الرئيس الأسد يستقبل فعاليات حلب الاقتصادية ووجهاءها…
نقلت أوساط من فعاليات حلب الاقتصادية أن الرئيس بشار الأسد أكد أمس خلال استقباله لوفد من المدينة وريفها ضم 40 من رموزها حرصه على حياة المتظاهرين وأصحاب المطالب وسلامتهم وأن قانون الإدارة المحلية الجديد سيحدث نقلة نوعية في الحياة السورية في كافة المناطق.
وذلك على حين أكد الوفد ضرورة حسم الدولة للأمور بسرعة والقضاء على الغوغائية والفوضى في الشارع.
وأوضحت المصادر أن «جو اللقاء كان ودياً وممتازاً للغاية وقد عبر فيه الرئيس الأسد عن حبه لمدينة حلب وأثنى على دورها وأشاد به في هذه المرحلة، وفي المقابل أكد الوفد أن شعب حلب شعب وفي، وهو يقف صفاً واحداً خلف الرئيس الأسد، وقالت: إننا نعتبر الرئيس الأسد حلبياً وأنه واحد منا وهذه هي قناعة أهالي حلب من جرابلس في الشمال إلى مدينة حلب إلى أبعد نقطة في الجنوب المحافظة».
وذكرت المصادر أن «اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين، كان مثمراً جداً، وشاركت فيه فعاليات حلب الاقتصادية من صناعيين وتجار ومزارعين ووجهاء وشيوخ عشائر وأساتذة جامعة شكلوا وفداً من 40 شخصاً من مختلف فعاليات حلب وريفها».
وعن أهم المواضيع التي طرحها الوفد قالت المصادر: «أكدنا وقوف الفعاليات الاقتصادية في حلب إلى جانب الرئيس الأسد في هذه المحنة وكافة المحن، وقلنا إنه مهما كانت الظروف فإنها لن تكون أسوأ من الظروف التي شهدتها سورية خلال حوادث الإخوان في ثمانينيات القرن الماضي». وإن كان اللقاء تطرق إلى المطالب التي ترفع خلال التظاهرات قالت المصادر: إن الموضوع الوحيد الذي فتحناه هو المطالبة بضرورة حسم الدولة للأمور بسرعة وأكدنا أننا مع الدولة ومع القضاء على الغوغائية والفوضى في الشارع، وأننا ضد الفتن والمطالب الخارجية والمؤامرات التي نعيها بالكامل، فنحن نريد الأمن والاستقرار.
وذكرت المصادر أن الرئيس الأسد أكد حرصه على دماء المواطنين جميعاً وليس فقط رجال الأمن والجيش وإنما حتى على حياة المتظاهرين وأصحاب المطالب التي اعتبر الوفد الحلبي البعض منها تعجيزياً وغير مقبول بالنسبة لأغلبية السوريين.
وبحسب المصادر تحدث الرئيس الأسد عن قانون الإدارة المحلية الجديد الذي سيحدث نقلة نوعية في الحياة السورية في كافة المناطق وسيعطي نوعاً من اللامركزية في التجمعات السكانية وسيكون أحد أولويات الحكومة، مشدداً على أن عملية التطوير والتحديث هي عملية مستمرة بشكل تشاركي مع النقابات والاتحادات.
وبينت المصادر أن أحد المداخلين قال: إن دول العالم عندما تدخل في ظروف مشابهة لما تمر به سورية حالياً تقوم بفرض حالة الطوارئ ولكن الأمر يسير هنا على العكس بما يدفع إلى التعجب.
فعقب الرئيس الأسد أنه يؤمن بالوصول إلى أفضل صيغة تحقق الرفاهية والحرية للمواطن السوري وهو ضد استعمال العنف ومع التعاطي السلمي وحرية المواطن والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وشددت المصادر على أن رسالة الوفد من اللقاء مع الرئيس الأسد هو «تأكيد أن هذه المرحلة بالذات ليست المناسبة لمزيد من المطالب، وإنما هي مرحلة تتطلب منا أن نقف صفاً واحداً وكلمة واحدة مع قيادة الرئيس الأسد مهما كانت الظروف، وعندما تنتهي الحالة التي تمر بها سورية فحينها يمكن استئناف المطالب المشروعة.
