الإدارة الالكترونية – نشوءها وتطورها .. بقلم : احمد دهان
إن العرف العام والتقليدي والذي دأب عليه الأفراد والجماعات منذ أقدم العصور هو التعامل مع الإدارات البشرية داخل المؤسسات عن طريق الورقيات والثبوتيات والبعض اجتهد في هذا الأمر فشكل إدارات فرعية وهيئات ومكاتب ولجان تخصصية ..
الهدف منها تسهيل الخدمة الإدارية والعمل على تحقيق مصلحة الأفراد مهما كانت ووفق تسلسل وظيفي إداري مناط بذلك .. فالإدارة البشرية تحتاج لعدة قواعد وأسس منهجية تقوم على التواصل المباشر مع الإدارة أو مفوضيها وبالتالي فهناك حاجة للحضور ضمن وقت معين وأيضاً التقيد
بثبوتيات وأوراق معتمدة وضمن مكان معين .. لكن هذا الأمر لاقى العديد من الأزمات وخاصة أننا في عصر تكنولوجيا المعلومات حيث يعمل الإنسان وبشكل متصل أو منفصل على تحقيق حاجاته دون التقيد لظروف المكان والوقت والثبوتيات المعتمدة ذلك لأن الشركات ومؤسسات الأعمال قد توسعت بأعمالها وأنشطتها لتشمل مساحات واسعة وأحياناً تصبح ذات اتصال عالمي
في عصر قل مثيله هو عصر الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمل الإنسان على تطوير ذاته من خلال تحويل العديد من الأنشطة الإنسانية إلى أنشطة الكترونية وتقنية وبدأت مسيرة الأتمتة تنشط في العالم ليدخل النظام العالمي المحوسب داخل المصنع والمعمل والمشغل وحتى المؤسسات الخدمية والتجارية وبدأت الأعمال تنتقل من الإنسان إلى التقنية عبر نوافذ ونواة متعددة .. مما دفع الانسان للانشغال في مسألة تطوير التكنولوجيا والتقانة للاستعاضة عن الأعمال البشرية التي يحكم عليها ببعض الأحيان بالخطأ
إن التقنية وتكنولوجيا المعلومات أسهمت بشكل واسع إلى تخفيف نسبة ورود الأخطاء في الأعمال الإنسانية ولما كان على الإدارة مهام عديدة متمثلة في مجال / التخطيط – التنظيم – تنمية الكفاءات البشرية – الرقابة – التوجيه/ فكان من المفروض برمجة هذه العمليات والمهام خاصة أن الإدارة البشرية بحاجة لتنمية واسعة تقوم على أساس التقديرات الشخصية فكان معظم الإدارة تقع بالأخطاء ضمن مهامها التقليدية وتكون ديناميكية وبشكل ليس بالكثير ضمن المهام الاعتراضية ولذلك فقط بدأت عملية برمجة هذه المهام ضمن الأنظمة المحوسبة بما يخدم العملية الإدارية ويهدم الحاجز أمام الأفراد للتواصل مع الإدارة .. ضمن هذا التوجه التقني عمل المبرمجون في العالم باستخدام احدث التقنيات مع توفير الخدمات الإدارية ضمن برمجة حاسوبية تكون البديل عن الإدارة البشرية , بحيث تمكن الأفراد من متابعة أمورهم وتلبية حاجتهم دون التقيد بفترة زمنية محددة أو دون التقيد بمكان معني فأصبح الإنسان وبفضل شبكة الانترنت التواصل مع الإدارات الالكترونية وتحقيق حاجاتهم ورغباتهم دون أي قيد وضمن الثبوتيات المتوفرة وبذلك أصبح من الإدارة الالكترونية شبه البديل عن الإدارات البشرية لكن يبقى على الإدارات البشرية التأكد من أن عمليات المراجعة والتقديم الالكتروني تجري وفق المخطط المرسوم لها , ان دخول الحكومة في عصرها الالكتروني ( الحكومة الالكترونية ) جعل في إدارتها إدارات افتراضية تعمل على تقديم الخدمات للأفراد وأصبح من الضروري على الإدارة البشرية أن تكون مقتدرة في مجالات البرمجة والتخطيط والرقابة لكي تتمكن من تنفيذ خطط الافتراضية ضمن خطتها في تقديم الخدمات ومن هنا يمكن أن نوضح مفهوم الإدارة الالكترونية بأنها الإدارة القادرة على القيام بالتخطيط والتنظيم وتنمية الكفاءات البشرية والتوجيه والرقابة على الأوامر الالكترونية باستخدام الحاسب ودون مرجعية بشرية
كيف تقوم الإدارة الالكترونية بمهامها ووظائفها ؟؟
إن عمليات ومهام الإدارة المحصورة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لابد أن تكون في الحسبان عند إعداد المدير الالكتروني بمعنى أن على المبرمج أن يقوم بدراسة إدارية متنامية قبل إعداد مديره الافتراضي بحيث يستحث كافة جوانب العمل الإداري المتعلقة بأداء أي وظيفة من وظائف المدير الافتراضي ضمن أي مجال ويمكن الاستعانة بالخبرات الإدارية للقيام بهذا الوظائف
ختاماً ..
رغم وجود وانتشار المدير الالكتروني في مواقع شبكة الانترنت إلا انه لا يكون البديل لان الإدارة مرتبط بديناميكية القرارات وهذا يتطلب وجود العامل البشري ولكن ليس بالشكل المستمر بل بالقرارات التي تحتاج لمرونة