العطار : البرجوازية الوطنية في خدمة استقرار سورية…ولابد من تكريس التواصل
أعلن الدكتور عبد الرحمن العطار , أحد أكبر رجال الأعمال في سورية أن أهل دمشق وتجارها لا يتعاملون مع المجهول…في إشارة إلى رفضه وككل تجار دمشق إلى المتطرفين, وقال: نحن نتعامل مع الحقيقة …والحقيقة هي القيادة والدولة السورية القوية صاحبة الإمانة في الحفاظ
على الوطن والمواطنين.
وقال في تصريح لسيرياستيبس: إن هناك دور كبير وأساسي للبرجوازية الوطنية التي استمرت في البلد في كافة الظروف ومارست دورها ضد كل من واجهها, وها هي تعلن مرة أخرى وقوفها إلى جانب الوطن وقيادته في وجه كل من يحمل السلاح ويستهدف أمن واستقرار البلد.
لذلك لا بد المواجهة ما يعترض البلاد من القيام بنقلة نوعية تراعي التطور العالمي المتسارع…فنحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ولا بد من أن نمشي بالسرعة المطلوبة .
العطار والذي يعرفه الجميع بأنه واحداً من رجال الأعمال الذين اختاروا استثمار أموالهم داخل البلد وفي كافة الظروف, قال: إن الإصلاح بحاجة إلى قفزات سريعة…و واسعة في آن معاً, والأمور لم تعد تقاس بالسنوات بل بالأيام , لذلك لا وقت نضيعهُ…والجميع عليه تحمل المسؤولية كلٍ من مكانه.
العطار أكد: أن مجتمع رجال الأعمال والتجار يشاركون أبناء الوطن التفاؤل بأن سورية ستخرج من أزمتها أكثر قوة …
إلا أن المهم في الأمر هو متابعة الخطوات الإصلاحية بشكل متواصل أكثر من الأول, موضحاً أن الشعب السوري لديه ثقة كبيرة بالرئيس بشار الأسد وبخططهِ للإصلاح.
العطار دعا: المسؤولين الحزبيين إلى أخذ دورهم بحيث يكونوا أكثر التصاقاً بالشارع وبالناس وأن يستخدموا مفردات جديدة في تعاملهم مع مرحلة تجد فيها كل الأفكار قناةً كي تصل وتعبر دون أن يتمكن أحد من معها….!؟
ومن هنا…تمنى العطار ومع الظروف التي تمر بها البلاد ومع عدم قدرة الكثير من المسؤولين في الحكومة ومواقع إدارة الشأن الاقتصادي والخدمي على التواصل مع الناس وتلبية طموحاتهم…تمنى العمل على القيام بثورة إصلاحية في المجال الإداري والعمل على الاستعانة بالممثلين الحقيقيين للناس على اختلاف فعالياتهم وإبعاد أولئك الذين احتلوا مواقع كانوا أقل من القدرة على شغلها كما يجب, الأمر الذي تسبب في الكثير من الأخطاء.
داعياً إلى إيجاد أناس يمثلون هذه الفعالية أو تلك من داخلها وليس من خارجها فهذا من شأنه أن يساعد في خلق حالة تواصل تقوم على أساس من المعرفة للحاجات والمطالب.
العطار وفي رده على سؤال لسيرياستيبس: لم يشجع ما طلبته بعض المصارف برفع الفائدة إلى 9.5 % لأن ذلك سيؤثر سلباً على الأسواق ويدخلها في الجمود…ولأن المرحلة تتطلب ضخ سيولة في السوق وليس تجميدها بأي شكل كان….ومن هنا أرى أن الحل في هذه المرحلة يكمن في السوق عبر التوجه لبناء مدارس, شق شوارع, إقامة مشاريع زراعية وإنتاجية تستقطب فئة واسعة من الناس.
