حجاب يطلع ميدانيًا على فيضانات الحسكة
القادم إلى منطقة اليعربية و تل حميس يحسب أن المنطقة واقعة على شواطئ أحد البحار، هذا ما شاهدناه خلال زيارة وزير الزراعة الدكتور رياض حجاب للاطلاع ميدانياً على الأضرار بتلك المنطقة المنكوبة
التي داهمتها السيول على حين غرة ، والتي تحولت لبحر مترامي الأطراف وخلف أضراراً بشرية ومادية كبيرة لـ 27 قرية، أكثرها تضرراً القرى الواقعة بين الحدود مع العراق والطرف السياسي .
وقد كانت بداية الجولة بتعزية ذوي الأطفال الذين لقوا حتفهم من الفيضانات بعدها تابع حجاب ومحافظ الحسكة معذى نجيب سلوم وحماد سعود رئيس الاتحاد العام للفلاحين ومديري مؤسسة إكثار البذار ومؤسسة الأعلاف والموارد المائية وعدد من المديرين المركزيين بالوزارة وعدد من المسؤولين في الحزب والدولة بمحافظة الحسكة جولتهم، واطلعوا ميدانياً على الأضرار التي أصابت الأراضي الزراعية.
والتقوا خلالها المواطنين واستمعوا لملاحظاتهم حول هذه الكارثة وشرح مفصل عن معاناتهم وسبل التخفيف من أضرارها.
وبعد الاستماع لهم اتخذ وزير الزراعة عدة قرارات كان من أهمها منح مقنن علفي كامل لمربي الثروة الحيوانية بالمجان لما يقارب /63/ ألف رأس من الماشية، وصرف مليون ليرة لشراء الأدوية والملابس والأواني المنزلية وبعض الحاجيات الأخرى، وتقديم /230/ رأس غنم لتوزيعها على المتضررين، إضافة إلى تقديمه مبلغ رمزي لذوي الأطفال. ووافق على عدد من الطلبات المحقة للأخوة المواطنين في تلك المنطقة، ووجه بتشكيل لجنة لحصر الأضرار للتعويض على المتضررين الذين فقدوا ماشيتهم أو محاصيلهم الزراعية أو الذين تضررت آبارهم ومنازلهم .
وبعد الاطلاع على أوضاع المنطقة المنكوبة أكمل د. حجاب جولته متجهاً إلى عين دوار، حيث اطلع على سير العمل بالمشرع واستمع إلى شرح مفصل من القائمين على المشروع عن أهمية المشروع والمناطق التي سيخدمها بالمستقبل وانعكاسه الإيجابي على تطور الزراعة وعلى أهالي المناطق التي ستستفيد منها.
وبعد جولة وطنية بكل معنى الكلمة اتجه الوزير وصحبه إلى مدينة الحسكة حيث ترأس على الفور اجتماعاً للأسرة الزراعية واللجنة و الزراعية الفرعية بمحافظة الحسكة.
وبدأ الوزير اجتماعه مطمئناً الفلاحين خيراً بالمرحلة القادمة التي ستكون زراعية بامتياز، وذلك تنفيذاً لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لإعطاء القطاع الزراعي الأولوية.
وأبدى عن تفاؤله بموسم زراعي جيد وخاصةً بعد الهطولات المطرية مؤخراً، والتي حسنت الوضع العام لمحصولي القمح والشعير .
وأشار د. حجاب إلى أنه سيصدر قرارات سيعطي بموجبها المزيد من التفويضات للمحافظين ومدراء الزراعة للتخفيف من الأعباء على مواطنينا ومزارعينا لأن هدفنا الأول سيكون الفلاح.
وأوصى الأسرة الزراعية التمسك بالعائدين إلى الحسكة الذين تركوا أراضيهم بسبب الجفاف خلال السنوات الماضية من خلال الاهتمام بهم و تقديم كل الخدمات لهم.
وأكد على اهتمام الوزارة بالبحوث العلمية الزراعية وحثها على العمل الدؤوب لاستنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية ومردودية عالية ولكافة المحاصيل.
وشدد د. حجاب على أهمية التحول نحو الري الحديث وضرورة تنفيذ كامل الخطة المقررة للتحول للري الحديث مذكراً بالتسهيلات التي أعطتها الحكومة لأبناء المناطق الشرقية بهذا الخصوص ، وطلب من القائمين على المشروع تقريراً شهرياً عن نسبة التحول نحو الري الحديث.
وقد وافق الوزير بنهاية الاجتماع على إعفاء المساحات الصغيرة من القطن من الترخيص والموافقة على تنظيم زراعة القطن حتى 15/5/2011 والموافقة على زراعة الخضار في منطقتي الاستقرار الثالثة والرابعة .