وتابعت: اتفقنا جميعنا قبل الزيارة على ضرورة التشديد لحسم الأمور وفرض هيبة الدولة، فقد بدأنا نعاني من مخالفات البناء والفوضى حتى شرطي المرور فقد هيبته وبالتالي فإن هذه كانت أولوياتنا في اللقاء.
وهذا هو الوفد الثاني الذي يستقبله الرئيس الأسد خلال الفترة الأخيرة من محافظة حلب حيث استقبل قبل ذلك وفداً من فعاليات ورجال الدين في مدينة حلب.
وبينت المصادر أن الوفد أكد خلال اللقاء أن فعاليات مدينة حلب تثق ثقة كبيرة بالاقتصاد السوري وهي التزمت بمواصلة عملها وتشييد المعامل وخلق فرص العمل.
واستمع الرئيس الأسد لرؤية فعاليات حلب الاقتصادية تجاه مستقبل سورية فتم التشديد على أن تتحول البلاد إلى قاعدة صناعية تصديرية لكل دول الجوار والعالم التي نرتبط باتفاقيات معها وذلك ضمن رؤية الرئيس الأسد الاستراتيجية للربط بين البحار الخمسة.
وقالت المصادر إن الوفد اقترح إقامة مناطق صناعية خاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة لحل مشكلة البطالة، كما تعهد الوفد بالعمل بشكل تشاركي مع الحكومة لتأمين قروض ميسرة لأصحاب هذه الفعاليات، ونقل أيضاً مطالب الأهالي بضرورة تخصيص أرض يقام عليها معرض دولي يليق بمحافظة حلب المعروفة بأنها العاصمة الاقتصادية للدولة إضافة إلى تحديث مطار حلب الحالي وبناء مطار دولي جديد، وبين الرئيس الأسد إمكان تنفيذ المطار الجديد عبر شركات عالمية عن طريق عقد «بي أو تي» كما يتم التجهيز حالياً لمطار دمشق الدولي.
كما كان من بين طروحات الوفد بحسب المصادر إقرار المخطط التنظيمي لمدينة حلب وقد وعد الرئيس الأسد خيراً لإنهاء هذا الموضوع، وقالت المصادر: تطرقنا أيضاً إلى ضرورة إلغاء قانون الاستملاك رقم 26 الذي لا يخصص للمالك سوى 11 بالمئة من أرضه واستبداله بقانون تجميل المدن رقم 9 الذي ينص على أن الدولة تأخذ ما تحتاجه للطرق والمرافق العامة ويبقى الباقي لصحاب العقار.
وذكرت المصادر أنه تم الحديث أيضاً عن أمور خدمية خاصة بالزراعة من قبيل تخفيض أسعار المازوت وقد أوضح الرئيس الأسد أن الموضوع قيد الدراسة، كما طالب الوفد بالسعي لتأمين قنوات الري لبعض المناطق في ريف حلب.
واعتبرت المصادر أن اللقاء كان مثمراً جداً وقد أصغى الرئيس الأسد لطروحات الوفد وناقشها وكان مسروراً جداً، ما ترك انطباعا وصل إلى درجة الدهشة لدى الحضور الذين زاد حبهم له أكثر من ذي قبل.
ولم تبث وكالة الأنباء السورية خبر اللقاء وأخبار اللقاءات السابقة، وذكرت المصادر أن الرئيس بشار الأسد يستقبل يومياً وفداً من فعاليات المحافظات السورية والمختلفة ويستمع منهم مباشرة إلى أهم المشكلات الواجب معالجتها ومن المتوقع حسب مصادر في محافظة إدلب أن يستقبل اليوم الرئيس الأسد وفداً من أهالي هذه المحافظة.
لقد سقط القناع …