لافتاً في هذا السياق إلى ضرورة التركيز على المشاريع الزراعية وتحديداً في المنطقة الشرقية, وذلك عبر دعم أهالي المنطقة وتسهيل حصولهم على أبقار لتربيتها (على سبيل المثال) وذلك بالتوازي مع إقامة حلقات الإنتاج المرتبطة بتربية الأبقار من قبل الأهالي أنفسهم عبر تقديم قروض ميسرة لهم تمكنهم القيام بكافة حلقات العمل بما فيها التسويق ,وهذا ليس حل إسعافي وإنما حل لبلد يزيد كل عام 500 ألف نسمة وحيث لابد من زيادة الإنتاج لتأمين الطلب المتزايد على الغذاء.
وأضاف العطار: إن كنت قد ذكرت المنطقة الشرقية فلأنها الأكثر قابلية لتكون خزان غذائي رئيسي لسورية وفي الوقت نفسه رفع مستوى معيشة المواطن هناك عبر تثبيته في أرضهِ على أرضية توفر سبل الحياة الكريمة لهُ.
وتابع العطار حديثهُ: إذاً الهدف الأساسي الآن هو زيادة الإنتاج ورفع الإمكانيات التصديرية للاقتصاد السوري.
هذا وبين العطار في رده على سؤال: أن من يُهرِّب العملة خارج البلد هم تجار العملة وبعض المسؤولين والمتنفذين الطفيليين الذين يحاولون الثراء في الأزمات على حساب الوطن.
وهنا أستطيع أن أؤكد أن السحوبات كانت محددة جداً لذلك أعتقد ويشاركني الكثيرين أن مصلحتنا جميعاً أن نزيد من تشبثنا بالبلد عبر المزيد من العمل وإقامة المزيد من المشاريع, لذلك فأموالنا إما في المصارف السورية أو في دورة الإنتاج, وأعتقد أن ما لدينا من مال في بيوتنا إنما لتلبية احتياجاتنا الحياتية لذلك أدعو إلى عدم لعب دور سلبي عبر المراهنة على الليرة, فالاقتصاد السوري قوي والمصرف المركزي السوري نجح في إدارة الأزمة لمصلحة استقرار وقوة الليرة عبر تحصينها وتلبية احتياجات السوق من الدولار.
وعاد العطار ليؤكد : ليس أمام سورية إلا خيار التنمية عبر ضخ سيولة في الاقتصاد لتحريك عملية الإنتاج وإشراك أكبر عدد ممكن من السوريين فيها وفي كافة عموم سورية, داعياً إلى الإعلان عن المناقصات وإتاحتها أمام الجميع وعدم حصرها بجهة واحدة وأن يكون المعيار هو الكفاءة والجودة.
فهذا من شأنه أن يفتح مجالات العمل أمام الكثيرين لافتاً إلى أنه لا يرى مانعاً من التمويل بالعجز على اعتبار أن سورية من أقل الدول عجزاً قياساً بالدول الأخرى, وبالتالي لديها هامش جيد للتمويل بالعجز.
أخيراً و للذكرى: فإننا ننشر فيما يلي جزءاً من خطاب الرئيس الراحل " حافظ الأسد" مخاطباً فيه تجار دمشق بعد وقفتهم الوطنية عقب أحداث الإخوان عام 1980.
يقول الرئيس حافظ الأسد:
" وفي هذا المجال لابد لي من على هذا المنبر من أن أشكر وأحيي غرفة تجارة دمشق وتجار دمشق على موقفهم الوطني الذي عبّروا عنه هذا اليوم في برقيتهم وبيانهم الذي أصدروه وأظهروا فيه تمسكاً بالمصلحة الوطنية, وفهماً حقيقياً لهذه المصلحة الوطنية, وكانوا صادقين مع أنفسهم, ومع وطنهم في هذا الموقف, وعندما عبروا عن فهمهم لغيرة الثورة على مصلحة مجموع المواطنين.
دمشق أيها الأخوة وليس من قبيل المجاملة عاصمة التاريخ, عاصمة العرب ستظل إلى الأبد موضع فخرنا واعتزازنا. دمشق ستظل أبداً عاصمة الوطنية والعروبة والإسلام."
هذا وعلمت سيرياستيبس أنه يجري حالياً التحضير لوفد من تجار دمشق لمقابلة السيد الرئيس بشار الأسد للتحاور في موضوع دفع الإصلاحات وتحريرها من أية عراقيل قد تواجهها..