استشهاد ضابط وولديه وابن شقيقه بإطلاق النار عليهم من مجموعات إجرامية مسلحة مثلت بجثثهم..
لم يكن يدري العميد خضر التلاوي عندما اصطحب ولديه وابن شقيقه بسيارته الخاصة ليوصلهم إلى المنزل خوفا عليهم أنه سيرافقهم إلى الشهادة وأن أمهات أولئك الأطفال لن يروا فلذات أكبادهن ثانية بعد أن شيعهم الآلاف من أبناء حمص إلى مثواهم الأخير شهداء عند ربهم يرزقون.
العميد خضر كان حريصا على ألا يسلك طريقا جانبيا ليبعد الخوف عن الأطفال الثلاثة المعتادين على الأمان الذي تنعم به سورية إلا أن مجموعات المجرمين المسلحة التي تقطع الطرق وتزرع الرعب والفوضى فاجأت الرجل المتحصن بحرمة الدم وكان الموت وحده هو المتربص به وبالأطفال لأن المجرمين ليس لديهم هدف سوى إراقة الدماء وبث الخوف والذعر بين السكان الآمنين.
هذه المجموعات المجرمة المسلحة قتلت الأطفال و حاميهم بدم بارد ولم تكتف غريزة الغاب لديهم بإطلاق النار على الأبرياء بل لجؤوا إلى تقطيع الأوصال وتشويه الأوجه وكأن الله لم يقل من قتل نفسا بغير حق كانما قتل الناس جميعا وعلى قارعة الطريق سال الدم وسيسجل شارع كرم اللوز تلك الآهات المظلومة وهذه الجريمة الغريبة عن أبناء وطننا الغالي.
الأب و ولداه وابن شقيقه لم يكونوا الوحيدين الذين اصطادتهم رصاصات الغدر والحقد في حمص مساء أمس بل كانت هناك أسر أخرى على موعد مع الثكل واليتم بأيد لم تعرف يوما أنها تتربص بها وتحمل لها كل هذا الحقد فالعقيد معين محلا والرائد إياد حرفوش عاهدا أنفسهما والوطن على أن يحفظا أمن الناس فقدما روحيهما فداء للوطن وهنا ندرك أن من يستهدف أمن الوطن لابد أن يستهدف أولا أمن حماته الصادقين.
الرجلان استشهدا لكن دماءهما تصرخ في أذن من يرفض أن يسمع .. أنظر إلى دمائنا واسأل عن قاتلينا وبأي حجة وتحت أي عنوان.
دماء زكية وغالية سالت في مدينة حمص تسأل سافكيها بأي ذنب وماذا تريدون علها تجيب عن تساؤلات أم الشهيدين وزوجة الشهيد السيدة اقبال ابراهيم وابنتيها وابنها الثالث التي تقول .. من يسفك دم الناس الأبرياء ويقتلنا دون حساب ..من الذي حرمني من ولدي وزوجي.. ماذا فعلوا له ليقتلهم ..هم شهداء وهذا شرف ولكن من هو عدوهم ..هذا ما يجب أن نعرفه وأقول بأنه الشيطان.
وفي المكان تبدو شقيقتها غير مصدقة لما جرى ومصدومة من هذه الجريمة وتعزي نفسها بأن أربعة شهداء حملتهم أكف الأسرة اليوم ليؤكدوا أن الوطن أغلى وأبهى ويضعوا دماءهم الطاهرة أمانة في أعناق أبناء الوطن ورفاق الشهيد معتبرة أن من قتل مظلوما لابد أن يجد من ينصفه ويحاسب القتلة وهذا دور الجيش والقوى الأمنية التي تسهر على أمن الناس.
وبنبرة الحزن ذاتها يؤكد شقيق وصهر العميد الشهيد أن حمص كلها تشعر بفقدان الأمان بعد هذه الحادثة متسائلين هل نسمح لمجموعات مسلحة احترفت الإجرام وهم قلة في هذا الوطن أن تروعنا.. ألا يجب أن يأخذ كل منا دوره بدءا بالأفراد ووصولا إلى الجهات الأمنية فلنقض شهداء أو لنحرم من يريد النيل من أمن واستقرار سورية من الوصول إلى مراميه الدنيئة.
الدكتور غسان طنوس مدير المشفى الوطني بحمص يروي ما شاهد.. أجساد الشهداء تعرضت للتشويه والتمثيل بها باستخدام الأدوات الحادة و ذلك بعد الاعتداء عليهم بإطلاق الرصاص ..المشهد غير إنساني ..لم أر مثل هذه الافعال سابقا.
أما الأهالي في منطقة باب الدريب فكل مايعرفونه أن من يفعل ذلك لايظهر في النهار ..إنه أشبه بالخفاش ..يظهرليلا ..يقطع الكهرباء عن الحي ..يعبث بأمن الناس المسالمين ..و بعد ساعات نتابع الأخبار في الفضائيات فنسمع من يصفهم بدعاة الاصلاح .. ويوشك ان يبكي عليهم.
القصة لم تنته فالشهداء الأحياء يكملون سرد الرواية ..الشرطي الجريح في المشفى الوطني احسان السالم يقول انه توجه الى منطقة باب الدريب بمهمة لحفظ الأمن بعد أن اتصل الأهالي وطلبوا حمايتهم من المجموعات الاجرامية المسلحة التي تقتل بدم بارد وتقطع الطرق .. لدى وصولنا وجدنا نحو60 شخصا يحطمون السيارات والمحال ويخربون كل شيء أمامهم ..كانوا ملثمين فاجؤونا بإطلاق النار من كل الجهات ..يتعب الجريح من الكلام ليتابع زميل له في السرير المجاور ..عناصر المجموعات الإجرامية المسلحة أطلقت النار علينا من أسطح المنازل ومن الحارات ومن كل الاتجاهات ويكمل زميل من سرير آخر ..فاجأتنا سيارة سوزوكي.. هاجمتنا وبدأت بإطلاق النار دون تفريق بين أحد من الموجودين في المكان.
رح تضلو شهداء بعقولنا ودمكون باذن الله مارح يروح سدىورح تنمسك هالعصابات ويتمثل فيون العزاء لاهل الشهداء
ربي من عالي سماه يحميك ياسورية ويحمي ترابك وأحجارك وناسك …ربي يحميك ويديمك عزة وفخر للأمة العربية …ربي يرحم شهداؤك من المواطنين ومن الجيش …ولسه بيقولوا سلمية …..والله مؤامرة من أولها لآخرها ….يعني مين بدو يحكمنا ؟ عمار عبد الحميد المرتهن لإسرائيل أم خدام أم أنس العبدة…..سوريه لايحكمها إلا الأشراف …سورية لا يحكمها إلا العرب الحقيقيون والقوميون سورية لا يحكمها إلا بشار … حبيب الكل …زلشريف الطاهر الأبي الحنون ….السهل الممتنع …. بشار الغالي ….ربي يرضى عليه رضى كل الأمهات السوريات الشريفات العاشقات للوطن وترابه …ربي يحمي بشار وسوريا