الفتن الطائفية إلى أين ؟
لعيش طوال الوقت في وهم وجود مؤامرة طائفية تُدبر لدولنا العربية خطأ ولكن أيضاً عدم الاعتراف بوجود مؤامرات في الخارج لإشعال نيران الطائفية في العالم العربي هو خطأ أكبر منه لأن أصابع التاريخ وحدها كافية للإشارة إلى نيران إشعال الطائفية ،
ببلدان العالم العربي وإغراق الشعوب فيها والتي حاولت استغلال الدول العربية التي لها طوائفها المختلفة ولكننا لا نعلم ماسر هذه الطائفة التي تحرص على السنة وأهل التسنن ضد الشيعة ؟ ولا نعلم أيضاً ماسر تلك الطائفة التي تحرص على أهل الشيعة والتشيع ضد أهل السنة ، فممارسة هذا الدور التمزيقي الخائب في بعض الدول الإسلامية مؤكد لا يعبر عن الإسلام الحقيقي ومع الأسف تلك الدول لاتدافع عن الإسلام بل إنها تدافع عن الانتماء المذهبي الذي يتحول إلى التفاف طائفي في نتيجته هو عمل ضد الإسلام لأن الإسلام دين السماحة والدين الذي يعتمد في ثقافته على احترام كل المذاهب الإسلامية المختلفة إضافة إلى باقي الطوائف والأديان ، وعلى القادة العرب أن يعلموا أن منح الحريات لن يكون أداة في توسيع الفتنة الطائفية بل على العكس الحرية الحقيقية تمنح التلاحم بين الطوائف المختلفة وكل الأديان ، وعلى الشعوب العربية التي هبت لتطالب حكوماتها بالحرية أن لا تقع في فخ المطالبة بحركة تحررية تحكمها الطائفة السنية أو الشيعية أو غيرها من الطوائف الأخرى ، لأنه لا توجد حركات تحرر تعتمد على المذهب فهذه ليست حركة تحررية بل إنها أداة توتر ووسيلة قتل لأي دولة عربية فالحرية الحقيقية قواعدها الديمقراطية والإصلاح والعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية بعيدا عن المذاهب والطوائف وأنواع الديانات ، فلا نريد لأي بلد عربي أن يكون عراق جديد تحت مسمى الحرية وأن يتم تقسيمه إلى مجموعة دويلات حسب نوعها المذهبي وأن نجد المنطقة العربية تعتمد على نموذج إنشاء دول على أساس مذهبي وطائفي وديني ، ولكن نريد أيضا من القادة العرب أن لا يتخذوا من الفتن الطائفية سبب لتبرير تراجعهم في منح شعوبهم الحرية والإصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي يحلمون بها ، لأن الشعوب العربية في ظل عصر العولمة وتحول العالم إلى قرية صغيرة تغيروا وزادت أحلامهم فهم يتطلعون إلى حياة سياسية واجتماعية وإنسانية كريمة ولن تتراجع الشعوب عن مطالبها .