الحرية سلاح نيلمار
يعرض خصوم اللاعب البرازيلي نيلمار أنفسهم للمخاطر إذا كانت معلوماتهم عنه سطحية وغير دقيقة. إذ لا يتعلق الأمر بمهاجم أوسط صرف أو برأس حربة تقليدي. كما لا ينتمي هذا اللاعب لجيل المهاجمين البرازيليين المخضرمين ولا للجيل الحالي بقيادة نيمار ولوكاس.
لكن الأكيد هو أن مهاجم فريق فياريال الأسباني قادر على إلحاق أضرار جسيمة بالخصوم وبطرق مختلفة.
لا يمكن وضع نيلمار إذن في خانة واحدة، ولا وصفه باستعمال تسمية وحيدة. إذ يبحث النجم البرازيلي على الحرية في الهجوم قصد استغلال مزجه الفريد بين السرعة الفائقة والذكاء الخارق والمهارات الفنية والدهاء أمام الشباك، وهو ما لبث يؤكده عشاق فياريال وأنصاره.
وقد صرح نيلمار قائلا : "لقد اضطلعت بدور اللاعب المرجعي في البرازيل وفي أسبانيا أيضاً. كان بإمكاني اختيار القميص رقم 9 هذا الموسم، لكني فضلت رقم 7، حتى لا يعتقد البعض أني مهاجم أوسط صرف. يقتضي الأسلوب الحالي حركية كبيرة، وإذا توقف المرء منا، فلن يستطيع حتى لمس الكرة."
ثنائي من نار
سطع نجم نيلمار بداية مع فريق إنترناسيونالي البرازيلي، ثم حط الرحال في أسبانيا، واحتاج بعض الوقت لتأكيد الذات والتألق مع ناديه الجديد. هذا ويعود الفضل في اندماج هذا اللاعب السريع للمدرب خوان كارلوس جاريدو، الذي أجرى تغييرات عميقة على خطة الفريق وأسلوبه. وقد تحدث نيلمار عن هذا الأمر مصرحاً: "لقد كانت الأمور هذا الموسم مختلفة تماماً عما كانت عليه خلال موسمي الأول في أسبانيا. لم يكن الفريق حينها على ما يرام. كانت الأمور صعبة ولم أندمج بسهولة. لكن الأمور تغيرت مع التحاق المدرب الجديد. أصبحنا نبحث عن تبادل الكرات القصيرة انطلاقاً من وسط الميدان، ونعتمد على لاعبين مهاريين، لا على العمليات الجانبية فقط، وهو ما يناسب أسلوبي."
ثم أضاف : "قد ألعب في الدفاع إذا طلب مني ذلك (ضاحكاً). لكن المدرب يعرف الأمور التي أفضلها، وقام بتشكيل فريق يتناسب مع أسلوبي ومع أسلوب روسي، لأن موطن قوتنا معاً هو التحكم في الكرة."
يشكل نيلمار وجيوسيبي روسي ثنائياً خطيراً في هجوم الغواصة الصفراء هذا الموسم، ويعود لهما الفضل في نتائج الفريق الجيدة، لدرجة أن الكثيرين تساءلوا هل تعلما مبادئ الساحرة المستديرة معاً بالنظر للتفاهم الكبير بينهما. لكنها ليست المرة الأولى التي يتألق فيها نيلمار وينسجم بهذا الشكل مع مهاجم آخر. إذ يتذكر أنصار فريق كوريثيانز إنجازات هذا اللاعب إلى جوار كارلوس تيفيز وإحرازهما للقب الدوري البرازيلي لموسم 2005. وقد أوضح نيلمار سر التفاهم الكبير بينه وبين رفاقه في الهجوم قائلاً: "أحاول التأقلم أيا كان رفيقي في الهجوم. لقد حصل التفاهم بيني وبين تيفيز بسرعة، وكان ذلك واحداً من أفضل مواسمي فيما يخص النتائج على المدى القصير. أما الآن، خلال العام الثاني، أصبح أدائي أنا وروسي جيداً. كما أن مردودنا مرتبط بمردود الفريق برمته، ولحسن الحظ نمتلك لاعبين قادرين على مدنا بالكرات، مثل بورخا فاليرو. لذلك يمكن أن أقول أن الثنائي الحالي قادر على تكرار إنجازاتي مع تيفيز."
سجل نيلمار وروسي معا هذا الموسم 26 هدفاً في الدوري الأسباني و11 هدفاً في دوري أوروبا UEFA، وقد أعرب المهاجم البرازيلي عن سعادته لهذه الإنجازات، وقال: "من السهل اللعب إلى جوار مهاجم بهذه المهارات. إنه لاعب أعسر، بمهارات فنية وتحكم كبير في الكرة. ويقدم واحداً من أفضل مواسمه هذا العام. كما أنه نجم خارج الملعب أيضاً، وهذا أمر مهم، لأنه يشكل قدوة للآخرين."
مهمة ناجحة
يضع فريق فياريال الفعالية الهجومية على رأس أولوياته، لاسيما من أجل المنافسة على اللقب القاري (سيواجه فريق أف سي توينتي في دور الثمانية) ومواصلة الصراع على مركز متقدم في الدوري الأسباني، التي يحتل فيها الصف الثالث خلف العملاقين برشلونة وريال مدريد وقبل 9 جولات من نهاية المنافسات. وقد تحدث نيلمار عن أهداف فريقه قائلاً:"إن هدفنا الأساسي هو احتلال مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا (بين الأندية الأربعة الأولى)، مما سيزيد من مواردنا المالية. نتواجد في الوقت الراهن في المركز الثالث مع فالنسيا، وحظوظنا وافرة لبلوغ هذا الهدف. لذلك أصبحنا نفكر اليوم في دوري أوروبا أيضاً، وأصبح واحداً من أهدافنا."
وأعرب نيلمار في ختام هذه المقابلة عن دهشته لنتائج فريقه الجيدة على المستوى القاري، لا سيما بالنظر لضعف ترسانته البشرية، حيث قال: "عندما تتكالب الإصابات على لاعبينا، نضطر للإستعانة بلاعبين من الفريق الثاني. كنا نعتقد أننا سنعاني الأمرين في دوري أوروبا. لكن حظوظنا أصبحت اليوم وافرة للتنافس على اللقب، وهو ما سيشكل سابقة في تاريخ الفريق. لذلك أفضل الصراع على الواجهتين معاً، لأن ذلك يزيد من تنافسية اللاعبين وثقتهم في النفس. هذا أفضل من التمرن طوال الأسبوع من أجل هدف واحد."