صحافة أجنبية

الأزمة المالية في القرن الحادي والعشرين

انطلقت الأزمة المالية من أوروبا عام 2008 حيث انخفضت قيمة الكرونا الآيسلندية بشكل ملحوظ، نتيجة تضعضع النمو الاقتصادي في أربع من الدول الاقتصادية الهامة وهي ايسلندا والنرويج والدنمارك والسويد بين عامي 2000 حتي 2007،
إلى إن جاء العام 2008 ليوضح آثار ذلك الانخفاض، ويعكسها على أوروبا كلها، وبالتالي تصبح آثارها على البلاد التي تتعامل معها مباشرة، ولاسيما الولايات المتحدة وبعض دول شرق اسيا، وإفريقيا، الأمر الذي ولد الأزمة.
انهيار البنوك الكبرى
انطوت هذه الأزمة التي انطلقت من تلك الدول ولاسيما ايسلندا على ركيزة أساسية هي انهيار ثلاثة من البنوك التجارية الرئيسة في البلاد، وكان ذلك نتيجة الصعوبات التي واجهتها هذه البنوك في إعادة تمويل ديونها قصيرة الأجل من جهة، وعملها على الودائع في (بريطانيا) من جهة أخرى، ويعد هذا الانهيار هو الأكبر على مدى التاريخ الاقتصادي من نوعه في العالم.
محاولات الخروج من شبح الازمة
إلى ماذا أدى ذلك، يقول أحد خبراء الاقتصاد البريطانيين بعد هذه الأزمة وبالتحديد في أيلول 2008 تم الإعلان عن أنه سيتم تأميم البنك (Glitnir)، وبعدها بأسبوع، تم تسليم على (اندسبانكي و(Glitnir إلى (هيئة الإشراف المالي)، وبعد مدة قصيرة أيضاً تم وضع الحراسة على أكبر بنك في ايسلندا (كاوبثينج).
وفي 6 تشرين الأول من العام نفسه أعلن رئيس الوزراء الأيسلندي جيير هاردي ان الاقتصاد الأيسلندي في أسوأ أحواله، إلا ان الحكومة اتخذت عدة إجراءات من لتحديد وإحاطة الدين الخارجي، وضمان تلك الإجراءات لعدم إعلان الإفلاس في ايسلندا، حيث بلغت ميزانية البنوك الثلاثة لغاية حسب هيئة الإشراف المالي (14437000000000 krónur) في نهاية الربع الثاني من العام 2008.
وقد كان للأزمة المالية عواقب وخيمة على الاقتصاد الأيسلندي، حيث انخفضت العملة الوطنية بشكل حاد، الأمر الذي علق معاملات النقد الأجنبي لعدة أسابيع، وكل ذلك جعل القيمة السوقية للبورصة الأيسلندية تنخفض إلى نحو 90 ٪، وبعد دخول عام 2009 بدأ الركود الاقتصادي يشق طريقه نحو الصعود فقد انخفض الناتج المحلي للبلاد بنسبة 5،5%، خلال النص الأول من هذا العام، حيث بدأ الانخفاض في قيمة الكرونا الأيسلندية مقابل اليورو الأوروبي.
كلمة لا بد منها
هذه هي الحلقة الأولى من سلسلة الأزمة المالية العالمية التي سننشرها على مدى عشر حلقات، انطلقنا منها بطريقة الاقتصاديين العالميين، التي تسمى في القصة العربية (الخطف خلفاً) حيث بدأنا من بداية آخر أزمة، وسننهي في الحلقة الثاني ما بدأنا عن أيسلندا، واليونان، وبعدها سننطلق إلى أول أزمة اقتصادية عالمية حصلت في القرن العشرين إزاء الحرب العالمية الأولى، وما بعدها..
وهدفنا من ذلك كله هو التعلم من أخطاء الآخرين، ومحاولة تفاديها في البنوك والشركات الخاصة، والمشروعات الصغيرة..

بواسطة
غازي حمود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى