الرئيس الأسد: يستقبل شيوخ عشائر دير الزور ويؤكد: (لا أزمـة تموينية في درعا)
قال الرئيس بشار الأسد أمس أن الدولة «تقوم بواجبها وتقدم كل المستلزمات التي يحتاج إليها الأهالي في محافظة درعا» التي دخلتها وحدات من الجيش الإثنين الماضي لملاحقة المجموعات المسلحة.
وأمام وفد يمثل الفعاليات الأهلية في ريف محافظة دير الزور قال الرئيس الأسد إن «هناك سيارات من الجهات الحكومية المختصة توزع الخبز والطحين والمعلبات والمواد التموينية والماء على أهالي درعا وتعمل للوصول إلى أبعد نقطة في مختلف أنحاء المحافظة» نافياً بذلك ما تروجه بعض وسائل الإعلام من أن المحافظة على شفا كارثة إنسانية بسبب انقطاع المياه وندرة المواد الغذائية و…
وعلى مدى ثلاث ساعات بحث الرئيس الأسد، دون حضور أحد من المسؤولين، مع الوفد الذي ضم 35 شخصاً «الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها سورية حالياً كما استمع منهم لمطالبهم التنموية والخدمية التي دونها بيده على ورقة واعداً بتلبيتها».
ووفقا لصحيفة الوطن المحلية قال أحد مشايخ عشيرة العكيدات كمال الفارس الجراح: إن اللقاء مع الرئيس الأسد تطرق إلى الأوضاع التي تشهدها محافظة درعا بعد دخول وحدات من الجيش إليها وإلى التدخل الخارجي على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية كما تناول الحديث قانون الأحزاب المرتقب وسبل مكافحة الفساد عدا القضايا التنموية والخدمية في محافظة دير الزور عامة وريفها خاصة.
ولوحظ تغيير في مواقف الوفود الشعبية التي بدأ الرئيس الأسد يستقبلها منذ نحو شهر، فتراجعت مطالبها السياسية لمصلحة الخدمية مع تأكيدها على التمسك بالوحدة الوطنية والوقوف خلف قيادته ودعم مسيرته الإصلاحية.
وفسرت مصادر متابعة الأمر بأن الوفود الأخيرة جاءت من محافظات لم تشهد تظاهرات احتجاجية تذكر، كما أن التظاهرات السلمية تحولت في جانب منها إلى مواجهة بين الجيش والأمن مع مجموعات مسلحة، ما أدى إلى ظهور حالة من القلق والتوتر الشديد على مستوى الشارع عموماً بعد عقود من الأمان، ما دفع بالوفود إلى المطالبة بالتدخل بقوة من أجل إنهاء الأزمة التي أدخلت البلاد في حالة من الجمود الاقتصادي الكبير، كما ساهم في تراجع المطالب السياسية حزمة الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة وبدأ بعضها يدخل حيز التنفيذ. وحول الضغوط الخارجية التي تتعرض لها سورية على خلفية ما تشهده بعض المحافظات من أحداث شدد الرئيس الأسد، وفق ما نقله الجراح لـ«الوطن» على أن هذه الضغوط «لن تثنينا عن ثوابتنا ومواقفنا التي لن نتخلى عنها مهما كانت ضغوط الخارج.. وقضية فلسطين هي الأساس في مشروعنا القومي ونعمل جاهدين على استرداد كل شبر من أرضنا المحتلة في الجولان».
وقال الرئيس الأسد: إن دخول قوات من الجيش إلى محافظة درعا جاء «استجابة لنداءات المواطنين ونزولاً عند طلبهم في فرض الأمن وملاحقة العابثين بأمن الوطن» مؤكداً أن «أفراد الجيش هم أبناؤنا وإخوتنا والجيش هو درع الوطن وصمام أمانه».
