إجماع كردي على عدم التظاهر ورفع العلم السوري في عيد رأس السنة نوروز
أجمعت القيادات السياسية الكردية في سورية على إحياء عيد رأس السنة الكردية (نوروز) اليوم «بشكل حضاري ولائق والاكتفاء برفع العلم الوطني السوري»
مع التشديد على مطالب القيام «بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة لإزالة الاحتقان الذي تشهده الساحة السورية».
وقال رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» أمس: إن «بعض الدوائر الغربية المعادية لوطننا السوري حاولت بشتى الوسائل استنساخ الفوضى التي تضرب في بعض دول المنطقة وإسقاطها على الواقع السوري، واستعمال المواطنين الكرد السوريين رأس حربة في أجندتهم المعادية ظناً منهم أن الأكراد جاهزون ليكونوا حصان طروادة وخنجراً في خاصرة هذا البلد، إلا أنهم فشلوا في هذه الرهانات. وقال أوسي: إن «أكراد سورية وطنيون بامتياز وأسديون بامتياز ومن لم يعجبه ذلك فليشرب من مية البحر».
وأقامت المبادرة مساء أمس حفلاً فنياً فلكلورياً كردياً وعربياً بمناسبة عيد النوروز بالقرب من مدينة المحلية بريف دمشق، وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم عزف النشيد الوطني السوري، ليلقي أوسي بعدها كلمة سياسية موجزة قبل أن تبدأ فقرات الحفل الفني الذي رفع فيه العلم السوري.
وقال أوسي: باسم المبادرة الوطنية للأكراد السوريين نحييكم جميعاً ونحيي الشعب الكردي في بلاده كردستان، ونحيي الأكراد حول العالم، ونحيي بشكل خاص الكرد السوريين وشعبنا السوري العظيم، كما نحيي رئيسنا المفدى الدكتور بشار حافظ الأسد.
وأضاف: نحتفل اليوم للمرة الثانية على التوالي في صالة مغلقة بعيد نوروز وهو العيد القومي للشعب الكردي، ولمجموعة كبيرة من شعوب المنطقة. ونوروز هو يوم السلام والانعتاق والحرية، ويتساوى فيه الليل بالنهار ويوم للعيش المشترك تجدد الطبيعة فيها نفسها، وهذا من خصائص نيروز.
وأكد أوسي أن «الأكراد في سورية مكون أساسي وعريق من الشعب السوري، وجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني والتاريخي لسورية وهو ما أكده الرئيس بشار الأسد»، وأضاف: «لقد ساهم الأكراد في بناء الدولة السورية قبل قيامها وشاركوا في جميع الحروب التحررية في سورية وفي إعمار سورية والدفاع عن حياضها من أقصى الشمال الشرقي في عين ديوار إلى أقصى الجنوب الغربي في جولاننا المحتل».
وقال أوسي: إننا في المبادرة الوطنية للكرد السوريين وهي عبارة عن تجمع لشخصيات وطنية ومثقفين أكراد مستقلين، وبهذه المناسبة نناشد سيادة الرئيس بشار الأسد، في تناول الملف الكردي في سورية ومطالبنا محددة في الأجندة التالية: حل مشكلة إحصاء عام 1962 الجائر الذي جرد عشرات الآلاف من الكرد السوريين من هويتهم السورية، ودمج الكرد السوريين في الحياة الوطنية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وإفساح المجال أمام تطور العادات والطقوس والثقافة واللغة الكردية».
واعتبر أوسي أن «المنطقة تشهد أعمالاً من الفوضى وضرب الاستقرار في عدة دول»، وقال: «يحاول بعض الدوائر الغربية المعادية لوطننا السوري نتيجة مواقفه الصامدة والداعمة للمقاومات في المنطقة، بشتى الوسائل استنساخ هذه التجربة وإسقاطها على الواقع السوري، وقد حاولوا في 5 شباط و6 شباط و15 آذار و16 آذار ركوب الموجة الكردية في سورية، واستعمال المواطنين الكرد السوريين رأس حربة في أجندتهم المعادية ظناً منهم أن الأكراد جاهزون وأن الأكراد حصان طروادة وخنجر في خاصرة هذا البلد».
وأكد أوسي أن هؤلاء «فشلوا في هذه الرهانات فأكراد سورية وطنيون بامتياز وأسديون بامتياز ويلي ما عجبوا يشرب من مية البحر»، وأضاف: «لقد فوت الكرد السوريون ومجموع شعبنا العظيم على هؤلاء أصحاب الأجندات المعادية محاولاتهم تحريض الشعب السوري بمختلف شرائحه وطوائفه للنيل من أمن واستقرار سورية، وسورية كما قال الرئيس بشار الأسد: اللـه حاميها».
وختم قائلاً: «عشتم وعاشت سورية حرة أبية أسدية».
وأصدرت الكتل السياسية الكردية في سورية بيانات بمناسبة عيد نوروز أمس، وطالب بيان الأمانة العامة لـ«المجلس السياسي الكردي في سورية»، ويضم تسعة أحزاب غير مرخصة بـ«إجراء إصلاحات شاملة، وإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، والإفراج عن المعتقلين السياسيين وطي ملف الاعتقال السياسي نهائياً، ومكافحة الفساد والمحسوبية، وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين، وإزالة سياسة الاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي والإسراع في حل مشكلة ضحايا الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962، وإلغاء المرسوم التشريعي 49 لعام 2008، وصولا إلى حل القضية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً والتي هي قضية وطنية بامتياز».
وطالب البيان من السلطات السورية «الاعتراف الرسمي بعيد نوروز عيداً قومياً للشعب الكردي في سورية والاحتفال به وطنياً» ودعا الأكراد إلى «الاحتفال بنوروز بشكل حضاري وإظهار القيم والمعاني السامية له من خلال إشعال الشموع ليلة العيد والابتعاد عن حرق الإطارات لما لذلك من أثر سلبي في الصحة العامة والبيئة، كما أنه يجب جمع المخلفات في مناطق الاحتفال حفاظاً على نظافتها، وتجنب إلحاق أية أذية بالمزروعات أو الإضرار بالممتلكات الخاصة التي في جوار مناطق الاحتفال».
أما المجلس العام لـ«التحالف الديمقراطي الكردي في سورية»، ويضم حزبين كرديين غير مرخصين، فقد أكد في بيانه «ضرورة القيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة لإزالة الاحتقان الذي تشهده الساحة السورية وذلك حرصاً منا على مصلحة بلدنا سورية»، كما طالب المجلس من المواطنين الكرد «الامتناع خلال الاحتفال بعيد النوروز عن رفع الصور والأعلام غير الوطنية، بل الاكتفاء برفع العلم الوطني السوري». وكانت مجموعات شبابية سورية دعت على مواقع الانترنت لحملة تهدف إلى رفع مليون علم سوري خلال احتفالات عيد نوروز وعدم رفع أعلام أخرى وخصوصاً العلم الكردي، وظهر مؤيدون كثر في الوسط الكردي لهذه الحملة وهو ما سيتجلى في احتفالات نوروز اليوم التي يشارك فيها مئات الآلاف من الأكراد في محافظات الحسكة وحلب ودمشق.
نحن في سوريا عائلة واحدة والاكراد هم جزء من العائلة الكبيرة وبتمنى من الاكراد يشاركوا معنا في بناء سوريا الحديثة بقيادة الدكتور بشار الاسد