هزيمة الرئيس القبرصي امام منافسيّه
افرزت نتائج الانتخابات التي جرت في جنوبي قبرص، والتي كانت متقاربة إلى حد كبير، نتائج حاسمة، سيكون لها تأثير كبير على المستقبل السياسي للجزيرة المقسمة.
فقد هزم الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس، وحل محله النائب في البرلمان الاوروبي ايوانيس كاسوليداس، في اقتراع اقتربت فيه المنافسة من نصل السكين.
اذ لم يتجاوز الفارق بين بابادوبولوس و كاسوليداس اكثر من 980 صوتا لصالح الاخير، في انتخابات شهدت اقبالا وصلت نسبته نحو تسعين في المئة من الناخبين المسجلين في السجلات الانتخابية.
ومن المقرر ان تجرى انتخابات تكميلية يتنافس فيها كاسوليداس، وهو وزير خارجية سابق، امام ديميترس كريستوفياس، الذي حل ثانيا، الاحد المقبل.
وينظر إلى هذه الانتخابات الرئاسية على انها حاسمة في اطار جهود اعادة توحيد جزيرة قبرص بعد عقود من التقسيم.
وجاءت النتائج لصالح كاسوليداس بنحو 33,51 في المئة من الاصوات، ثم نحو 33,29 في المئة لصالح كريستوفياس، وحل الرئيس الحالي بابادوبولوس ثالثا بنسبة 31,79 في المئة.
وقال المرشحون الثلاثة، خلال حملاتهم الانتخابية، انهم سيدفعون باتجاه توحيد شطري جزيرة قبرص.
وكانت مجموعة الأزمات الدولية وهي مجموعة بحثية تتخذ من بروكسل مقرا لها حذرت الشهر الماضي من أنه في حال فشل المباحثات التي ستتلو الانتخابات، فإن النتيجة المحتملة هي تقسيم قبرص.
ويشار إلى أن الأطراف الرئيسية المتنافسة في الانتخابات خصصت طائرات مؤجرة للقبارصة اليونانيين المقيمين في اليونان وبريطانيا للتوجه إلى قبرص بهدف التصويت في الانتخابات.
وكانت قبرص قد قسمت بعد احتلال تركيا للشطر الشمالي من الجزيرة عام 1974، ردا على انقلاب عسكري في نيقوسيا مدعموم من النظام العسكري الذي كان يحكم اليونان آنذاك.
ورفض القبارصة اليونانيون خطة دولية عام 2004 كانت تقضي بتوحيد قبرص وذلك قبيل انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوربي.
ولا تعترف بالشطر الشمالي من قبرص سوى تركيا وتحتفظ بنحو 30 ألف جندي في شمال الجزيرة.