مهرجان دمشق السينمائي الدولي ينطلق بمشاركة 44دولة ويكرم فنانين عرب وعالميين
برعاية السيد الرئيس بشار الأسد انطلقت في دار الاسد للثقافة والفنون الأوبرا مساء أمس فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي السادس عشر بمشاركة 44 دولة.
وأكد الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة في افتتاح المهرجان أن سورية التي انطلقت منها الحضارة الإنسانية وأبجدية الكتابة إلى العالم تعتبر السينما رسالة إلى الإنسانية مفادها أن نعمل معاً لبناء عالم تنتهي فيه الحروب ويعم السلام.
وأضاف أن من يدرس تاريخ البشرية أو من يكتب أي كلمة سيتذكر أن الإنسان السوري هو الذي علم الإنسان الأبجدية وهنا نمت الحضارات وحين جاءت المسيحية ولدت في أرضنا ومن دمشق انطلق بولس الرسول إلى العالم.
وقال إنه على الرغم من قلة الإنتاج السينمائي في سورية فإن فنانينا يحصدون الجوائز في المهرجانات وهنا نسأل هل السينما السورية سينما مهرجانات.. وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات إلا أننا نصنع فناً حقيقياً وكما يقال فإن البساطة هي الجمال ونريد من رسالة السينما أن تنتصر للضعفاء والمظلومين في العالم الذين يشكلون الأكثرية الآن. وخلص الدكتور نعسان آغا إلى القول: أنتم أيها المبدعون السينمائيون أذكركم برسالتكم الإنسانية فلنعمل معاً لبناء عالم تنتهي فيه الحروب ويعم السلام تلك هي رسالة دمشق عاصمة الثقافة الأبدية وليس للعام 2008 فقط.
من جانبه قال المدير العام لمؤسسة السينما مدير المهرجان الناقد محمد الأحمد إن هذه أول دورة لمهرجان دمشق السينمائي بعد أن أصبح سنوياً.
وأضاف أن سورية ليست غنية بالموارد المالية لكنها من أغنى الدول حضارة وتاريخاً كما وجه التحية إلى الفنانين الذين رحلوا وغابوا عن هذا المهرجان مها الصالح محمود جبر يوسف شاهين والشاعر الراحل محمود درويش.
وبدأ حفل الافتتاح بعرض فني تضمن لوحات راقصة حاكت المشاهد التي تعرض على الشاشة لتقدم تاريخ السينما العالمية كما تضمن مشاهد من أفلام للتظاهرات التي تقام على هامش المهرجان وتظاهرات المبدعين المكرمين في الدورة الحالية واختتم العرض الفني الذي استمر 40 دقيقة بأغنية "بيلبقلك يا شام" أداء ميادة بسيليس كلمات مضر شغالة وألحان سمير كويفاتي.
وصرح الفنان ماهر صليبي لـ"سانا" الذي أعد سيناريو الحفل وأخرجه أن الحفل شكل إضافة لما سبقه في الدورات الماضية إذ خرجت فكرة العرض من إطار العمل المحلي إلى آفاق أرحب مع تحول المهرجان إلى تظاهرة سنوية ومهرجان دولي.
وأضاف صليبي أنه مع حضور نخبة من نجوم السينما العالمية اتخذ حفل الافتتاح أبعاداً فنية وصلت بإيحاءاتها إلى رموز السينما العالمية من خلال لوحات راقصة عبرت عن مسيرة الفنانين المكرمين وتاريخ السينما العالمية والعربية والتظاهرات المرافقة للمهرجان رافقها على شاشة العرض أفلام "فوتومونتاج" تضمنت مقاطع من أفلام النجوم السينمائيين الضيوف مع محاكاة مسرحية أعادت تجسيد بعض المشاهد على المسرح.
