دور الاخصائي الاجتماعي في المشافي النفسية وفق الواقع والممكن
تاريخ الخدمة الطبية الاجتماعية ومفهومها : يعد مفهوم الخدمة الاجتماعية من المفاهيم الحديثة وهو يتضمن ..
تدريب الاخصائي الاجتماعي المتخصص في فن الخدمة الاجتماعية وفي بعض الاحيان المتخصص في فن خدمة الجماعة بالمستشفيات والعيادات العامة أو العيادات الخاصة أو أي منشأة صحية لكي يساعد المرضى على الاستفادة من الخدمات الطبية المختلفة وتتميز الخدمة الاجتماعية الطبية بمساعدة المرضى وخاصة من النواحي العاطفية والمشاكل النفسية التي تؤثر على المريض في مرضه وعلاجه .فالمريض يحتاج إلى الرعايه ليس من النواحي الطبية فحسب بل من النواحي العاطفية والاجتماعية ..
وقد اعترف بالخدمة الاجتماعية الطبية في انكلترا عام 1880 , ثم انتشرت في مستشفيات العالم مع بداية القرن العشرين , أما في الدول العربية فقد نشأت في مصر عام 1940 , وفي العراق بدأ بتعيين باحثين اجتماعيين في مستشفيات الامراض العقلية عام 1965 ..
ويعتبر دور الاخصائي الاجتماعي في المجال الطبي وخصوصاً (الطب النفسي) عنصراً أساسياً في العلاج الطبي نظراً لما لمجتمع الفرد من دور هام في سوية المريض من الناحية النفسية
حيث يسعى الاخصائي الاجتماعي في المجال الطبي إلى:
– مساعدة المريض للوصول إلى الشفاء بأسرع وقت ممكن
– نشر الوعي والثقافة الصحية للوقاية من المرض
– التعاون مع المسؤولين لتقديم الخدمات المطلوبة للمرضى
– ربط المستشفى بالمجتمع الخارجي ومؤسساته
– تحقيق أهداف المستشفى من خلال ابتكار وسائل داعمة مثلاً:تصميم بروشور خاص يوضح خدمات المستشفى ودوره العلاجي , أو تصميم تقرير خاص بالخروج وآليته ..
وتأتي أهمية الخدمة الاجتماعية الطبية في المجال النفسي من خلال ملاحظة وجود مرضى مشكلاتهم وظروفهم الاجتماعية والنفسية واضحة التأثير في حالتهم المرضية .هؤلاء في حاجة إلى جهود الاخصائي الاجتماعي بشكل يعادل حاجتهم إلى الخدمات الطبية التي يفترض أن تقدم بمعزل عن خدمات الطبيب وهيئة التمريض وإدارة المستشفى , وفي الفترة الأخيرة تزايدت الأهمية لضرورة توسيع نشاط الخدمة الاجتماعية في مجال الصحة النفسية وخصوصاً بعد أن شمل مفهوم الصحة الإنسان ككل ولبيان ظهور أمراض جسمية يلعب العامل النفسي-الاجتماعي دوراً هاماً فيها مثل :
– متلازمة الأمعاء الهيوجة
– القرحة الهضمية
– بعض الأمراض الجلدية (الصدف)
– التصلب العديد (وهو مرض عصبي منشأه نفسي ) حيث تزيد كميات الهجمات فيه بحسب حالة المريض النفسية
وتزايد عدد المصابين بالأمراض النفسية والعقلية وقلة الكادر الاختصاصي الطبي 85 طبيب نفسي ل23 مليون سوري , حول واقع الطب النفسي في سوريا :
تحت عنوان (عندما لانعرف شيئاً عن 95% من المرضى النفسيين ) ذكرت صحيفة البعث الإحصاءات التالية بتاريخ 2/11/2009 مليوني مكتئب 200 ألف فصامي ..
/24/ عيادة تخصصية افتتحتها وزارة الصحة عام 2001
/3/ بحلب
/22/ عيادة رعاية أولية في الصحة النفسية تقتصر مهمتها على تقديم العلاج الدوائي فقط
والخلاصة 85 طبيب نفسي في سوريا
1200 سرير بين مستشفيي ابن خلدون وابن سينا في دمشق , دور الأخصائي الاجتماعي مع الفريق الطبي المعالج : الطبيب – الممرض – المريض – المجتمع الخارجي – المرشد النفسي ..
فالأخصائي الاجتماعي مسئول :عن تزويد الفريق الطبي المعالج بكل ما يهمهم معرفته من بيانات تتصل بحالة المريض وتفيد في تشخيص حالته وعلاجه , مسئول عن دراسته لبيئة المريض بما فيها عوامل تؤدي إلى الإصابة بالمرض ..
