تأملات وطموحات شبابية من الحكومة الجديدة
إن الحقيقة التاريخية التي مرت على الشعب السوري خلال فترة حكومة عطري أثرت بتغيرات كبيرة سواءً على الصعيد الخدمي , الاجتماعي , الثقافي , الصحي أو التعليمي … وعلى الوجهين السلبي والايجابي ..
وبغض النظر عن أي ايجابيات قد تكون قدمت خلال هذه الفترة إلا أن حياة المواطن وأمن الوطن وتطوير قطاعات التربية والتعليم والصحة والثقافة والفن والإعلام والسلك القضائي , وتحسين مستوى معيشة المواطن , تعتبر قضايا هامة في الحياة اليومية والقرارات الحكومية بقدر ما تكون ملبية للشعب ولطموحاته , بقدر ما تكون الحكومة قريبة من المواطن , إلا أنه وفي الحقيقة .. ابتعدت هذه الحكومة في الكثير من الأحيان عن هموم المواطن السوري وكانت في بعض قراراتها بعيدة كل البعد عن حاجة المواطن وخاصة في الجوانب الأساسية للحياة ..
فمشكلة البطالة لم تحل , ومشكلة العمالة مازالت عالقة , والوضع الاقتصادي لم يتحسن , والضرائب زادت عن الحد المعقول , والتعامل مع المواضيع الحساسة لم تناقش إلا بطروحات جانبية أحياناً وقد تكون ثانوية , فكان اهتمام البعض في المخططات التنظيمية للمحافظات والمدن والبلدات والعمل على إعاقتها لأهداف مجهولة بل من الإسراع بتنفيذها , الآخر كان متمسكاً بالتعرفة الخاص بقطاعات النقل الداخلي وعقود المستثمرين أما الركاب فكانوا الحلقة الأضعف , والأخر اعتبر شغله الشاغل توجيه الضربات الموجعة للجامعات الخاصة رغم أنها جامعات وطنية وبين الفترة الأخرى تسمع عن ملف أحدهم وضع برسم القضاء , أما في الطرف الأخر يقف أحدهم جانباً ليعمل على فرض ضرائب جديدة ويحملها على عاتق المواطن السوري فوق فقر حاله وتردي حال معيشته , وأخر جعل من السلك التربوي حقل تجارب فلم تخلو مدرسة أو تجمع دراسي إلا وأصبح فيه تجربة , احدها من اليابان والأخرى من تايلاند والثالثة من ألمانيا ولا يمكن أن تفلت أي تجربة من يده , وعدد منهم ذهب بعيداً عن واقع المجتمع السوري , فلم يضع في مخيلته بأن في مدارسنا صفوف دراسية تستوعب لـ 60 طالب في الشعبة وعبر فوجين , وان عدد العاطلين عن العمل أكثر بكثير من العمال لأنه وفي كثير من الحالات يعمل البعض في مهن وأعمال ليست من اختصاصهم يضاف لذلك تعدد الأعمال لكل مواطن بحثاً عن توفير مناخ مناسب لأسرته وسعياً في تحسين معيشته ..
أياً كانت هذه الأسباب إلا أنه وفي هذا الوقت الذي نشهد فيه تشكيل حكومة جديدة , نأمل بأن يكون للشباب وللتفكير النير والمنهجي والعلمي نصيب , وأن يكون في بعضهم حيوية وشعور المواطن السوري الذي يعمل ليلاُ ونهاراً لتأمين رزقه وحاجاته أسرته فالمطالب والواجبات كبيرة ونعقد بأن على الحكومة الجديدة يقع عاتق كبير وثقتنا بالشعب بأنهم سيكون الساعد القوي في المساهمة مع الحكومة الجديدة لتطوير واقع الخدمات والصحة والتعليم والاقتصاد .. في بلدنا الحبيب سورية , فالشعب الذي تفهم واستوعب ووعي خصائص هذه المرحلة وآفاقها من خلال محاربته للمخربين , الشعب الذي تمكن من التصدي لمحاولات الغش والتدليس وساهم بشكل جدي في إخماد عدد من حالات الفتنة ضمن أطياف الشعب لهو شعب جدير بالثقة والوفاء والإخلاص والاستمرار بالعمل من أجله .
في البداية يجب أن تعلم الحكومة الجديدة ومن سيكون في عضويتها بأنها تستمد شرعيتها من خلال محبتها وولاءها للشعب وللقائد , وتفهم وتعايشها لهموم ومشكلات هذا الشعب والمواطن , وإننا نستمد رؤيتنا هذه من الكلمة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب في 30 آذار من العام الجاري (( إن كنتم قد هتفتم بالروح بالدم نفديك يا بشار فالسليم هو أن الرئيس بشار هو الذي يفتدي وطنه وشعبه.. وأنا أرد عليكم بأن أقول "الله سورية شعبي وبس" )) .. فليس خطأ بأن يكون الوزير أو حتى رئيس الوزراء بين عامة الشعب يناقشهم ويستمع لآرائهم ويشاركهم همومهم , وذلك من خلال حوارات ونوافذ حوارية وعبر المناسبات ومن خلال الزيارات ..
