القذافي يتهم المجلس الوطني الانتقالي بالخيانة
اتهم الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة متلفزة المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار الذين حملوا السلاح لاسقاط نظامه، ب”الخيانة” مؤكدا ان اعمال العنف التي تشهدها البلاد يقف خلفها تنظيم القاعدة و”مؤامرة” غربية للاستيلاء على نفط البلاد.
وقال القذافي في كلمة القاها امام شباب من قبيلة الزنتان بث التلفزيون الرسمي تسجيلا لها فجر الخميس "هؤلاء خونة لديهم استعداد للخيانة…. هؤلاء معروفون ان لديهم ارتباطات اجنبية، اي خونة".
ويواجه الزعيم الليبي منذ 15 شباط/فبراير انتفاضة شعبية غير مسبوقة تحولت الى ثورة مسلحة اسقطت نظامه في انحاء عدة من البلاد ولا سيما في الشرق الليبي حيث شكل الثوار في معقلهم ببنغازي (الف كلم شرق طرابلس) مجلسا انتقاليا.
وشن القذافي هجوما عنيفا على وزير العدل السابق المستشار مصطفى عبد الجليل الذي انشق عن نظامه وترأس المجلس الانتقالي.
وقال ان "بعض الناس من القوى الثورية كانوا يأتوني ناصحين ويقولون لي هذا خائن، هذا عميل، هذا عبد للسنوسية… إنصح المؤتمر الشعبي العام بتنحيته… اعتقد ان المؤتمر الشعبي العام كان سيقيله في مؤتمره المقبل".
واضاف ان عبد الجليل "هو الوحيد الذي اتصل بالسفير البريطاني… قال للبريطانيين تعالوا وخذوا القواعد العسكرية السابقة، انتم سادتنا ونحن عبيدكم… لانه سنوسي، السنوسية عائلة عبدة للانكليز والطليان، اي مستعمر يأتي تكون عبدة له".
واكد القذافي ان عبد الجليل "انفضح امام اهل بنغازي، يتصل بالمستعمرين الانكليز ويقول لهم تعالوا خذوا بنغازي"، مشددا على ان "لا حل الا بان يخرج ابناء بنغازي" على الثوار، محذرا اياهم من انهم في حال لم يفعلوا ذلك فان "ابناءكم سيجندهم في افغانستان… لا بد من تحرير بنغازي، الشعب من داخل بنغازي سيخرج".
وفرق الزعيم الليبي بين من وصفهم بالخونة وبين رفاق سلاح شاركوه في "ثورة الضباط الاحرار" قبل اربعة عقود واعلنوا انضمامهم الى الثورة، مؤكدا ان هؤلاء الضباط "مغلوبون على امرهم" و"اسرى" وقد قالوا ما قالوه "تحت التهديد بالذبح على طريقة الزرقاوي".
وقال "الخيانة تكشفت والناس المغلوب على امرهم ايضا… اي واحد في بنغازي سمعتوه تكلم في الاذاعات الاجنبية، يتصل بنا قبلها ويقول لنا انهم هددوه: إما نذبحك على طريقة الزرقاوي إما ان تقل كذا وكذا"، معددا اسماء عدد من الضباط قال انهم ابلغوه مسبقا انه سيعلنون انشقاقهم عنه تحت وطأة التهديد.
واضاف على وقع هتاف العشرات من ابناء قبيلة الزنتان "كان متوقعا ان شباب الزنتان اقوى من ان يفترسهم بن لادن او الظواهري او واحد زنديق"، مؤكدا ان ابناء الزنتان الذين انضموا الى الثوار لا يزيد عددهم عن مئة او مئتي شاب وقد جاءت مجموعة من "الارهابيين" من افغانستان والجزائر ومصر وفلسطين "جنوا عليهم وغرروا بهم وغسلوا مخهم (…) واعطوهم حبول وفلوس وبنادق وسلاح".
واضاف القذافي في كلمته التي قاطعه خلالها مرارا الحشد حينا بالهتاف وحينا بالتصفيق واحيانا بمداخلات اكدت على الولاء له، ان ما يجري "ظاهرة جنونية تصطاد اطفالنا غير الناضجين والضعفاء وتسيطر عليهم بالحبوب" المخدرة، مشيرا الى ان هؤلاء "جندتهم الفئة الضالة لانهم ضعاف من ذوي الشخصيات الضعيفة".
وقال ان "الخونة ركبوا موجة الزنادقة… الخونة والزنادقة لن يكملوا معا لان الزنادقة سيذبحوهم".
واكد القذافي ان ابناء قبيلة الزنتان "يقولون اعطنا سلاحا لنقضي على الفئة الضالة"، وان "الشعب في بنغازي سيصفي حسابه مع الذين اهانوه".
وحذر القذافي الليبيين من مطامع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في نفط بلادهم، مؤكدا وجود مؤامرة للاستيلاء على النفط الليبي.
وقال ان "الدول الاستعمارية استغلت ما يجري الان في بعض المناطق وضخمته… وتقلب الحقيقة عبر وسائل الاعلام"، وقاطعه الحشد هاتفا ضد قناة الجزيرة القطرية "يا جزيرة يا حقيرة قائدنا ما نبو غيره".
وقال القذافي ان ما يجري في ليبيا اليوم هو بسبب نفطها الذي يحسدها الكثيرون عليه، وقال "حاسدين الليبيين: شعب صغير ومساحة كبيرة ولديهم بترول وعايشين بامان وسعادة ورؤوسهم مرفوعة".
واكد القذافي ان هناك "مؤامرة" من الولايات المتحدة ومعها بريطانيا وفرنسا "لاذلال الشعب الليبي واستعباده والسيطرة على النفط… محاولة لافتكاك لقمة الشعب من فمه… مغامرة كبيرة ترتكبها الدول في سبيل السيطرة على البترول… اذا كان الشعب الليبي يريد ان يعيش مرة ثانية تحت جذوة الاستعمار فليتفضل"، ومرة جديدة قاطعه الجمهور بهتاف آخر هو "طز مرة تانية بامريكا وبريطانيا"، وكرر الهتاف ايضا القذافي رافعا قبضتيه في الهواء ثم غادر وسط تدافع الحشد لمصافحته.