27 نيسان اليوم الوطني لجبهة التحرير الفلسطينية شكل علامة بارزة في النضال التحرري
لقد شكل السابع والعشرون من نيسان علامة بارزة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني ، وشكلت انطلاقة جبهة التحرير الفلسطينية بالعودة الى اسمها بعد الانتفاضة الثورية لقيادة وكوادر وقواعد الجبهة عام 1977 على نهج التبعية
والوصاية الذي حاول البعض حرف مسيرتها عن خطها الوطني الديمقراطي ، وجددت رؤيتها المتمسكة بالمبادئ والأهداف التي انطلقت من اجلها وقدمت في سبيل ذلك التضحيات الجسام ، حيث ارادت من خلال ذلك ان تؤكد على نقطة تحول في مسيرة الكفاح الذي يخوضه الشعب الفلسطيني.
ومع بزوغ فجر السابع و العشرين من نيسان، توقد جبهة التحرير الفلسطينية شمعة جديدة في مسيرة كفاحها الوطني على طريق تحرير الأرض والإنسان، حيث مثلت محطة نوعية بارزة في تاريخ شعبنا وفي مسيرة ثورته المعاصرة حيث تواجدت جبهتنا في قلب كل المعارك التي خاضتها ثورتنا الفلسطينية المعاصرة في جميع ساحات النضال .
إن جبهة التحرير الفلسطينية هي "جبهة الشهداء" ففي العام 1959 اتفقت مجموعه من الشباب الوطني الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات علي تأسيس جبهة التحرير الفلسطينية كتنظيم مقاتل يعتمد علي الكفاح المسلح طريقا وحيدا لتحرير فلسطين من العدو الصهيوني ، وقد مرت الجبهة بتجارب سياسيه وتنظيميه واسعة وكان السابع والعشرين من نيسان واحده من المحطات المصيرية في تطوير الجبهة التي مثلت جزء كبيرا من تاريخ شعبنا الفلسطيني وتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وفي تاريخ حركات التحرر العربية، وقد شاركت جبهة التحرير الفلسطينية في معارك الدفاع عن الثورة الفلسطينية وتميزت الجبهة في النضال ضد العدو الصهيوني ، وقد نفذت سلسله من العمليات البطولية النوعية منها أول عمليه اقتحام استشهادية كبري لأوكار الغزاة الصهاينة في مدينه الخالصة المحتلة وعمليه الإنزال البحري علي شواطئ مدينه نهاريا البطولية والتي قادها الأسير المحرر اللبناني العربي الفلسطيني سمير القنطار وعمليه نابلس وبريختا والطيران الشراعي والمنطاد الهوائي والسفينة أكيلي لارو والقدس البحرية وعمليه القدس الاستشهادية والعديد من العمليات الاخري من خلال المدرسة النضالية الخاصة التي كانت بإشراف الرفيق القائد الوطني والقومي الامين العام الشهيد محمد عباس "أبو العباس" والقائد العسكري للجبهة الرفيق القائد "سعيد اليوسف" الذي فقد وهو يقاوم العدو الصهيوني في جبل لبنان الأشم في عام 1982، والرفيق القائد ابو العز الذي فقد اثناء الاحتلال الامريكي للعراق .
كما ناضلت من أجل حماية منجزات ومكتسبات شعبنا وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا ودافعت عن قرارها الوطني المستقل، وعن المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بحق عودة اللاجئين من أبناء شعبنا الى ديارهم و ممتلكاتهم التي شردوا منها وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. اليوم، ونحن نوقد شمعة الانطلاقة المتجددة احتفالا باليوم الوطني للجبهة نؤكد على أن الجبهة ستظل وفية للدلالات و المعاني التي مثلها السابع والعشرين من نيسان وفاء لجماهير شعبنا وشهدائه وجرحاه واسراه وكل أنّات الأمهات الثكالى ، ستظل وفية للمبادئ و القيم التي جسدها قادتها الشهداء الكبار الامناء العامين المؤسس القائد أبو العباس الذي اغتالته يد الاجرام الصهيونية والامريكية في العراق بعد عام من اعتقاله ، ورفاقه طلعت يعقوب ، أبو أحمد حلب ،والقادة فؤاد زيدان ، مروان باكير ، خالد الأمين ، حفظي قاسم ، سعيد اليوسف ، عز الدين بدرخان ، وجهاد حمو ، وابو عيسى حجير ، وكل شهداء الجبهة والشعب والثورة وفي مقدمتهم الشهيد الخالد القائد ياسر عرفات ، والشهداء القادة ابو جهاد الوزير / الحكيم جورج حبش ، الشيخ أحمد ياسين، سمير غوشه ، بشير البرغوثي ، أبو علي مصطفي ، فتحي الشقاقي ، حيدر عبد الشافي ، عبد الرحيم أحمد ، زهير محسن، فضل شرور، وعشرات الآلاف الذين حملونا أمانة الوفاء للأهداف التي ضحوا من أجلها.
