المعلم: الاعتداء الأميركي عمل ارهابي
عقد في مقر وزارة الخارجية البريطانية ظهر أمس جلسة مباحثات رسمية بين السيد وليد المعلم وزير الخارجية وديفيد ميليباند وزير خارجية بريطانيا تلاها غداء عمل جرى خلالهما البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الوضع في الشرق الاوسط
وبخاصة العدوان الأمريكي على الأراضي السورية الذي وقع مساء أمس وذهب ضحيته عدد من المدنيين السوريين الأبرياء بالاضافة إلى مستجدات الوضع في لبنان والعراق وعملية السلام والتعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي.
وقد صدر عقب المحادثات بيان صحفي مشترك أشار إلى أن محادثات الجانبين كانت مفيدة وبناءة حيث عبر كلا الجانبين عن الرغبة المشتركة في العمل معاً من أجل استقرار منطقة الشرق الاوسط على أساس مصالحهما المشتركة. كما أكد الجانبان أهمية إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية ولبنان والبناء على ذلك وصولاً إلى تبادل السفراء بين البلدين في أسرع وقت ممكن.
وأشار الجانبان إلى أهمية تحقيق تسوية سلمية عادلة وشاملة في الشرق الأوسط حيث رحب وزير الخارجية البريطاني بالتقدم الذي تحقق في المحادثات السورية الاسرائيلية غير المباشرة التي جرت بوساطة تركيا.
كذلك ناقش الوزيران المعلم وميليباند التحديات الماثلة في العراق ونوها بالعبء الذي تتحمله سورية جراء العدد الكبير من اللاجئين العراقيين حيث رحب وزير الخارجية البريطاني بقرار الحكومة السورية تعيين سفير لها في العراق معتبرا ذلك يشكل خطوة مهمة للغاية لتعزيز العلاقات الثنائية بين دمشق وبغداد.
وبخصوص الحادثة التي وقعت على الحدود السورية العراقية أكد وزير الخارجية البريطاني أن الموقف الثابت للحكومة البريطانية هو الأسف لسقوط الضحايا المدنيين.
وعبر الوزيران عن اتفاقهما على ان مواجهة المجموعات الارهابية تشكل أولوية واتفقا على العمل معا لمواجهة هذا التهديد وفي هذا الصدد عبر الوزير البريطاني عن تعازيه للحكومة السورية للانفجار الذي وقع في دمشق يوم 27 أيلول الماضي.
واختتم البيان بالاشارة الى تطلع الوزيرين الى متابعة محادثاتهما خلال الفترة القادمة لتطوير شراكة سورية بريطانية قوية مبنية على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
المعلم:الاعتداء الأميركي عمل ارهابي والادارة الامريكية تتحمل مسؤوليته
وأكد الوزير المعلم أن الولايات المتحدة الامريكية قامت بعمل ارهابي اجرامي على منطقة البوكمال وقتلت مدنيين أبرياء محملا الإدارة الامريكية المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان.
وطالب الوزير المعلم في مؤتمر صحفي عقده في لندن عقب لقائه نظيره البريطاني ديفيد مليباند الامريكيين بالتحقيق في هذا العمل واعلان النتائج وتقديم التفسيرات عن سبب اقدامهم على هذا العمل العدواني.
كما طالب المعلم الحكومة العراقية بالتحقيق في الموضوع وعدم السماح باستخدام الاراضي العراقية للاعتداء علي سورية.
وقال الوزير المعلم: إن هناك سؤالا يثار حول ما اذا كان هذا العمل العدواني هو بداية للاتفاقية الأمنية بين امريكا والحكومة العراقية مشيرا إلى ما يقال في هذا الصدد من أن سيادة العراق على المحك وان الامريكيين سيستخدمون الاراضي العراقية لشن أعمال عدوانية ضد البلدان المجاورة وهذا أمر يجب التوقف عنده.
وردا على سؤال حول موقف القائمة بالاعمال الامريكية في دمشق قال وزير الخارجية إن القائمة بالاعمال الامريكية قالت انه ليس لديها معلومات وسوف تنقل ما لديها وتعود الينا بالنتيجة وأعربت عن أسفها لمقتل المدنيين.
ودحض الوزير المعلم المزاعم الامريكية بوجود نشاطات ارهابية للقاعدة على الحدود السورية وقال هم يعلمون جيدا أن سورية تقف ضد القاعدة وتدين أعمالها ضد الشعب العراقي ويعلمون تماما أننا نعمل ما بوسعنا لضبط حدودنا مع العراق والسؤال لماذا قاموا بهذا الاعتداء مشيرا إلى أن شريعة الغاب هي التي تسود في عرف بعض من يعمل في هذه الادارة الامريكية.
وأشار الوزير المعلم إلى أن سجل إدارة بوش حافل بالاكاذيب وباختراع الامور منذ ذهبوا الى مجلس الامن بدلائل حول امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل.
وحول تصريحات المتحدث باسم الحكومة العراقية أعرب وزير الخارجية عن استغرابه لمثل هذه التصريحات التي تبرر العدوان الارهابي الآثم على مواطنين مدنيين عزل من الشعب السوري.
وردا على سؤال حول محادثاته مع نظيره البريطاني عبر المعلم عن ارتياحه لنتائج المحادثات ووصفها بالبناءة والمثمرة وقال: طرحنا كل أوجه العلاقات الثنائية والوضع الراهن في المنطقة وشرحت للوزير مليباند ظروف العدوان الأمريكي الذي جرى على الأراضي السورية وكذلك تحدثنا عن العلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي والأمور التي تؤدي إلى أمن واستقرار المنطقة.
وأكد المعلم أنه لو كان الغرض من العدوان الأمريكي اعاقة علاقات سورية الواعدة مع أوروبا وبريطانيا وفرنسا فإن نتائج محادثاتي اليوم مع وزير الخاجية البريطاني تجعل هذا الهدف فاشلا.
ولفت المعلم الى أن الانفتاح الاوروبى الاخير على سورية يعكس وعى قادة الاتحاد الاوروبي لأهمية دور سورية المركزي في منطقة تعصف بها الاضطرابات وان سورية أكدت مرارا أنها جزء من الحل ولعبت مؤخرا في الاشهر الماضية دورا مهما فى سبيل استقرار المنطقة انعكس على الوضع في العراق وعلى الوضع فى لبنان ونأمل بأن تنعكس على مستقبل عملية السلام.
وأمل الوزير المعلم أن تساعد الانتخابات الرئاسية الامريكية التي تجري الاسبوع المقبل في التعلم من الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الرئيس جورج بوش كما أعرب عن أمله في أن ينتخب الشعب الاميركي رئيسا يمكنه أن يؤمن سمعة جيدة للولايات المتحدة في العالم بخلاف السمعة التي نشهدها لهذه الادارة الحالية.