21 آذار ظاهرة الاعتدال الربيعي في سوريا
تحدث ظاهرة الاعتدال الربيعي التي تأتي من الحركة الظاهرية للشمس في سورية هذا العام عند الساعة الواحدة والدقيقة الحادية والعشرين صباحا بتوقيت دمشق من يوم 21 آذار الجاري .
واستطاع العالم الفلكي العربي البتاني قبل أكثر من ألف عام أن يحسب وبدقة كبيرة المواضع الراهنة والمستقبلية لكل الإجرام الكونية في القبة السماوية وبين أنه في حالة مد خط الاستواء الأرضي يتولد خط استواء سماوي يتوضع على الكرة السماوية وترسم الشمس في حركتها الظاهرية السنوية على الكرة السماوية دائرة كبيرة تقطع خط الاستواء السماوي في نقطتين إحداهما تمثل الاعتدال الربيعي الذي يصادف 21 آذار والأخرى الاعتدال الخريفي في 23 أيلول حيث يتساوى الليل والنهار عند كل من الاعتدالين أما أعلى نقطة على الكرة السماوية تصلها الشمس في حركتها الظاهرية السنوية فتمثل الانقلاب الصيفي في 22 حزيران حيث يكون النهار أطول ما يمكن بالنسبة إلى الليل وأخفض نقطة تصلها الشمس في حركتها الظاهرية على الدائرة المذكورة فتمثل الانقلاب الشتوي في 22 كانون الاول حيث يكون الليل أطول ما يمكن بالنسبة للنهار.
وأشار وضاح مصطفى سواس عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في تصريح لوكالة سانا إلى أن هذه النقاط ليست ثابتة تماما بسبب ترنح الارض في دورانها حول نفسها .
واوضح أن سكان الرافدين هم أول من أطلقوا معظم أسماء البروج منذ حوالي 3000 قبل الميلاد وقسموا دائرة البروج إلى 12 برجا وكل برج 30 درجة وحددوا نقطتي الاعتدالين وكان حينها الاعتدال الربيعي يوم 21 اذار حيث تدخل الشمس ظاهرياً إلى برج الثور أي منذ عام 2825 قبل الميلاد كما تفيد الوثائق التاريخية وفي عام 450 قبل الميلاد أصبحت الشمس تدخل ظاهرياً إلى برج الحمل في الاعتدال الربيعي 21 آذار وفي العام 1825 للميلاد أصبحت الشمس تدخل ظاهرياً إلى برج الحوت في 21 آذار الاعتدال الربيعي .
وبين أن التغيير في البروج يستغرق مئات بل آلاف السنين والتغير في مواعيد الاعتدال الربيعي عبر مرور السنين يصاحبه تغير في مواعيد الاعتدال الخريفي والانقلابين الصيفي والشتوي موضحا أن هناك عاملين رئيسيين يتحكمان في طول النهار والليل وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافي حيث يتساوى الليل والنهار عندما تكون الشمس على خط الاستواء .
وقال سواس إن هذه الظاهرة غالباً ما تكون في المنطقة العربية فاتحة لظواهر مناخية مميزة تتبعها وهي الأحوال الخماسينية أو الرياح الخماسينية حيث تتأثر مناطق شمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط وشمال شبه الجزيرة العربية وجنوب العراق بخمسة منخفضات تسمى المنخفضات الخماسينية وتستمر حتى العاشر من أيار يتولد في هذه الفترة منخفضات في جنوب جبال أطلس في المغرب العربي وتتحرك للشرق وتسير بالقرب من سواحل إفريقيا الشمالية حتى تصل منطقة الشرق الأوسط وعادة ما تسبق هذه المنخفضات هبوب رياح جنوبية حارة وجافة ومحملة بالغبار والأتربة تسمى الرياح الخماسينية وتؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث التهابات في الحلق والعيون والجهاز التنفسي بسبب المواد العالقة التي تحملها الرياح معها يليها هبوب رياح غربية أو شمالية غربية رطبة قد يصاحبها هطول الأمطار مع زخات رعدية .
يذكر أن الاعتدال الربيعي كان يشكل أبرز تواريخ التقاويم القديمة لدى الفرس والفراعنة فقد ربطه المصريون بفيضان النيل وتحول إلى أحد أبرز أعيادهم، الذي يستمر إحياؤه حتى اليوم كعيد للربيع تحت تسمية شم النسيم.
ووفق الفلكيين فان الاعتدال الربيعي سيحدث في العام المقبل عند الساعة السابعة والدقيقة الرابعة عشرة صباح يوم العشرين من آذار وعند الساعة الواحدة والدقيقة الثانية ليلا يوم 20 اذار عام 2013 وعند الساعة السادسة والدقيقة السابعة والخمسين مساء يوم العشرين من آذار عام 2014وعند الساعة الثانية عشرة و الدقيقة الخامسة والاربعين فجرا يوم الحادي والعشرين من آذار عام 2015.
وتتوزع السنة المدارية على 25ر365 يوماً على الفصول الأربعة منها..
الاعتدال الربيعي يساوي 92 يوماً زائد 22 ساعة.
والانقلاب الصيفي يساوي 93 يوماً زائد 14 ساعة.
والاعتدال الخريفي يساوي89 يوماً زائد 17 ساعة.
والانقلاب الشتوي يساوي 89 يوماً زائد 1 ساعة.
ويلاحظ على منطقة القطبين بدء التغيرات المناخية من الظلام إلى الشروق أو من الشروق إلى الغروب والليل يستمر في منطقة القطبين ستة أشهر ثم النهار الستة اشهر الباقية من السنة الأرضية.
ولابد من الإشارة إلى أن مواقع النقطتين الاعتداليتين لا تبقيان في ذات المكان من سنة إلى أخرى إذ تتغيران باتجاه الغرب ببطء شديد يعادل درجة واحدة لكل 72 سنة تقريباً وهذه الحركة التدريجية لهاتين النقطتين والمسماة مباكرة الاعتدالين.
ناتجة عن تغير بسيط في اتجاه محور الدوران الأرضي ولذلك تتغير نقط الاعتدالين وكذلك البروج وهي لا تعود لنفس النقطة إلا بعد 25800 سنة.
وفيما يتعلق بالأبراج فتستغرق الشمس ظاهريا حوالي 2150 سنة في كل برج ثم ينتقل الاعتدال إلى البرج الذي يليه .