إن جبهة التحرير الفلسطينية كانت رائدة في مسيرة الكفاح الوطني التحرري الذي يخوضه الشعب الفلسطيني، ومن هنا تكتسب مناسبة اليوم الوطني كفصيل رئيسي مكافح ومناضل العمل من اجل تحقيق انهاء الانقسام وانهاء الاحتلال، ليصبح شعارا رئيسيا لدى كل الفصائل القوى الفلسطينية بعيدا عن المنطق المزيف الذي نسمعه من قبل البعض في الساحة الفلسطينية، فتؤكد على تمسكها بخيار المقاومة بكافة اشكاله بمواجهة عصابات نتنياهوا وقطعان مستوطنية الذين يغتصبون الارض والمقدسات، ومجرم من يعبث بحقوق الشعب الفلسطيني.
ومن هنا شقت جبهة التحرير الفلسطينية طريقها وتحمل امانة شهدائها القائد الوطني المناضل الدكتور واصل ابو يوسف، هذا القائد الذي يتابع مسيرة الجبهة ليؤكد على استمرار مسيرة الكفاح والنضال من اجل تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني،فله منا الف التحية في اليوم الوطني لجبهتنا هو ورفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية وعموم قيادة وكوادرومناضلي واعضاء جبهة التحرير الفلسطينية .
أما ما يخص العلاقات الداخلية مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بشكل خاص وفصائل العمل الوطني والإسلامي بشكل عام، فقد غلبت الجبهة دوماً التناقض الرئيسي مع العدو على التناقضات الثانوية، انطلاقاً من كون ان المنظمة هي البيت والوطن لكل الفلسطينين ـوهي القادرة على توحيد طبقات الشعب وفصائله الوطنية والإسلامية في وجه العدو.
ومن هنا ندرك في هذه المناسبة اهمية تعزيز الوحدة الوطنية لانها تعتبر أقصر الطرق للانتصار الحاسم على العدو.
ما زلنا نعتقد أن جبهة التحرير الفلسطينية ومعها كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية قادرة على تحريك الشارع الجماهيري لانجاح الحوار الوطني الشامل على اساس مبادرة الرئيس محمود عباس وعلى قاعدة وثيقة الوفاق الوطني واعلان القاهرة من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة تؤكد على الثوابت وتحفظ حق المقاومة بكافة اشكالها واجراء انتخابات رئاسية و تشريعية وللمجلس الوطني الفلسطيني، لأن الشعب هو المصدر الرئيسي لكل السلطات في النظام السياسي الفلسطيني.
وفي هذه الايام التي نرى فيها الثورة العربية من اجل التعيير الديمقراطي والتي شكلت فيها ثورتي مصر وتونس نموذجا ثوريا فيها ، نؤكد في جبهة التحرير الفلسطينية كفصيل فلسطيني عربي اممي له تاريخ ثوري يشهد له كل مناضل، وله رصيد كبير لدى الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله، ومكانة عالية في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، ان من حق الشعوب العربية ان تنادي بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومواجهة الفساد، والتي تراها ضرورية لتأمين ممارسة ديمقراطية سليمة وشفافة تضمن حق التعبير عن الراي وممارسة العمل السياسي بشكل حر.
وغني عن القول ومن موقع الحرص على الثورات الشعبية العربية نحذر من المشروع الاميركي ـ الاسرائيلي الرامي الى تفتيت المنطقة وبناء شرق اوسط جديد يضمن تفوق اسرائيل وهيمنة اميركية على مقدرات المنطقة، وهذا يتطلب من كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية العربية التوحد من خلال العمل بمنطق وطني ديمقراطي وعدم المراهنات على المشاريع الأميركية ووعودها التي لا تصدق إلاّ في سرقة ثرواتنا وفي الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني، والتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال استخدامها الفيتو على اي مشروع في مجلس الامن الدولي ، او في المؤسسات الحقوقية والانسانية والدولية ، وتقدم كافة اشكال الدعم لكيان الاحتلال .
وختاما لا بد من توجيه التحية لرفاقنا الاسرى وفي مقدمتهم عميد اسرى الجبهة محمد التاج ورفاقه وشادي غالب أبو شخيدم ،ووائل حجازي وشادي أبو شخيدم ،ومعتز محمد الهميوني، وجميعهم محكومين بالسجن المؤبد (6) مرات ، والى المناضل الصامد القائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , والقادة المناضلين مروان البرغوثي وابراهيم ابو حجلة والشيخ محمد السعدي والشيخ حسن يوسف وباسم الخندقجي , وكل الأسرى والمعتقلين القابعين في السجون والمعتقلات الصهيونية دون استثناء.
رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية
عباس الجمعة