منشدة سعودية تقتحم عالم النغم الإسلامي
دخلت فتاة سعودية عالم “الإنشاد الإسلامي” كاسرة بذلك احتكار الذكور لهذا الفن الإسلامي المثير للجدل، في وقت يرى غالبية رجال الدين أن إنشاد المرأة أمام الرجال فيه إثارة وإشعال لغرائز الرجل الفطرية.
كسرت فتاة سعودية القاعدة السائدة في الفن الإسلامي المعروف بـ"الأناشيد" احتكار الذكور لهذا العالم الفني المثير للجدل بين أوساط الإسلاميين، حيث اقتحمت السعودية مشاعر الخطروي التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاما عالم الاحتكار الرجالي لهذا الفن، ومتجاوزة قراءة الدعوة الدينية إلى المشاركة في الأناشيد الوطنية في مهرجانات نسائية عدة داخل السعودية.
وأوضحت مشاعر الخطروي أنها عادت بعد توقفها لفترة طويلة من هذا الفن بتوجه جديد متأرجح بلا قيود من خلال الإنشاد الروحاني، بعد أن شعرت بلذة الأحرف ورنين الكلمة في عمق "أسماء الله"، بدأت تسجيل تلك الأسماء بصوتها في كل ليلة بعد أن كانت تصلي إحدى الصلوات "غير المفروضة" ومن ثم قررت أن تنشرها في صفحتها الخاصة على الفيسبوك وقناتها على موقع اليوتيوب.
الخطروي التي نالها من النقد والهجوم نصيب كبير كونها كسرت قاعدة تقليدية في مجتمع يعتبرها الأكثرية قاعدة دينية، وإن اختلف حول حكم صوت المرأة العلماء فقالت إن النقد اللاذع أكثر من النقد البناء في غالبية الآراء التي تصلها، مضيفة أن ذلك جعلها فريسة خصوصا في ظل التصنيفات الإسلامية المذهبية، متعجبة من اتهام الكثير لها بأن هناك من قد يفتن بصوتها وهي تدعي الله وتحث على الإسلام بأسلوب عصري بعيد عن التكلف، معتبره من يراها كذلك ويصورها من خلال فكره وحدها بأنه يعاني مرض الفتنة من أي صوت يسمعه.
وأضافت الخطروي أن هنالك عددًا كبيرا من أصدقائها يقومون بدعمها في هذا المجال خصوصا وان العديد من المنشدين الإسلاميين أثنوا كثيرا على صوتها وأدائها الذي وصفته "بالممزوج بالروحانية"، واعتبرت الخطروي التي تقيم في الولايات المتحدة الأميركية أنها تقوم الان بإعداد قائمة كبرى في عالم الإنشاد، مضيفة ان طموحها لن يقف عند أي أحد.
واضافت الخطروي أنها في كل مرحلة من مراحل حياتها تسعى إلى تحقيق طموحها حيث تعمل الآن على تجهيز إصدار خاص بأول CD خاص وكذلك كتاب في هذا العالم المليء بالجدل بين جمهور المفتين المسلمين.
رجل الدين السعودي خالد الشايع قال لا يخفى عنا أن للمرأة خصوصيات عديدة سواء كانت من الجهة الفسيولوجية أو التكوينية حيث "فرق الله بين الرجل والمرأة وهناك دلائل على ذلك من آيات القرآن الكريم".
وأوضح الشايع أن هناك عدة أمور تثير الرجال وتجذب الرجل إليها ومنها الصوت، مبينا في الأصل "صوت المرأة أمام الرجل محرم"، مفيدا أن الحساسية في هذا الأمر ليست بتلك التشدد؛ بل كل امرأة تستطيع أن تتحدث مع الرجال في ما يتعلق بالأمور الحياتية فحسب لكن في أحوال معينة "نبهت الشريعة بأن هناك حالات ينبغي على المرأة أن تبتعد عنها ومنها الحديث الذي يثير غرائز الرجل".
ولفت الشايع إلى أن الإنشاد أمام الرجال أو صوتاً أو صورة معاً "محرم كون أدائه يجبر المؤدية على تنعيم الصوت وغنائه بأنغام "تستجيش" المشاعر و تستر العواطف" موجها القول إن الإنشاد النسائي لا ينبغي أن يكون أمام الرجال.
وختم الشايع حديثه لـ"إيلاف" مبيناً بأن "الشريعة الإسلامية تحرص على سلامة المشاعر في المجتمع حتى لا تتداعى النفوس نحو الخطيئة"، موضحا انه ينبغي أن تحفظ هذه العلاقة بشكل إنساني دون أن يكون هناك تقاطعات أو أمور منهي عنها قد تؤدي إلى انحرافات أخلاقية.