محافظة دمشق: بيوت للمنذرين في نيسان
أحوال الناس المستملكة بيوتهم من أبناء حي كفرسوسة طريق رقم 2 لا تسر الخاطر فبيوتهم هدمت منذ أربع سنوات تقريباً وما زال أغلبهم ومنهم عماد الدين اللحام وحسن محمد ديب ومحمد عاجي وزهير
كنعان ووليد كنعان بلا بيوت تؤويهم ويعيش بعضهم بالإيجار للسنة الرابعة منتظراً رحمة محافظة دمشق علها تمسه وتفرز له البيت الموعود الذي خصص به وفقاً للقانون ولقرار محافظ دمشق رقم /105/م.ت الصادر بتاريخ 30/1/2007، والذي ينص صراحة على أن يتم تخصيص من يريد في مشروع الحسينية بشكل فوري، والبعض منهم وفقاً لأقوالهم وعدوا من قبل محافظ دمشق ومن مدير التخطيط العمراني وعضو مجلس الشعب غالب عنيز بأنهم إذا لم يخصصوا في الحسينية كإيواء فهم سيخصصون ببيوتهم فور استلامها من الإسكان وتحديداً في أبراج قدسيا وبعد ستة أشهر، لكن مضى الآن أكثر من أربع سنوات وهم بلا بيوت تؤوي تشردهم. الذي يعيدون سببه إلى تغليب محافظة دمشق مصالحها وإلى تلاعبها وعدم صدقها بوعودها التي قطعتها بلسان كل من محافظ دمشق ومدير التخطيط والعمران فيها عبد الفتاح اياسو وبكفالة عضو مجلس الشعب عن منطقة كفرسوسة غالب عنيز.
ولتوضيح الواقع والحقائق اتصلنا بداية بعضو مجلس الشعب غالب عنيز الذي لم ينف معاناة السكان، ملقياً باللوم على آليات عمل المحافظة وتقصير المؤسسة العامة للإسكان وبين عنيز أنه في عام 2007 أرادت المحافظة شق الطريق رقم 2 في كفرسوسة، وكانت نيتها إخراج الساكنين من بيوتهم ورميهم في الشارع ولكن امتناع الناس عن الخروج وإصرار المحافظة دفع نواب دمشق في مجلس الشعب للتدخل لدى محافظ المدينة من أجل إيجاد آليات تضمن عدم تشرد الناس وعدم ضياع حقوقهم.
ووفقاً لعنيز فإن الصيغة التي تم التوصل إليها تقوم على إيواء الساكنين في الحسينية. وذلك بعد رفض أغلبهم التخصص في مساكنها. حتى تأمين السكن البديل لهم في قدسيا، بناء على تعاقد المحافظة مع المؤسسة العامة للإسكان على ألف شقة سكنية تعطى الأولوية في تسليم ما يجهز منها إلى ساكني الطريق رقم 2 في كفرسوسة. وكانت مدة العقد عندها ستة أشهر وبناء عليه تعهدنا -والكلام لعضو مجلس الشعب غالب عنيز- للناس لكننا في الوقت نفسه نصحناهم بأخذ سكن الإيواء لأن تنفيذ الوعد قد يتأخر، وهذا ما حصل فمؤسسة الإسكان عادت ومددت العقد لستة أشهر أخرى ثم لسنة ونصف وهو الأمر الذي أدى إلى تأخر تسليم الناس بيوتها ما أثر خصوصاً على أولئك الذين رفضوا الإيواء واستأجروا بالقرب من أماكن سكنهم على أساس أن ستة أشهر يمكن أن يصبروا عليها إلى حين استلام بيوتهم.
مسألة أخرى يدلل من خلالها عنيز على تقصير محافظة دمشق إذ يؤكد أن مشكلة السكان في طريق رقم 2 في كفرسوسة كان يمكن أن تحل منذ مدة لولا التلاعب الواضح في توزيع البيوت من قبل محافظة دمشق فمثلا في آخر توزيع خصص 40 بيتاً ووفق القرعة وزع للمنطقة فقط 27 بيتاً فأين ذهبت الـ13 بيتا الأخرى. يتساءل عنيز ويجيب بأن المحافظة تقوم بجلب ساكنين من مناطق أخرى مستملكة وتدخلهم في القرعة وبذلك تخفض من عدد المستفيدين من المستملكة بيوتهم في الطريق رقم 2 في كفرسوسة. إلى ذلك فإن عدد البيوت التي استلمتها المحافظة من المؤسسة العامة للإسكان يناهز الأربعمئة بيت، في حين أن مجموع ما وزع للطريق رقم 2 في كفرسوسة لم يتعد 150 بيتاً وعدد المستفيدين 190 عائلة.
وبين مدير التخطيط والعمران في محافظة دمشق عبد الفتاح اياسو في اتصال هاتفي معه. أنه في عام 2007 قررت المحافظة تنفيذ استملاكها للطريق رقم 2 في كفرسوسة وعندما نفذ الطريق كان عدد المستفيدين 251 وتم شراء 251 منزلاً من مؤسسة الإسكان، لكن المشكلة أن مؤسسة الإسكان أعطتنا البيوت على دفعات، فكل فترة تعطي مجموعة مثلا 70 بيتاً بعدها خمسين، ومنذ خمسة عشر يوماً استلمنا أربعين بيتاً وتم توزيعها على المستفيدين من استملاك كفرسوسة طريق رقم 2 أما عدد المستفيدين الذين لم يؤمنوا في منازل حتى تاريخه فعددهم لا يتجاوز الأربعين مستفيداً.
ووفقاً لإياسو فإن مؤسسة الإسكان وعدت بتسليم الدفعة الأخيرة من هذه البيوت في شهر نيسان القادم وهي الآن قيد التشطيب.. فمؤسسة الإسكان تقوم بتسكير العقد مع المحافظة. ويؤكد إياسو أن من حق السكان التململ والمطالبة وقد تأخروا فترة طويلة في استلام بيوتهم، لكننا كمحافظة لم نكن السبب في هذا التأخير، وقد قمنا بإعطاء الجميع سكن إيواء في منطقة الحسينية منذ ثلاث سنوات وعدد هؤلاء 120 عائلة وذلك ريثما يستلموا بيوتهم وكل من له حق نسلمه بيته في قدسيا بالتزامن مع تسليمه البيت المخصص له بالإيواء في الحسينية،.
وحول وضع العائلات التي لم يتم إيواؤها، وتستأجر على حسابها الخاص أكد إياسو أن هؤلاء بالأساس رفضوا صيغة الإيواء وعددهم لا يتعدى عشر عائلات ويرفض إياسو إيواءهم إذا ما أرادوا الآن لأنه لا توجد منازل لهم إضافة إلى ذلك فإن هناك منتظرين من مناطق أخرى لهم بيوت في الحسينية، ولهم الأولوية.
ويعد إياسو أن الأربعين عائلة المتبقية وفق وعد الإسكان في شهر نيسان فهذه المنازل قيد التشطيب وسيغلق ملف الطريق رقم 2 بمجرد استلام المنازل حيث ستسلم للعائلات المتبقية فوراً، ويوضح إياسو أن هذه العائلات تقطن الآن بصيغة الإيواء في الحسينية والأجرة التي يدفعونها هي ألف ليرة فقط.