ثم أعلنت أسماء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة برئاسة رونالد تريش من ألمانيا وعضوية مجيدة بن كيران من المغرب والناقدة آمال عثمان من مصر والكاتب نجيب نصير من سورية والمخرج السوري الشاب جود سعيد. كما أعلنت لجنة التحكيم للأفلام العربية برئاسة الفنان دريد لحام وعضوية ألسي فرنيني من لبنان ولبلبة من مصر وفاطمة خير من المغرب وبسام الزوادي من البحرين.
كما أعلنت أسماء لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة برئاسة ايف بواسيه من فرنسا وكارمن لبس من لبنان وسيرغي ميخايلتشوك من أوكرانيا وأندرياس شترول من ألمانيا وايتالو سبينيللي من إيطاليا وانينديتا ساراباد هيكاري من الهند وايستر اورتيغا من اسبانيا ومنال عمارة من تونس ودانيا البحيري من مصر والدكتور نبيل اللو والمخرج باسل الخطيب من سورية.
ثم كرم المهرجان الفنانين أيمن زيدان والمخرج هيثم حقي وسليم صبري وسلاف فواخرجي والممثلة المغربية فاطمة خير والمطرب والممثل اللبناني وليد توفيق والممثل المصري نور الشريف والممثلة المصرية نادية الجندي والممثل الامريكي ريتشارد هاريسون ويان سفيراك من تشيكيا والممثل الايطالي فرانكو نيرو والممثلة الايطالية كلوديا كاردينالي.
حضر الحفل السادة الدكتور هيثم سطايحي وشهناز فاكوش عضوا القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتورة ديالا الحاج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل والدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي والدكتور محسن بلال وزير الإعلام والدكتور سعد الله آغه القلعة وزير السياحة والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وعدد من المسؤولين وحشد كبير من الفنانين ورجال الإعلام والمهتمين بالسينما.
النجم الايطالي فرانكو نيرو يشكر إدارة المهرجان لتكريمه
أعرب الممثل الايطالي الشهير فرانكو نيرو عن سعادته لتكريمه في مهرجان دمشق السينمائي السادس عشر الذي يقام حاليا ويستمر حتى الحادي عشر من الشهر الجاري.
واعتبر النجم الايطالي نيرو في مؤتمر صحفي عقده في مقر المهرجان اليوم ان هذا التكريم يعني انه ترك اثرا في السينما التي قدم فيها نحو مئة وسبعين فيلما على مدى اكثر من اربعين عاما.
وأشار نيرو انه صور الكثير من الافلام في عدد من الدول العربية كمصر وتونس رغم انه شارك في فيلم بعنوان "كنز دمشق" الا ان تصويره تم في تونس.
20081102-015136.jpg
واضاف لقد نطقت بعض الجمل العربية خلال ادائي بعض الادوار وكان ذلك صعبا جدا واعتقد انني لم افعله كما يجب لكنني كنت مضطرا لكني لم أمثل في أي فيلم عربي حتى الان.
وعبر فرانكو نيرو عن سروره لزيارة سورية والتعرف عليها ولاسيما مدينتي دمشق وتدمر التي عرف عنهما الكثير وهو يزورهما للمرة الاولى.
وأكد نيرو عن رفضه اشكال التطرف في أي مكان من العالم داعيا الى تقدم الحضارة الانسانية لسعادة البشرية جمعاء.
وتقدم في اطار هذه الدورة من مهرجان دمشق السينمائي احدث افلام فرانكو نيرو وهو فيلم من انتاجه واخراجه وبطولته بعنوان "بلوز الى الابد".
واوضح نيرو انه اراد من الفيلم ان يقدم بعضا من تجربة عاشها في بلدته "تيبولي" في ايطاليا حيث عمل في دار للاطفال الايتام وضحايا العنف العائلي مشيرا الى أن الفيلم يدور حول طفل من هذه الدار وعازف ترومبيت وقال نيرو اردت القول من خلال الفيلم ان الموسيقا يمكنها ان تفعل الكثير وأن تستخدم كعلاج.
