54 لوحة تعكس فنون التجريد الحروفي في حلب
تضمن معرض التجريد والتجريد الحروفي للفنان محمد قره دامور الذي أقيم في صالة الأسد للفنون التشكيلية بحلب أول أمس 54 لوحة فنية عكست فنون التجريد الحروفي والنقاط التي شكلت محور قوتها.
وقال الفنان قره دامور إن اختياره الحرف العربي جاء على أساس تجربته الفنية التي اعتمدت على مبدأ أن الحرف هو المعبر الجمالي الأول عن الهوية البصرية العربية كونه يشكل أساس الثقافة العربية كناقل للفن والعلوم والمعرفة من خلال التكوين التجريدي الذي لجأ إليه مبينا أن تجربته مع الحرف العربي أكدت القدرة على التعبير عن كل ما يريده الفنان من هموم وأفكار.
وأضاف إن إمكانات الحرف العربي التكوينية والجمالية منفتحة وليس لها حدود ما يجعل الفنان الحروفي في حالة جديدة أمام هذه الطاقات الاستثنائية الجمالية لافتاً إلى أن لوحاته اجتمعت على جماليات الحرف العربي وتشكيل العمل الحروفي التجريدي وفق مناخات لونية وتكوينية مختلفة اعتمدت في أساسها على اللون الكيوي محققة لكل تجربة خصوصيتها رغم تفاوت المستوى بينها.
بدوره أوضح أحمد ناصيف مدير فرع حلب لنقابة الفنانين التشكيليين ان اللوحة الحروفية تلقى إقبالاً من الفنانين لما تحمله من جمالية في الخط العربي المرتبط بثقافتنا العربية إلى جانب المناخات اللونية التي عمل عليها الفنان مشيراً إلى أهمية الاستفادة من التجارب الفنية السابقة في رفد الحركة التشكيلية السورية وما يحققه هذا الإطلاع من فائدة للفنانين الشباب الذين يبلورون تجارب خاصة تعتمد على تأثرهم بالفن السوري.
من جانبه قال الفنان التشكيلي محمود عبد السلام إن المعرض حمل مناخات لونية قاتمة في الحواف ومضاءة في الوسط وهذا يأتي من خلال احتكاك الفنان مع الحرف الذي قدمه لافتاً إلى أنه استخدم في لوحاته تقنية الكشط بواسطة السكين هادفا من وراء ذلك التوجه نحو الحداثة في استخدام الحرف العربي ومعتمداً على مكوناته الجمالية في البعد الواحد واللون من خلال المدارس الفنية التجريدية إلى جانب التوجه المشترك بين الأسلوبين الكلاسيكي والحداثي.
من جهته بين الناقد التشكيلي أحمد علي الحسن أن المعرض تضمن العديد من التجارب الحديثة للوصول إلى حداثة تليق بفن الخط العربي وتعيد إليه حيويته وتألقه ومكانته المميزة بين الفنون موضحاً أن من حق كل خطاط مبدع أن يطرح تساؤلاته العميقة ليصل إلى جذور الإبداع في الخط العربي وأن يجرب من خلال العمل ليكتشف تجليات هذا الفن وجمالياته بقصد تجديدها وتطويرها بأساليب معاصرة تزاوج بين الخصوصية الجمالية والقيم والأسس الجوهرية الناظمة للفنون التشكيلية.
لفت الفنان والخطاط أحمد الحسن إلى أن الخط له جذور قديمة في ثقافتنا وحضارتنا العربية وأراد الفنان من خلال معرضه أن يرجعنا إلى الجماليات التقليدية في الخط العربي ليعبر فيه عن الإسهامات التي قدمها الخطاطون العرب لاستمرار حيوية الخط العربي.
ويستمر المعرض لغاية 20 من الشهر الجاري.