كريم خطير مجهول المصدر في ريف دمشق…يتلف البشرة ويحتوي على مواد سامة
لجأت اليافعة «رهام» إلى مصففة الشعر بمدينتها في ريف دمشق لأجل الاهتمام بجمالها، وخاصة أنها في أول سني مراهقتها وتعبت من البثور وحب الشباب الذي ينال من أغلبية اليافعين بمثل هذا السن،
وعلى الفور وجهتها إلى منتج لونه زهري تحتويه علبة بلاستيكية بيضاء صغيرة لم يدون عليها أي معلومات نهائياً، وأخبرتها أنه صنع بأيد خبيرة ومدروسة ومفيد جداً وخلال خمسة عشر يوماً إلى الشهر بأقصى حد يحقق المطلوب ويعطي الوجه بياضاً ليس له مثيل وكأنه جلي تماماً من تعب وحب.
العبوة الصغيرة والتي وصل ثمنها إلى 275 ليرة سورية يومها فعلت فعلها حقاً وأنجزت ما عجزت عنه مواد تجميل كثيرة ومراهم معروفة وصابون ومعقمات تباع في الصيدليات ما دفع رهام إلى استخدام المزيد من الكريم ذي الرائحة اللطيفة والنتائج المذهلة دون الوقوف عند المخاطر الممكنة أو المضار الجانبية، وخلال أسبوعين تحول لون وجهها إلى الأبيض الناصع وفرق كثيراً عن لون باقي جسدها الأبيض اللون أيضاً، وجميع ذلك لم يثر في اليافعة رهام أي شك أبداً، لكن كلام الأهالي في مدينتها بأن الكريم يحتوي على مادة تخرب الجلد وتتلفه بعد عام أو يزيد أثار في نفسها الخوف ودفع أهلها إلى أخذ المستحضر المجهول المصدر والمزعوم بشكل غير مؤكد أنه صنع في حماة بحسب رواية مصففة الشعر، إلى وزارة الصحة التي عملت على تحليل المنتج وقبل صدور النتائج وجهت إلى مديرية التموين في وزارة الاقتصاد بشأن هذا المنتج الذي بيع بطريقة غير مشروعة مرفقة مواصفات الكريم وبدورها مديرية التموين عممت المواصفات على جميع المديريات التابعة لها والخاصة بحماية المستهلك في المحافظات كافة، وتابعت الصحة التعميم إلى مديريات الصحة في جميع المحافظات أيضاً وخاصة مديرية صحة «حماة» وطلبت إليها التحقق من المصدر.
الإجراء الأول وهو المنع الفوري دون تحليل بني على أساس أن أي منتج صحي مجهول المصدر يعتبر مخالفاً للقوانين والمواصفات السورية وخاصة أن العبوة لا تحمل أي علامة تجارية أو أي معلومات عن المحتوى ولا مخاطره، وتصل العقوبة في حال الكشف عن وجود هذا المنتج بأي من البقاليات أو الصيدليات إلى إغلاق الصيدلية من وزارة الصحة والبقالية من وزارة الإدارة المحلية والبلديات التابعة لها بحسب توضيح مديرية الرقابة الدوائية في وزارة الصحة، التي تبين في التحاليل المخبرية التي أجرتها لاحقا وجود مواد شديدة الخطورة، وحسب التقرير المخبري رقم 476/ت/2011 تاريخ 20/1/2011 الذي أثبت وجود ذاتية الكافور والفنيول والإيتان ديول، ولدى البحث في المراجع تبين أن الكافور يستخدم على شكل مرهم كعلاج محمر للجلد وكمسكن للألم وكمضاد للتهيج والمصاحب لالتهاب الألياف وألم الأعصاب وتم سحب المراهم الحاوية على زيت الكافور من بريطانيا وأميركا الشمالية بسبب السمية العالية وبالنسبة لأميركا لا تتعدى نسبته في مستحضرات الاستخدام الخارجي 11% فقط.
ويتابع تقرير المخبر وكتاب وزارة الصحة بشرح مضار المواد الأخرى ويبين أن الفنيول يستخدم بتراكيز حتى 2% فقط لأغراض التعقيم الخارجي حيث يمتلك فعالية ضد أنواع متعددة من البكتريا وبعض الفطور وبعض أنواع الفيروسات، أما إيتان ديول ويسمى أيضاً «ايثلين جيلكول» ويوجد بشكل شائع بمحاليل الـAntifeez وهي محاليل مانع التجمد ويستخدم بشكل غير مشروع في تحلية المشروبات الكحولية ويخترق الجلد ويسبب تهيجاً عندما يطبق عليه، ولذا تمنت وزارة الصحة على دوائر حماية المستهلك في المحافظات لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيث إنه ممنوع تداول مستحضرات مجهولة المصدر حتى لو كانت المواد الداخلة فيها سليمة وغير ضارة، على حين تظهر المعلومات أن جميع المواد المستخدمة في هذا المستحضر سامة وتتجاوز الحد المسموح فيه، ولذا تمنت الوزارة على المديريات في حال ورود أي معلومات متعلقة بالموضوع إبلاغ وزارة الصحة فوراً، وشمل تعميم وزارة الصحة جميع مديرياتها في المحافظات ووزارة الاقتصاد ونقابة الصيادلة السوريين لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالسرعة القصوى.