عندما وقف الخط الأحمر بوجه مقالتي ..!!
يحلو لبعض الصحف أو مواقع الإنترنت أن تنشر مقالاتي التي أكتبها في الصحف العربية
ويبدو أن مقالة ‘ ذبحوا الكرامة ‘ التي نشرتها في إستاد الدوحة القطرية قد راقت للبعض فنشرها في إحدى الصحف المحلية وبما أن بعض مسؤولي الرياضة في سورية لا يقرأون مواقع الإنترنت ويهتمون بما يجدونه في الصحف الرسمية لهذا كانت هناك ردود فعل غاضبة على مقالتي تلك لدرجة أتهامي بالتدخل في الشأن الرياضي السوري علما أنني لست من كوكب مارس أو زحل كما أنني قضيت ثلاثة أرباع عمري أعمل في حقل الرياضة السورية تحديدا ….
وهناك من طلب مني أن أكتب محليا بشكل دوري وكانت هذه المقالة هي الأولى (ويبدو أنها كانت الأخيرة ) لأنها لم تر النور … وهنا أريد أن أسألك أين الخطأ الموجود فيها حتى لا يتم نشرها؟؟؟؟
كتبت في تلك المقالة:
صدفة ألتقيت بالزميل محمد عباس رئيس لجنة الصحفيين الرياضيين في سورية .. هذه اللجنة التي كنت أعتقد أنها مثل همزة الوصل تُكتب ولا تُقرأ .. وأتمنى أن تكون قد تغيرت إلى همزة قطع تُكتب وتُقرأ وأول مهامها أن تدافع عن الصحفيين الذين ينضوون تحت لوائها ولا أعرف كيف ستدافع عنهم بمعية اتحاد الصحفيين إذا كان البعض من المسؤولين الرياضيين عندنا يعتقدون أن مهمة الإعلامي الأولى هي تلميع صورتهم وتمسيح الجوخ لهم سواء أصابوا أم خابوا …..ويا ويل هؤلاء الصحفيين ويا سواد ليلهم لو تجرأوا وإنتقدوا خطأ فادحا يراه الأعمى قبل البصير .. عندها يمكن أن يتحول هذا الصحفي أو ذاك إلى شخص فاقد الأهلية ومندس ولايملك الكفاءة للنقد وبالطبع سيوصف بأنه جاهل أو لديه غايات أخرى ……. أفهم تماما أن الإتحاد الرياضي ( كفكرة أولا ثم كهيكلية ومنهجية وسلوك من أجل تعميم الرياضة لتصبح جماهيرية ) كانت ولازالت صالحة للتطبيق في زمن الهواية حيث تكون الدولة هي الداعم الأول والأخير والممول لكل نشاطاتها لأنها لم تكن ولن تكون حسب نشأتها ذات عقلية ربحية …. ولكن الزمن تغير وصرنا في زمن الإحتراف الإجباري وهو ما فعله الإتحاد الآسيوي مثلا ولهذا خرجنا بنصف مقعد ( مشروط ) في دوري أبطال آسيا وقد لا نخرج بشئ مع نهاية الفترة الممنوحة لتصلح الدول المتخلفة من أوضاعها مع نهاية شهر تشرين أول المقبل ( والمدة هي ليست بعيدة ) …. لهذا إتجهت معظم الدول الآسيوية لتغيير أشكال التعاطي مع الأندية والإتحادات الرياضية لتتماشى مع العقلية الإحترافية خاصة وأن جماهيرنا وحتى قياداتنا تطالب الأندية والمنتخبات بأن تحقق الإنتصارات الخارجية مع فرق ( محترفة وذات خلفيات محترفة ) وهو ما يعني أن التكافؤ غير موجود بيننا وبينهم ( نظريا على الاقل ) حتى في دول الخليج تغيرت النظرة للأندية وللهيكليات الأخرى فشاهدنا كيف تخلى الشيخ عبدالله بن زايد عن رئاسته للجمعية العمومية لكرة القدم حسب طلب الفيفا وسنشاهد كيف ستغير قطر من قيادة اللجنة الأولمبية لنشاط الاندية لتصبح راع مثل بقية الرعاة التي نعرفهم .. وشاهدنا ونشاهد أتجاه السعودية لخصخصة الأندية ولو على مراحل وحتى في العراق وقف الفيفا في وجه أي تدخل حكومي في الشأن الرياضي …. وهنا لا ينفع أن نمنع الإعلام الرياضي من إنتقاد وضع أو وضعية يراها باتت غير مناسبة للوقت الحالي خاصة وأن الحراك الإعلامي دافعه الأول حب الوطن والبحث عن موطئ قدم ثابت لهذا الوطن بين أقوياء القارة ولا أن تكون أنتصاراتنا طفرات لهذا وعلى صعيد المنتخب الأول لم نحقق أي شئ يذكر بخلاف ذهبية المتوسط 1987 ووصافة كأس العرب بالاردن 1988 ثم بعض الإشراقات للجيش والكرامة وبشكل أقل للإتحاد والوحدة والطليعة والمجد ( مؤخرا ) وأذا أتفقنا على أن كرة القدم هي جوهرة التاج الرياضي في دولنا العربية لهذا فعندما نطالب بآليات جديدة للعمل الكروي فنحن لا نتحدث من خلفيات شخصية تجاه أفراد بعينهم بل عن طريقة عمل وقيادة ولا تتحدث عن أشخاص بقدر من تتحدث عن آليات ولا أظن أن فكرة الإتحاد الرياضي العام بالمفهوم الذي تشكلت على أساسه قادرة على مواكبة التطور الرياضي الذي حدث ويحدث في العالم …. ولهذا يجب أن يكون لدينا وزارة للرياضة أو لجنة اولمبية توجه عمل إتحادات مستقلة ماليا وإداريا ويجب أن يكون لدينا شركة للدوري الممتاز ولجنة للاعبين المحترفين ووكلاء أعمال لاعبين معتمدين وحتى محكمة فصل نزاعات رياضية وآلية تسويق واضحة وبطاقات إعتماد للإعلاميين والفنيين والإداريين لحضور المباريات ومراكز صحفية ثابتة في كل منشأة ومناطق مختلطة للقاءات في الملاعب وحقوق نقل وحقوق ملكية لشعارات الأندية ومنتجاتها الرياضية ونظام تذاكر واضح وكراسي مرقمة في الملاعب وملكية الأندية للملاعب والمنشآت التدريبية التابعة لها وهو ما ينفي الحاجة للجان التنفيذية في المحافظات وتاليا للمكتب التنفيذي نفسه …. هذه مجرد فكرة يمكن أن تكون بداية لنقاش وهي ليست ضد اشخاص ولا ضد مناصب يتبوأها أشخاص …. هي مجرد فكرة لأن سورية قادرة على أن تكون قوة رياضية أقليمية وآسيوية ….