جاء ذلك بعد استماع الوزير إلى أعضاء الأسرة الزراعية والاطلاع على مقترحاتهم وكيفية النهوض بهذا القطاع بالحسكة والتغلب على المشكلات التي تواجهه .
الأضرار وأوضاع المنطقة
الشيخ عبد السلام الجربا وعدد من السكان في منطقة جنوب الرد ممن شهدوا هذه الفيضانات أكدوا أن ما حدث في منطقة جنوب الرد سببه أن الساتر الترابي الذي تم إنشاؤه على خط الحدود بين العراق وسورية لم تراع فيه شروط الأمان وقوانين الطبيعة واتجاهات الوديان التي عادة ما تفيض بمياه الأمطار التي تجمعها سفوح جبل سنجار.. هذه الوديان فاضت هذه المرة ربما بشكل أغزر من السنوات السابقة ونتيجة هطول أكثر من 105 مليمترات خلال يوم واحد تجمعت المياه القادمة من الوديان خلف الساتر، الذي شكل سداً بارتفاع ثلاثة أمتار, ومع ضغط المياه انهار الساتر واندفعت المياه باتجاه القرى في الطرف السوري، وداهمت السكان عصر يوم السبت وسفحت في الأرض السهلية مشكلة سيلاً بعرض يقارب عشرة كيلو مترات.
وأضافوا أن المسؤولين في المحافظة وفي مقدمتهم السادة المحافظ معذى نجيب سلوم وأمين فرع الحزب ناصر عبد العزيز والدوائر الخدمية والإدارية وحقول النفط وفوج الإطفاء ودائرة الإنقاذ في مديرية الحراج بدير الزور ومتطوعو فرع الهلال الأحمر، جميعها سارعت ومن خلال آلياتها الهندسية والزوارق المطاطية والآلية بالعمل على البحث عن الأطفال الغرقى، إضافة لتقديم الخدمات الصحية وتوزيع السلال الغذائية وخيم الإيواء الجماعي والحرامات وغيرها من المستلزمات للمواطنين عبر الزوارق، كما تدخلت حوامتين تابعتين للجيش العربي السوري لإيصال المؤن الغذائية والمستلزمات الاسعافية للسكان في القرى، التي حاصرتها المياه ليومين في حين تولت الآليات الهندسية الثقيلة العمل في المنطقة ومن كافة الجهات للتخفيف من آثار الفيضان على الأهالي .
حادثة غرق الأطفال الخمسة الأخوة كما رواها شريف قويز والد الأطفال وقعت مساء يوم السبت عندما فوجئ وزوجته بالمياه تندفع إليهم من جهة الشرق فهم بحمل ثلاثة من أطفاله فيما حملت الأم اثنين وأسرعا بالاتجاه الآخر لكن دفقة من المياه واجهتهم من الطرف الآخر ومع ارتفاع المياه بشكل متسارع لم يتمكن من الإمساك بالأطفال لمدة طويلة مع صعوبة الحركة فسقطوا منه واحداً تلو الآخر وكذلك حصل مع زوجته, وفي صباح اليوم التالي تم انتشال جثث ثلاثة من الأطفال الغرقى وبعد الظهر تم انتشال أثنين من قبل عناصر فوج الإطفاء بالحسكة ومجموعة الإنقاذ التابعة لمديرية الحراج بدير الزور.
الأضرار التي سببتها الفيضانات لم يتم حصرها بشكل دقيق من قبل اللجان التي تم تشكيلها لهذا الغرض، لكن في المجال الزراعي أوضح المهندس حسين بكور مدير الزراعة والإصلاح الزراعي أن الأضرار التي سببتها الفيضانات هي / 205/ هكتارات بنسبة ضرر 100% جرفته المياه , و/592/ هكتار من القمح المروي بسبة ضرر 100 % , ومساحة /131/ هكتار شعير مروي نسبة الضرر فيها 100% وهناك مساحات تضررت جزئياً.
وهناك مؤشرات على تهدم عشرات البيوت وخاصة الطينية منها وتلف مخازن الأعلاف ونفوق رؤوس ماشية سيتم حصرها خلال أيام من قبل لجان تم تشكيلها لهذا الغرض.
كما أدت الفيضانات الى تخريب أجزاء عديدة من طريق عام الحسكة اليعربية وعبارات، خاصة في المنطقة الممتدة من مفرق قرية تميم وحتى مشارف ناحية اليعربية، حيث جرفت المياه جوانب الطريق, في حين انقطعت محاور الطرق الفرعية بين القرى اليرموك وتهامة وفلسطين وزبيدة ربطاً بطريق طويل خزاعة ولا تزال الآليات الهندسية التابعة للقطاع العام تعمل على إصلاحها