يشترك مع باقي الفريق الطبي المعالج في رسم خطة العلاج وتنفيذها وخاصة فيما يتعلق بالعلاج البيئي الاجتماعي وذلك من خلال العمل مع أسرة المريض وزملائه للتخفيف من حدة الضغوط البيئية الواقعة عليه
دور الأخصائي الاجتماعي مع المرضى :
*تقديم خدمات فردية لمن هم في حاجة إليها وهذا يتطلب أولا انتقاء نوعية هؤلاء المرضى ودراسة حالتهم دراسة معمقة ترتبط ببيئتهم من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والصحية ومن ثم توجيههم بحسب الاحتياجات المطلوبة ومتابعتهم بشكل دوري
*شرح وظيفة المؤسسة الطبية (المستشفى) ودور الكادر فيها
*بحث التاريخ المرضي لمساعدة الطبيب وتوجيهه في عمليات الفحص والتشخيص ورسم خطة محكمة العلاج
*إعداد المرضى لتقبل العلاج الذي يضايقهم ويزعجهم ويثير بعض المخاوف لديهم وخصوصاً بتأثيراته الجانبية (يؤدي تناول معظم مضادات الذهان لعجز جنسي قد يزول وقد لا ,كذلك تؤثر مضادات الاكتئاب على الوظيفة الجنسية والذي يتطلب وقتها إعطاء مرافقات وذلك بتبليغ الطبيب المعالج,وأيضاً تشتكي معظم النساء اللواتي يتناولن مضادات الذهان من زيادة في الوزن وأحيانا انقطاع في الدورة وهذا يعزز لديهن بعض الأوهام المرضية كوهم الحمل والولادة )
*تعليم المريض حقيقة المرض إذا لم يزعجه ذلك بعد استشارة الطبيب المعالج وتوضيح معنى الاصطلاحات الطبية التي تخيفه ومعاونته في تنفيذ الخطة العلاجية بدقة
*دراسة علاقات المريض ضمن محيطه الاجتماعي لرسم صورة عن خروجه وكيفية العودة لهذا المحيط
*تحويل المرضى وأسرهم إلى المؤسسات الاجتماعية الطبية الخارجية التي يمكنها أن تقدم لهم المساعدات المناسبة المرغوبة (وهنا لا يوجد أي صلاحيات لإجبار المؤسسات على التعاون وخصوصاً غير الحكومية )
*القيام بعمل أبحاث اجتماعية ذات هدف علمي للاستفادة من أكبر قدر ممكن من الخدمات التي يمكن أن تؤدى للمريض وذلك يتطلب تعاون كامل الفريق وخصوصاً الطبيب المسئول
*تمييز الحالات التي تحتاج إلى تتبع بعد ترك المستشفى ورسم خطة التتبع
وأخيراً تختلف أهمية دور الأخصائي الاجتماعي باختلاف طبيعة المرضى
دور الأخصائي الاجتماعي مع الكادر التمريضي :
يعتبر من أهم الأدوار وذلك لما للممرض من صلة قوية بالمريض ولاحتكاكه المستمر به ونظراً للفرصة المتاحة للممرضين لملاحظة المرضى والمساهمة في زيادة معرفة أعضاء الفريق الطبي وإسهامهم في تنفيذ خطط العلاج
حيث يمكنهم ملاحظة استجابات المريض لهذه الخطط بشكل أكبر من أي طرف
فيكون دور الأخصائي الاجتماعي متبادل مع التمريض عن طريق توضيح الأول لطبيعة علاقة المريض بأسرته وظروف مرضه ونوعية الزيارات وكمها المتاح بينما يقوم الثاني بتوصيل بعض التفاصيل الخاصة بالمرضى للأخصائي الذي لايمكنه المتابعة لفترات طويلة بسبب طبيعة عمله وعدم التواجد الدائم واللجوء للكتابة على اضبارته في حال عدم اللقاء نتيجة طبيعة الدوام لكلا الطرفين
دور الأخصائي الاجتماعي مع المجتمع الخارجي للمريض:
يرتبط الأخصائي الاجتماعي بعلاقات وثيقة الصلة مع المجتمع الخارجي كما يرتبط بعلاقات وثيقة مع مجتمع المستشفى مما يحتم عليه توظيف هذه العلاقات بالخطة العلاجية للمريض عن طريق:
*إجراء زيارات دورية للمؤسسات والهيئات التي يمكن أن تقدم خدمات للمرضى وخصوصاً الحالات الفردية التي تحتاج ذلك بهدف التعرف على نوعية الخدمات الموجودة وربطها بالخدمات المحتاجة لكل حالة حتى يستطيع فرز المرضى وتوجيههم
*من واجبات الأخصائي تناول بيئة المريض التي يراها ذات أثر سلبي عليه سواء كان ذلك بتعديل اتجاهات الأقارب أو بإحداث مايلزمه من عوامل خاصة (زيارات منزلية )وطبعاً مع مراعاة تقبل بيئة المريض لنوعية وحدود التدخل فلكل مجتمع ولكل أسرة خصوصيتها
*توضيح القوانين والأنظمة التي تحد من أهلية المريض النفسي والمريضة على وجه الخصوص ودواعيها وكيفية التعامل معها من حيث الوصاية والقوامة وكذلك المسؤولية أمام القانون
دور الأخصائي الاجتماعي مع المرشد النفسي:
هو دور مهم ولكن ليس مباشر.حيث يعتمد دور المرشد النفسي بشكل رئيسي على توجيهات الطبيب مباشرة فيما يحتاجه من نوعيات معالجة سلوكيه وترويحية وإذا وجد المرشد حاجة لمراجعة الأخصائي الاجتماعي كأن يفهم موقعه ضمن محيطه الاجتماعي أو موقف محيطه منه فيطلب تلك المعلومات الخاصة من الأخصائي الاجتماعي ويستفسر عن مدى تعاون الأهل أم لا , كانت تلك خطوط عريضة ومبدئية لتجربة جديدة من نوعها في مستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية قابلة للتطوير والتوسع بحسب الواقع الموجود والممكنات المتاحة حتى اللحظة الراهنة