ملتقى الأديبات العربيات يؤرخ لزمن ثقافي جديد ويوقظ الألفة العربية
اختتمت فعاليات ملتقى الأديبات العربيات الذي استضافته دمشق لمدة خمسة أيام باجتماع ضم الأديبات المشاركات اللواتي عبرن عن ارتياحهن لوجودهن في عاصمة الثقافة العربية.
وكان الملتقى الذي اتسم بغنى فعالياته الثقافية والأدبية تضمن قراءات أدبية وقصائد شعرية ومحاضرات للأديبات المشاركات كما زارت الأديبات العربيات المشاركات المعالم الأثرية في دمشق القديمة ومعلولا وحضرن أمسيات موسيقية بدار الأوبرا ومسرحية لفرقة رماد عن رواية "ستلمس أصابعي الشمس" للأديبة الدكتورة كوليت الخوري في دير عطية.
واعتبرت الأديبات المشاركات في حديث خاص لسانا أن هذا الملتقى كان فرصة مهمة للتعرف على الأديبات من كل الوطن العربي.
وقالت الأديبة الأردنية سميحة خريس إن دمشق كانت دائما عاصمة الثقافة ومركز ثقافة مهماً ومشعاً في العالم العربي والتسمية تعطي فرصة للمسؤولين لتشجيع النشاطات الأدبية ومد الجسور مع العرب وهذا الملتقى فرصة مهمة للتعرف على الأديبات والأسماء من كل الوطن العربي.
وبالنسبة لمصطلح الأدب النسائي قالت خريس أنا لا أحب النقاش بهذا الموضوع لأن التعبير أساساً قادم من الغرب ونحن نتلقفه على أنه تقليل من شأن المرأة لكن معناه النقدي ليس سلبياً.
أما الأديبة اللبنانية سلوى الخليل فقالت إن دمشق كانت ولا تزال عاصمة للفكر والثقافة العربية وتاريخها يشهد على أن في أعماقها تسكن الإبداعات فدمشق موطن الأبجديات والحضارات وملتقى أهل الفكر والثقافة والإبداع وهي حاضرة دائما كي تكون عاصمة للثقافة فهي الحضن الدافىء للصوت العربي المنساب صرخة غضب في وجه الاعداء والمستكبرين بصمودها ونزوعها إلى التمسك والثبات على المبادئ العربية التي تنثال عطر كلمات من أقلام مفكريها وأدبائها وشعرائها.
وقالت إن دمشق صوت الذين لا صوت لهم من أبناء الأمة العربية فهي التي حضنت الشاعر العراقي الكبير مهدي الجواهري حين ضاقت به أرض بلاده ودمشق هي التي ساح فيها صوت فيروز بين الأرض والسماء لذا ستبقى الراية الثقافية البيضاء المضاءة في سماء العرب.
وتابعت الخليل إن الدعوة التي وجهت من الأديبة كوليت الخوري للأديبات العربيات للمجيء إلى دمشق احتفاء بدمشق عاصمة للثقافة العربية قد أرخت لزمن ثقافي جديد عنوانه الكبير جمع الشمل وشبك الأقلام والرؤى في وحدة لا تنفصم عراها مهما تفاعلت الخطوب مضيفة أن أهمية هذا الملتقى تكمن في كونه أيقظ الالفة العربية من جديد عبر نسائها وكلنا يعرف دور المرأة الزوجة والأم والأخت والابنة فكيف إذا كانت كاتبة أو أديبة أو شاعرة أو باحثة.
وقالت إن هذا الملتقى حقق الكثير حيث يصبح الفكر والقلم سيفاً في ميدان الساحة الثقافية ومن هنا جاء هذا الملتقى ليوقظ حواسنا وأقلامنا ليؤسس لمرحلة جدية من التآخي المشتعل بخمرة الحب.
وحول مصطلح الأدب النسائي أشارت الخليل أنها لا تؤيده فليس هناك قلم نسائي وقلم ذكوري إنما هناك فكر وعقل وإبداع يحمله إنسان ما وهبه الله موهبة الإبداع الأدبي فصقل بالعلم والمراس علماً أن للكتابة خصوصية تختلف من نص لآخر ومن قصيدة لأخرى ومن مقال لأخر.
وأشارت إلى أن الأقلام النسائية تتدرج نحو الأفضل بدليل هذا العدد الكبير المتواجد هنا في دمشق في هذا الملتقى معربة عن دهشتها لوجود كاتبات في مقتبل العمر ورأت أن هذا حدث ملفت في زمن العولمة.
بدورها قالت الأديبة التونسية سلوى بن رحومة إن دمشق عاصمة للثقافة ظاهرة عربية منذ أعوام وكانت بادرة خير وبؤرة ضوء جميلة أضاءت العديد من المدن والبلدان العربية وهذه التسمية تحقق مزيداً من التعارف والاقتراب من ثقافة الآخر ومن عالم سورية الثقافي.
وأضافت إن هذا الملتقى تجمع جديد حيث يضم 130 مبدعة عربية وزيارة سورية شرف كبير لنا وأقل النجاحات التي سيحققها هذا الملتقى منشورات جديدة ولقاءات ثقافية والأجمل ان نلتقي بمن لا نعرف ونطلع على تجربته الأدبية ونقترب من الآخر كإنسان.
وأكدت رحومة أنها لا تحبذ مصطلح الأدب النسائي ولكنها ليست ضده في الوقت ذاته.