فالقائد العظيم السيد الرئيس بشار الأسد أعطانا دروساً في التواصل مع الآخرين , فحينما قرأنا في صحافتنا وفي إعلامنا زيارته لأسرة الطفلة التي تعرضت لأعمال اغتصاب وحشي في حلب وهي تقطن في منطقة يصعب على أهل حلب الوصول إليها .. استقباله لأسر الشهداء الذين راحوا ضحية أعمال التخريب والفوضى في دوما .. مشاركته للقوات المسلحة في العام الماضي بحملة التشجير .. تكريمه للأوائل والمتفوقين .. أداء صلاة الظهر مع المسلمين في الجامع الأموي بمناسبة عيد المولد النبوي ولقائه مع المواطنين … لا أريد التحدث أكثر عن سمات وخصائص هذا القائد الذي علمنا وأعطانا دروساً ومناهج تفكير مع التعامل مع المجتمع ومع أفراد الشعب فالحاجة هي لأن يكون من بين أعضاء الجهاز الحكومي ومؤسساته من يتمثله فكراً وقيماً ومبادئ ..
نعود لنقول بأن البعد عن الشعب وعن هموم المواطن والجلوس خلف المكاتب وعدم متابعة حاجات الشعب وتجاهل وضع أولويات للعمل الحكومي وفرض الأداء الحضاري في التواصل مع أبناء الشعب , أوصل الوضع العام للتردي وانتشار البطالة وانخفاض مستوى أداء العمالة وطرحت أمام الحكومة مشكلات كبيرة كالسكن والاستقرار الوظيفي وتحسين المستوى المعيشي .. وجميعنا يعلم بأن المواطن ليس كالمكنة أو آلة النسيج التي تعمل طلية وجودها موصلة بالكهرباء , لأن هذا المواطن بالنتيجة إنسان له خصائصه وظروفه وأولويات معيشته ويجب على الحكومة توفيرها وتذليها في مقدمة عملها ..
وبعيداً عن الدخول في تفاصيل الأمر يبقى أمامنا السؤال الذي تتمحور حوله حديثنا هذا .. ماذا يريد شعبنا وشبابنا من الحكومة الجديدة ..؟؟
يتحدث الطالب أحمد كحيل وهو طالب في المرحلة الثانوية حول بعض النقاط التي يراها ضرورية وهامة لوضعها في عناية الحكومة الجديدة وهي " تحسين أداء الكادر التدريسي من حيث التعامل مع الطلاب وذلك بتدريبهم على مهارات التواصل وذلك لأن التربية الصحيحة تنتج جيل صحيح , والعمل على تأمين فرص عمل للطلاب وخريجي الجامعات بما يوازي اختصاصاتهم وخبراتهم مع توفير الظروف الموضوعية للحد من هجرتهم للخارج .. كما يجب العمل على الحد من غلاء الأسعار وتخفيف الضرائب وتشديد الرقابة على الأماكن الخاصة كالمطاعم والفنادق والمحلات التجارية " ..
أما الشاب محمد مصطفى بادنجكي فيرى من الضروري أن ..
" تكون المؤسسات الحكومية بعيدة كل البعد عن المحسوبيات والرشاوي , وأن تمارس دورها بمنهجية وعلمية في الأداء والتفكير , ففي المجتمع فقراء ومساكين وأرامل ومطلقات كما يوجد أغنياء وتجار وصناع .. ويجب على المؤسسات الحكومية أن تحترم هذا التنوع وتحترم شعور المواطنين وظروف معيشتهم " ..
الطالب بشير آلاجاتي من كلية الاقتصاد يرى بأن ..
" الديناميكية في العمل وخلق روح التعاون ضمن المؤسسات وتعزيز حالة فريق العمل من أهم الأسس التي تفرض نفسها على الحكومة الجديدة , بالإضافة إلى التركيز على التعليم بكافة أنواعه ومراحله بما يحقق تحسين الوضع الثقافي والفكري والعلمي للمواطن وبما يتناسب مع دخله , كما آن الوقت للبحث عن حلول لمشكلات العمل والسكن والبطالة , خاصة بأن الشباب يتخرجون من الجامعات باحثين عن فرص عمل تكافئ كفاءاتهم وسكن مناسب يليق بهم ويتناسب مع دخلهم , إلا أن ذلك في الصعب ".
ويضيف آلاجاتي بالقول " نأمل بأن تكون الحكومة الجديدة حكومة إلكترونية ليست ورقية , وميدانية وليست مكتبية , وشعبية ليست بيروقراطية , وأن تعمل على سرعة تلبية حاجات المواطنين واستقرارهم وأن تكون هموم المواطن في مقدمة اهتماماتهم " ..
السيد عماد كوكه يرى من وجهة نظره بأهمية ..
