مسيرات في دمشق وحلب وحمص لمكافحة سرطان الأطفال
نوال الجاسم ذات 11 ربيعاً خضعت لعملية جراحية في مشفى الرازي الحكومي بحلب واستغرقت العملية أكثر من 3 ساعات لاستئصال ورم الحفرة الخلفية التي تعاني منه في منطقة المخيخ و بدأت تستشعر
بأعراضها منذ 3 أشهر ،و لحسن حظها كما يعتقد الأطباء أن الورم من النوع السليم ، أما الرحالة السوري سليمان معصراني الذي أصيب بسرطان الرقبة بعد انتهاء علاجه من شلل الأطفال الذي لازمه منذ أن كان في الرابعة من عمره و تخلص بفضل الله و العناية الطبية من هذا المرض قرر القيام برحلة إنسانية قطع فيها 28780 كيلومتراً سيراً على الأقدام في الشرق الأوسط و آسيا الوسطى حمل فيها آمال الملايين من ذوي الإعاقات والمصابين في الشفاء و العودة إلى المسار الطبيعي للحياة ، وأمثال سليمان والطفلة نوال من البراعم الصغيرة كثيرون ممن اصطفاهم القدر ضمن قائمة المصابين بأورام سرطانية وغير سرطانية التي يعتقد الكثيرون باستحالة شفائهم و تحسن صحتهم ، و بالتالي الحكم المسبق على حياة هؤلاء بالأسر للرؤى القاصرة والخاطئة اتجاه هذه الأمراض المهددة لمستقبلهم سيما إن لم توجه لهم العناية والرعاية النفسية و المعنوية التي تخفف من الآلام القاسية التي يعانون منها و يمنحهم الإرادة القوية في صراعهم مع المرض .
لهذا وبمناسبة يوم العالمي لمكافحة سرطان الأطفال الذي يصادف 15 من شهر شباط تشاركت قلوب المئات من المواطنين صغاراً و كباراً في مسيرات جماعية نظمتها جمعية بسمة لدعم الأطفال المصابين بالسرطان وأهاليهم بالتعاون مع الغرفة الفتية الدولية JCI و الهلال الأحمر السوري و رعاية شركات و فعاليات اقتصادية و اجتماعية في ظل مؤشرات بارتفاع نسبة معدلات الشفاء لسرطان الدم عند الأطفال، و التي انطلقت صباح الجمعة في مدن دمشق و حلب و حمص تحمل رسالة ( سرطان الأطفال مرض قابل للشفاء) حيث جالت الطرق الرئيسية في هذه المدن ففي دمشق انطلق المسير بقيادة الرحالة سليمان معصراني من مدخل الشمالي للمحافظة أمام بانوراما حرب تشرين التحريرية مروراً بساحة الأمويين و انتهاءاً بمشفى الأطفال حيث تم تشييد النصب الخاص بهذه المناسبة و في حلب شارك زهاء 300 مشارك في مسير غمره الإيمان في حق الأطفال بالحصول على فرصة العلاج الحقيقية ونيل الاهتمام المجتمعي ابتدأ من ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة باتجاه مستديرة السبع بحرات و منها إلى الساحة المواجهة لقلعة حلب التاريخية وسط فعاليات و نشاطات توعوية و تسالي للأطفال الذين ارتدوا قمصان تحمل رموز تشير إلى مكافحة مرض السرطان كل ذلك بهدف لفت أنظار الناس إلى معاناة التي يعيشها المصابين بالسرطان و توعيتهم بجوانب المتعلقة في المرض و العوامل المساهمة في انتشاره و وسائل تشخيصه و وطرق العلاج مع التأكيد على الرعاية المتكاملة لعلاجهم خاصة في الجوانب النفسية والاجتماعية والمادية للمصابين وأسرهم من خلال تقديم الدعم المعنوي و النفسي لوحدات الطبية المعالجة لسرطانات الأطفال في سورية لتحسين واقع الخدمات الطبية و تشجيع المبادرات و نشر التوعية المجتمعية للأطفال و أهاليهم خلال فترة العلاج و دعم عائلات الأطفال مادياً لتحمل نفقات المعالجة للوصول إلى أرقام مطمئنة تدل على انخفاض نسب الوفيات بين الأطفال نتيجة الإصابة بالأورام السرطانية.
وفقاً للسيد فؤاد قسطلي عضو جمعية بسمة السورية والذي أشار إلى معدلات الشفاء تصل بمرور خمس سنوات من العلاج لجميع أنواع سرطانات الأطفال إلى 90 % و أن معظم السرطانات عند الأطفال تكون على حساب البنى الداعمة كنقي العظم و الدم و العظام و العضلات ، مبيناً أن هناك 12 نوعاً من السرطانات التي تصيب الأطفال بشكل رئيسي ويعد سرطان الدم (اللوكيميا الحادة) الأكثر شيوعا.
يذكر أن جمعية بسمة التي تأسست عام 2007 و تضم عشرات المتطوعين تعمل على عناية و رعاية بحوالي 800 طفل مصاب وأهاليهم من خلال تأمين الأدوية لهم و المسكن لأهاليهم القادمين من المحافظات لعلاج أطفالهم المصابين بالسرطان في وحدة الدم و الأورام في مشفى الأطفال بدمشق و الذي يعتبر المركز الوحيد في سورية .