جيش سورية المالي.. قوة جديدة تفرض نفسها في الاقتصاد
بعد تدخل الجيش العربي السوري لردع المسلحين والمجرمين والمخربين وملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم، وبعد «جيش سورية الإلكتروني» المكون من شباب وشابات داخل وخارج سورية يعملون ليلاً ونهاراً لصد
الهجمات الإعلامية على موقع «فيسبوك» ومواقع إخبارية عربية وأجنبية، برز منذ ظهر الخميس الماضي جيش من نوع جديد سنطلق عليه «جيش سورية المالي» مكون من مجموعة كبيرة من رجال الأعمال مهمته التدخل لصد الهجمات التي تتعرض لها الليرة السورية والدفاع عنها ومؤازرة مصرف سورية المركزي في عمله.
وفي حين لا تزال الأسماء مغفلة، أكد عدد من العاملين في السوق المالي السوري أن يوم الخميس الماضي شهد تدخلاً كبيراً من مجموعة من رجال الأعمال تمكنت خلال ساعات من تخفيض سعر صرف الدولار من 54 ليرة سورية لكل دولار إلى 50 ليرة.
وقال صناعي سوري رفض الكشف عن هويته في الوقت الحالي، إنه تلقى ظهر الخميس اتصالاً من أحد الصرافين عرض خلاله حوالة مالية بقيمة 70 ألف دولار أميركي بسعر 55 ليرة سورية لكل دولار، وحين سأل الصناعي عن هوية صاحب الحوالة وعرف اسمه، شتم الصراف وأنهى المكالمة.
وقال الصناعي: قام الصرافون يوم الخميس برفع سعر الدولار وتخفيض قيمة الليرة السورية ما استدعى تدخلاً قوياً من قبل مصرف سورية المركزي الذي بادر إلى ملاحقة المتلاعبين وتوقيفهم، وأضاف: لكن المفاجأة الكبرى التي كان لها الأثر المباشر على الأسواق، كانت في تدخل مجموعة من رجال الأعمال وقيامهم بشراء كميات هائلة من الليرة السورية لساعات ما أدى إلى رفع قيمة الليرة السورية وتراجع سعر الدولار إلى 51 ليرة مساء الخميس و50 السبت وأمس بقي مستقراً بين 49 و50 ليرة سورية لكل دولار.
وعند سؤال عدد من رجال الأعمال والصناعيين عن حقيقة ما حصل الخميس أكد الجميع أن ذلك اليوم كان يوم «الدفاع عن الليرة السورية بامتياز» أما يوما السبت والأحد فكانا من أجل وضع الآليات وتنسيق الخطط وتنظيم مجموعات من رجال الأعمال ستكون مهمتهم اعتباراً من اليوم الدفاع عن العملة الوطنية في كل المدن وداخل وخارج سورية.
كما أن هناك مجموعة من رجال الأعمال تعهدت «محاربة وإفلاس كل من تسول له نفسه التلاعب بالعملة الوطنية»، وقال أحد رجال الأعمال واعداً بالكشف قريباً عن أسماء أعضاء المجموعة إننا «لن نسمح لأحد بالتلاعب بالعملة الوطنية فهي مثل العرض ومن يتعرض لها فسيكون عليه دفع الثمن غالياً»، وأضاف: «كما يحارب جيشنا الباسل في عدد من المحافظات فنحن أيضاً سنحارب، الكل في قطاعه واختصاصه، وجميعنا مسؤول عن حماية الاقتصاد الوطني والدفاع عن الليرة السورية التي تشكل الضمانة لنا ولكل شباب وأطفال سورية».
وعن الآليات التي يعملون من خلالها لدعم الليرة، قال: «تدخلنا الخميس لمؤازرة مصرف سورية المركزي، لكن منذ أول أمس السبت وضعنا آلياتنا الخاصة وغير التقليدية التي ستتيح لنا مساحة أكبر من حرية التحرك والتدخل بشكل أسرع لكشف المتلاعبين ومحاربتهم».
وعن إمكانية أن ينضم أعضاء جدد للمجموعة، قال رجل الأعمال: «الباب مفتوح لكل من يريد أن يخدم وطنه ويساهم في حماية اقتصاد سورية، ومن يرد أن ينضم فسيعرف حتماً كيفية الاتصال بنا».
وختم حديثه قائلاً: هناك من يقدم البنين فداء للوطن فما قيمة المال الذي سنقدمه أمام تضحيات الشعب السوري الجسيمة، فنحن مؤمنون وكما جاء في كتاب اللـه عز وجل بأن المال والبنين زينة الحياة الدنيا، فنحن سنزين بإذن اللـه تعالى سورية بمالنا وبنينا ولن نسمح لأي كان أن يتلاعب بمستقبل سورية والأجيال القادمة».
وأكد مصرف سورية المركزي خبر توقيف 27 صرافاً غير مرخص بعد ظهر الخميس ووجه تنبيهاً حاداً لكل من يتلاعب بقيمة الليرة مؤكداً في الوقت ذاته قوة العملة السورية.
وفي المعلومات التي توفرت فإن خسائر كبيرة لحقت بعدد محدود من رجال الأعمال الذي سارعوا إلى شراء الدولار بسعر عال صباح الخميس دون أن يتبين إن كان هؤلاء ضحية الصرافين أم من الذين حاولوا التلاعب بقيمة الليرة.