ووفق الجراح فإن الوفد طرح أمام الرئيس الأسد مبادرة تقضي بقيام وفود شعبية من مختلف المحافظات بزيارة درعا وبانياس وحمص «لتقديم واجب العزاء بالشهداء الذين سقطوا وإجراء المصالحة» موضحاً أن الفكرة لاقت «استحساناً وقبولاً» لدى الرئيس الأسد الذي «شجع عليها لكنه طلب تأجيلها لحين هدوء الأوضاع في هذه المناطق وعودة الأمن والاستقرار بشكل كامل إليها».
وبعد أن قال الرئيس الأسد لأعضاء الوفد «نحن مع حرية المواطن وكرامته» أكد أن «التظاهر السلمي لإبداء الرأي مسموح به» لكنه لفت إلى ضرورة أن يتقدم منظمو التظاهرة للجهات المختصة بطلب للتظاهر «لتكون الدولة مسؤولة عن حماية المتظاهرين أما التظاهر العشوائي والتخريب فممنوعان».
كما أبلغ الرئيس الأسد الوفد أن الجهات المختصة «بصدد دراسة قانون للأحزاب يرضى عنه الجميع» على حين أكد ضيوفه دعمهم للمسيرة الإصلاحية التي يقودها وأهمية الإسراع فيها.
وبعد أن شرح أعضاء الوفد معاناة المواطنين من الفساد أكد الرئيس الأسد أن العمل جار «لتشكيل لجان ووضع آليات لمكافحة الفساد ومراقبة المسؤولين ومحاسبتهم إذا أخطؤوا».
وعرض أعضاء الوفد مطالب مناطق ريف دير الزور الخدمية والتنموية والاقتصادية ووعد الرئيس الأسد بتلبيتها وقال لهم: لن نغفل أي طلب، نحن ليس لدينا عصا سحرية للاستجابة لكل المطالب بشكل فوري لكننا سنبدأ بمعاجلتها وفق الأولويات الأهم ثم المهم وهكذا.
وقال الجراح: إن الرئيس الأسد «أبدى اهتماماً بمعالجة جميع مطالبنا التي دوَّنها بيده على الورقة».
ومن هذه المطالب: الاستعجال بتنفيذ المنطقة الصناعية في دير الزور وتأمين الكوادر اللازمة لها وتشجيع المستثمرين على الاستثمار فيها واستقدام رأس المال لها، وتحسين خدمات مجالس المدن والبلدات، وتنظيف نهر الفرات من كل الشوائب والإسراع ببناء سد حلبية وزلبية على النهر، ومعالجة الصرف الصحي وتحسين شبكة الطرق والإسراع في تنمية المنطقة الشرقية وتشجيع الاستثمار فيها.
كما طلب الوفد إعفاء فلاحي دير الزور من رسوم وفوائد القروض الزراعية المترتبة عليهم أسوة بفلاحي محافظة الحسكة، وردَّ الرئيس أنه سيوجه الحكومة لتنفيذ ذلك.
كما أشار أعضاء الوفد إلى «وجود بعض الخلل في قطاع الإدارة في مختلف أنحاء محافظة دير الزور ومفاصل المؤسسات الحكومية فيها وأهمية معالجتها» وطالبوا بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
ووصف الجراح اللقاء بأنه «مثمر ورائع اتسم بالوضوح والشفافية» ونوه «بالترحيب الحار» الذي لقيه الوفد من الرئيس الأسد الذي كان في استقبالهم عند باب القاعة التي شهدت اللقاء وقال: لم نتعرض لأي إجراءات أمنية أو تفتيش.
ومن بين الذين شاركوا باللقاء إضافة إلى الجراح خليل الهفل وجميل الهفل من مشايخ عشيرة العكيدات، ومهنا الفياض من مشايخ البو سرايا، وعبدو سفيرة من مشايخ البو شعبان، وحاكم البشير من مشايخ البكارة.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأسد اليوم مع وفد يمثل مدينة دير الزور.