" إحداث وزارة للشباب ضمن الحكومة الجديدة تضم بأطيافها كل الشباب وإن يلقى الشباب الدعم الكامل والمعنوي ليرسم خطط بناء شخصية الشباب وتعزيز انتمائهم " ..
باسم نصري طالب في كلية الطب البشري أشار لعدة نقاط هامة برأيه حول عمل الحكومة الجديدة وهي ..
"معاملة المغتربين السوريين باحترام وتفعيل دور السفارات السورية في الخارج , في مجال وزارة التعليم العالي تعزيز البرامج المشتركة مع الجامعات المتقدمة في أوروبا وأميركا من أجل تسهيل دراسة الطلاب السوريين فيها ضمن برامج مبادلة الطلاب وزيادة عدد الموفدين من الجامعات السورية للخارج , أما في مجال عمل المنظمات والجمعيات الأهلية فنأمل تقديم دعم أكبر للجمعيات الأهلية وتفعيل دورها في المجتمع , وفي قطاع الاتصالات تطوير خدمات الانترنت وتحقيق منافسة شريفة بين شركات الاتصالات الخليوية .. البدء بتفعيل دور الشباب في كافة المديريات العامة وتخفيض سن التقاعد إلى ما دون الـ 60 سنة , والعمل على دراسة إنشاء وزارة للشباب والرياضة , أما بالنسبة لمجلس الشعب كهيئة مستقلة فيجب أن يكون كل عضو مؤهل علمياً بإجازة جامعية وعمره لا يزيد عن 60 عاماً " ..
الشاعر الشاب نورس يكن يشير إلى نظرته في الحكومة الجديدة بالقول ..
" نحن نريد من الحكومة الجديدة ببساطة وبدون تعقيد ( النزاهة ( بالإضافة إلى ضخ الدماء الجديدة بما للكلمة من معنى خصوصاً بعد نشر تسريبات ببقاء ست أو سبع وزراء في الحكومة من حكومة العطري .. لن نعيد قائمة المظالم السورية من بطالة إلى ارتفاع أسعار إلى إلى … الكل يعرف ماذا نريد كمجتمع سوري من حكومتنا أما نحن الشباب فنريد الفرصة الخلاقة لبث ما نريد في هذا المجتمع دون أن نخضع لأي تبعية .. نريد تخفيض معدلات القبول الجامعي .. تخفيض خدمة العلم للسنة ذكوراً .. تبديل المناهج التعليمية .. الانفتاح الأكاديمي .. تأمين فرص لعمل الخريجين .. وضع خطط ناجحة للحد من هجرة الشباب " .
الطالب محمود مصري من كلية الهندسة المعمارية يرى من الضروري البحث عن منابع الفساد والخلايا الإرهابية ومحاسبتهم والقضاء عليهم في مقدمة أعمال هذه الحكومة ويتابع قائلاً ..
" يجب أن تعمل الحكومة على القضاء على حالات الرشاوي والمحسوبيات وأن تمنح المواطنين العاطلين عن العمل رواتب تحقق مستوى أدنا للمعيشة , الحد من ظاهرة الازدحام على مكاتب التشغيل والدوائر الحكومية وذلك بخلق حكومة الكترونية وتبسيط الإجراءات على المواطنين فيمكن تنفيذ موقع خاص بالتوظيف ذو تقنية متناهية تكون قادرة على حل المشكلات أفضل من طوابير المنظرين والدخول في مؤسسات الحكومة الإلكترونية .. أما في مجال التعليم العالي والبحث العلمي العمل على الربط بين سوق العمل والتطبيقات العملية والمخابر الموجود في الجامعات , تطوير النظام الامتحاني .. تحسين واقع أجهزة الرقابة والمحاسبة ومنع الاحتكار وخاصة في مجال المخابز ومتاجر المواد الأساسية " .
الصحفي الشاب محمد أمير عنداني طالب في كلية الاقتصاد يعبر عن طموحه من خلال ..
" أطمح وأتوسم كل الخير في الحكومة الجديدة أن تكون حكومة حوار مع المواطن بجميع أطيافه وفعاليته وهذا بشكل عالم , أما طلباتي .. فأنا أتمنى أن تحل بعض القضايا , وأن يكون هناك حلول جذرية لقانون خدمة العلم والبدل النقدي للجامعين وشروطه وقانون الإعلام الالكتروني والعادي وتطوير المنشآت التعليمية ودمج الجامعات بسوق العمل مما سيؤدي إلى خلق فرص عمل والقضاء على البطالة " ..
مرح رحال طالبة في كلية الطب تتمنى للوطن وللمواطن الخير والتوفيق وتشير بذلك بقوله ..
" أولاً أتمنى المحافظة على أمن وأمان المواطن والوطن .. وتسهيل خدمات المواطنين والعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب بزيادة الرواتب وتخفيض الضرائب وخلق القروض والمؤسسات التمويلية والاهتمام بالبحث العلمي والأكاديمي وتطوير الجامعات والمناهج بما يتلائم مع التطور العلمي في البلاد المتقدمة " ..