الذكرى الـ 122 لميلادCharlie Chaplin ملك الضحك والسخرية
يحتفل العالم اليوم بميلاد ملك الضحك والسخرية تشارلي شابلن والذي يعد من أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى ومن أكثر الشخصيات إبداعا وتأثيرا في عصر الأفلام الصامتة حيث كان الإيماء، التهريج والعديد من الروتينيات الكوميديا المرئية.
تأثر شابلن بسابقيه من الفنانين وخصوصاً بممثل الأفلام الصامتة الفرنسية ماكس ليندر، الذي أهدى له واحد من أفلامه.
أمضى الملك المتّوج على عرش السينما الصامتة 75 سنة من حياته في مجال الترفيه. وإشتهر بدور "الصعلوك". ورحل تاركاً العرش وحيداً يبحث عن ملك.
نبذة عن Charlie Chaplin
ولد Charlie Chaplin يوم 16 نيسان 1889 في لندن، إنجلترا. كان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية. والده، السير تشارلز سبنسر تشابلين، كان مغنيا وممثلا أما أمه، هانا تشابلين، كانت أيضا مغنية وممثلة تعرف باسم ليلي هارلي. وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، حيث تعلم هذا الأخير الغناء من والديه.
وكأي طفل صغير، عاش تشابلين مع أمه في أماكن مختلفة داخل وحول كينغتون رواد في لامبث. أمه ووالدها كانا من الرومانيشال (غجر بريطانيا)، وهو شيء لطالما افتخر يه، حيث وصفها في مذكرته الذاتية "ان السكيلتون موجود في خزانة عائلتنا". أما أب تشارلز، السير تشارلز تشابلين كان مدمن على الكحول، بينما كانت علاقته مع ابنه سطحية، بالرغم من أن تشابلين وأخيه من الأب عاشا مع أبيهما وعشيقته. توفي أبوه جراء تشمع الكبد بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عاما، سنة 1901.
نتيجة لمشاكل في الحنجرة اضطرت والدة تشابلين الانقطاع عن الغناء. وبعد أن عادت من جديد إلى مستشفى هضبة كان، ترك إبنها في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن، وانتقل بعد بضع أسابيع إلى وسط لندن تحديدا بحي مدرسة الفقراء في هانويل.
انتقل تشابلين في البداية إلى الولايات المتحدة رفقة مجموعة فريد كارنو بين سنتي 1910 و1912. بعد خمسة أشهر عاد لانجلترا، ثم رجع مع مجموعة كارنو في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 1912. وفي أواخر سنة 1913 مثل تشابلن مع فرقة كارنو، حيث ظهر بمساعدة ماك سانات، مابل نورماند، مينتا دورفي وفاتي أربوكل. حيث انتدبه سانات إلي أستديوهاته، شركة كستون لإنتاج الأفلام التي حلت مكان فورد سترلينغ. لقد واجه تشابلين العديد من المشاكل الصعبة في البداية، تتمثل في كيفية طلب تمثيل الأفلام مقارنة بأداءه البسيط. وبعد ظهور أول أفلام تشابلين، لقمة عيش، أحس سانات بأنه قام بخطأ فادح لكونه مكن تشابلين من القيام بذاك الدور. وقد اتفق المؤرخون أن نورماند هو من أقنع سانات بإعطاء تشابلين هذه الفرصة.
لم يتح ماك سينات الفرصة لتشابلين من جديد، واعتقد هذا الأخير أنه سيطرد نتيجة لسوء تفاهم وقع بين سانات ونوماند. بينما صور تشابلين كانت قريبة من النجاح، إذا أصبح أعظم نجوم كيستون.
أصبح تشابلن من المقربين إلى نوماند، التي أخرجت وكتبت عدد من أفلامه الأولى. بينما تشابلين لم يكن مستريحا لكونه ممثل لمخرجة، إذ رفض ذلك، وفي النهاية تمكن الإثنان من التغاضي عن الاختلافات بينهم، وصاروا أصدقاء بعد ترك تشابلين لكيستون.
انطلق مشوار تشابلن خلال فترة الأفلام الصامتة، بداية من الفيلم الكوميدي "أطفال يتسابقون في فينيس". أصبح تشابلين من خلال شخصية الصعلوك، وبسرعة أشهر نجوم كسيتون، شركة ماك سانات. استمر تشابلين في تمثيل هذا الدور في العشرات من الأفلام، حتى في بعض الأفلام الأطول لاحقا . كما أدى دور أحد أفراد شرطة كيستون في فيلم "ممسك العصابات" 1914.
عرفت شخصية الصعلوك في فترة الأفلام الصامتة، وقد أعتبر كشخصية عالمية، وعندما بدأت فترة الأفلام الناطقة، رفض تشابلن أن يجعل هذه الشخصية متحدثة. فكان إنتاج سنة 1931، أضواء المدينة صامتا. تقاعد تشابلين عن تأدية دور الصعلوك رسميا بعد "فيلم العصور الحديثة" (1936)، هذا الفيلم يعتبر نهاية الأفلام الصامتة.
كان الصعلوك رجل متشرد ذو أخلاق، ملابس وكرامة رجل شهم. إشترط شستر كوكلين على تشابلين ارتداء بزة رسمية، أما فورد سترلينغ فأشترط بدوره أن يرتدي حذاء حجمه 14، الذي كان يعتبر كبيرا جدا. كان على تشابلن ارتداءه كل من الفردين في المكان الغير ملائم أي بالعكس، ليجعل لهما دورا مرحا في الشخصية. ولقد قام بجعل الشنب مجعدا تبعا لماك ستان. إن الشيء الوحيد الذي إنفرد في اختياره تشابلن هو القبعة. شخصية الصعلوك لم تأبه إلا أن تحصل على شهرة كبيرة بسرعة لدى جماهير السينما.
اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج. في عام 1900 م، عندما كان الحادية عشرة، ساعد أخوه في أن يحصل على دور كوميدي في إيمائية سندريلا في مضمار لندن (London Hippodrome). في عام 1903 م شارك في العمل «جيم، غراميات كوكيني»، ثم تلا ذلك أول وظيفة ثابته له في شخصية بيلي، الطفل بائع الصحف، في شارلوك هولمز والذي عمل فيه حتى عام 1906 م. بعد ذلك عمل في استعراض «سيرك المحكمة» المنوع في كاسي، وبعد ذلك بعام أصبح مهرجا في شركة فرد كارنو الكوميدية «مصنع المرح».
أما سنة 1919 فقد شارك صحبة ماري بيكفورد، دوقلاس فايربانكس ود.و غريفيث بإنشاء اتحاد الفنانين.
تحصل تشابلين على المرتية الـ10 في ترتيب معهد الفيلم الأمريكي 100 عام و100 ممثل. أما سنة 2008، فقد قال مارتين سيف في استعراض كتابه حياة تشابلين: "تشابلين لم يكن مجرد "كبير" بل كان "عظيما". لكن سنة 1915، فقد خربت الحرب العالمية الكوميديا، الضحك. بقي تشارلي يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود أدولف هتلر… وكان لا يصدق أن شخصا قدار في تلك الفترة على الترفيه عن نفس الناس. لذلك قال عنه جورج برنارد شو : "انه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية". قلّد تشابلن شخصية هتلر ، وقال بعد تمثيله للشخصية في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator): مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا.
رحل ملك الضحك والسخرية في 25 كانون الأول 1977. رحل… وما زلنا نردد أشهر أقواله "يوم بدون سخرية هو يوم ضائع".