وحكى النجم نيرو خلال المؤتمر انه تفاجأ منذ عامين عندما كان يصور فيلما في الاردن وتعرض لوعكة صحية بان الطبيب الذي عالجه كان احد الاطفال الذين رعاهم في دار الايتام في ايطاليا وقد أصبح طبيبا في الاردن مضيفا لقد كنت سعيدا جدا بلقاء هذا الطبيب وقد قضيت معه اوقاتا طويلة وتعرفت على عائلته.
وقال نيرو لقد مثلت افلاما كثيرة اخرجها مخرجون كبار من المانيا وفرنسا والولايات المتحدة غير أن المخرج الاسبانى "لويس بونويل" هو أهم من عملت معه فهو مخرج عبقري ويعرف ما يريده تماما وقد كان يقول ان الفيلم عندما تتجاوز مدته الساعة ونصف الساعة سيمله الجمهور.
وأضاف نيرو ان بونويل لم يدخل الموسيقا التصويرية الى افلامه بل كان يكتفي باصوات الطبيعة للفيلم.
وأشار نيرو الى أن فيلم "تريستانا الذي اخرجه بونويل سنة 1976 كان له أكبر الاثر على حياته وفي هذا الفيلم التقى زوجته الممثلة البريطانية فانيسا ردغريف.
كما مثل نيرو في فيلم "القرد" الذي كتبه بونويل.
وروى نيرو أن الممثل البريطاني لورنس اوليفييه أثر في خياراته في عالم التمثيل عندما كان أمام خيارين اما ان يلعب دائما دور البطل الامر الذي يؤهله له تكوينه الجسدي ويجني اموالا كثيرة ومن ثم يكون عليه ان يقدم فيلما في العام لكنه يحقق من خلاله نجاحا باهرا او ان يكون ممثلا ويتنقل بين الشخصيات ويقدم أدوارا لا تستمر طويلا ولكن بمردود مادي أكبر وأنا فضلت الخيار الثاني واتبعت نصيحة الممثل القدير لورانس أوليفييه ومع هذا انجزت 170 فيلما لعبت فيها شخصيات متنوعة ومن جنسيات مختلفة وصلت الى 30 جنسية الروسي والاميركي والمصري 00الخ ولعل أبرز الافلام التي حققت له شهرة في الوطن العربي فيلم "21 ساعة في ميونيخ" الذي عاد المخرج ستيفن سبيلبرغ بعد ثلاثين عاما لتصوير فيلم عن نفس الموضوع بعنوان "ميونيخ" لكن الفيلم الذي مثلت فيه كان يتحدث عن الواقع بموضوعية اكثر فيما ركز فيلم سبيلبرغ على الحالة النفسية للاشخاص الذين نفذوا عملية ميونيخ.
وعن الفارق بين أفلام الويسترن "الغرب الاميركي" والافلام الايطالية "سباغيتي ويسترن" قال "نيرو" ان الفارق شاسع فافلام الغرب الاميركي يكون فيها الرجل الاميركي دائما هو البطل وهو الذي يفعل الخير اما الهنود الحمر وهم السكان الاصليون فهم الاشرار دائما عدا فيلم أو فيلمين فقط ينصفون الهنود الحمر كفيلم "راقص مع الذئاب" لكيفين كوستنر الذي اعاد الاعتبار لصورة الهندي الاحمر.
واضاف اما افلام "الغرب الايطالي" فهي مستوحاة من الساموراي الياباني.
ولد "فرانكو نيرو" واسمه الحقيقي "فرانشبسكو سبارانيرو" في ايطاليا عام 1941 ودرس الاقتصاد قبل ان يدرس المسرح في ميلانو ومثل اول دور رئيسي في فيلم "جانغو" سنة 1966 للمخرج "سيرجيو كوربوتشي" والذي ظهر تحت ادارته في ثمانية افلام في تلك السنة منها دور هابيل في فيلم "الكتاب المقدس في البداية".
ومن افلامه المهمة "عشرة ايام هزت العالم" و"اعترافات رجل بوليس امام المفتش العام" ومن تجاربه الحديثة مشاركته مع المخرج المجري "غابر كولتاي" في فيلميه "الانتصار" عام 1996 و"التاج المقدس" عام 2001.