمشق لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيث حضر محافظها إلى المكان برفقة طاقم من مديري المحافظة كان بينهم مدير التخطيط والعمران عبد الفتاح إياسو ومدير الصيانة عادل الأزهر، وجال برفقتهم على الشقق السكنية واطلع على الأضرار ورفض الإدلاء بأي تصريح حتى تتبين الحقيقة.ووفقاً لشهادة أم سامر الراعي فإن إحدى الأمهات التي كان ابنها ذو السنوات الأربع يقف عند النافذة، لم تعلم ما حدث وبدأت تبحث عن ولدها في غيمة التراب فانتشلته من بين أنقاض زجاج النوافذ والأتربة التي دخلت إلى البيت.الهام كفتارو التي تسكن في الطابق الثالث للشقة المقابلة للجدار تقول في روايتها إن بيتها لم يتأثر لكن قوة الانهيار والانجراف القوي للتربة ملأ الشقق بالغبار حتى إن الرؤية انعدمت، كما أن ضغط التربة والهواء أدى إلى انفجار الأبواب الخارجية.أيمن الحسيني الذي يقطن في الطابق الأرضي وكان خارج البيت حيث أدى ضغط التربة إلى كسر زجاج النوافذ والأبواب الداخلية والباب الخارجي للبيت، حمد اللـه على سلامة أولاده. في حين حذر شادي بدوي من أن البناء يجب تدعيمه الآن. لأن الجهة الغربية للبناية مهددة بالسقوط خصوصاً أن في أعلى البناية طريقاً.ووفقا لسامر الراعي أحد سكان البناية فإن الجدار الاستنادي قد تم بناؤه منذ سنة ونصف علماً أن البناية قد بنيت منذ أكثر من عشرين عاماً وأن نصيب كل شقة من ثمن الجدار كان 400 ألف ليرة وبحسبة بسيطة فإن تكلفة الجدار وصلت إلى أكثر من عشرين مليوناً.
خبير السلامة محمد الكسم قال :أنه بعد الكشف على الجدار فقد تبين أن الجدار ضعيف البنية وذو سماكة قليلة في بعض الأجزاء لا تتعدى 40سم، وهو غير كاف لحماية المبنى، وأكبر دليل على ذلك انهياره بهذا الشكل الخطير، ولو أن كمية التربة التي انجرفت كانت أكبر قليلاً لأدت إلى دفن بعض القاطنين في بيوتهم.
وبيّن أن الجدران الاستنادية يجب أن تبنى بشكل هرمي بحيث تدعم وتعرض من الأسفل ولا تقل سماكتها عن 80 سم.
وطالب بإعادة تقييم القوانين التي تحدد سماكة الجدران الاستنادية من اللجان الهندسية.
كماطالب محافظة دمشق بالصيانة الفورية للبناية على حسابها ومن ثم البحث بعد ذلك عن المتسببين سواء كانوا متعهدين أو مهندسين لأن القاطنين يجب ألا يبقوا في الشوارع.
وأضاف الكسم إلى ذلك مشكلة الطرق الفرعية التي لا يتجاوز عرضها خمسة أمتار فمثل هذه الطرق في هذه الأماكن يجب أن يصل عرضها إلى عشرة أمتار لأنه في حال حصول كارثة فلن يستطيع القاطنون إخلاء المنطقة أو إخلاء الجرحى كما أن وسائل الدفاع المدني والإسعاف لن تستطيع الوصول إليهم إلا بشكل متأخر.
وأنه عند إنشاء أي بناء أو جدار استنادي يفترض أن تكون هناك دراسات إنشائية وسبر للتربة لمعرفة الأسس التي يقام عليها الجدار، وإذا ما كان هناك تجاويف تحت أي جدار استنادي فإنه يكون من الواجب ملؤها قبل بناء أي جدار، وهو ما يعني وجوب التأسيس الصحيح من أجل عدم حصول الانهيار.
ورأى الكسم أن أي حادثة لافتة للنظر تستحق أعلى درجات الانتباه واستخلاص العبر وعلى محافظة دمشق ولجنة حماية السلامة العامة بالمحافظة دراسة هذه الحادثة بكل دقة وخصوصاً أن آلاف الأشخاص مقيمون في هذه المنطقة، ويجب عدم انتظار أن تؤدي أي حادثة مشابهة لموت أو جرح أشخاص حتى نقوم بالإجراءات اللازمة.
ووجوب المعالجة السريعة لأنه في حال هطل الأمطار فإن هناك خطورة من انزلاق الطريق أعلى البناية الذي تقع عليه بنايات أخرى.
رئيس بلدية مشروع دمر أكد أن التقارير الأولية للفنيين أكدت سلامة البناء مشيراً إلى أنه لم يلاحظ أي تشققات أو تصدعات في البناء.