حمى رقصة الأرداف المكتنزة تجتاح ساحل العاج
أدى هوس النساء في ساحل العاج بإحدى الرقصات إلى خلق سوق سوداء في “عقاقير” يفترض أنها ستزيد سحر المرأة حين ترقص بتكبير أردافها.
والرقصة مستوحاة من أغنية شهيرة للمغنيين "دي جيه ميك" و "دي جيه إلوه" وعنوانها "بوبارابا" وتعني باللهجة المحلية "المؤخرة الكبيرة".
وسحر الأغنية لا يقاوم على ما يبدو، فحين تعزف تكتسح حلبة الرقص "مؤخرات" لا تعد ولا تحصى.
ولاعبو الكرة في ساحل العاج كذلك أصابهم هوس رقص المؤخرة، إذ يهزون جسمهم السفلي في ملاعب الكرة حين يسدد أحدهم هدفا، كما شاهدنا في مباريات دورة البطولة الإفريقية التي انتهت الاسبوع الماضي.
وبينما وقع الذكور والإناث في حب هذه الرقصة، إلا أن المغني دي جيه ميكس يقول إنها مهداة للنساء، "غنينا هذه الأغنية لتكريم النساء، لأن النساء الإفريقيات تعرف وتعرّف بشكل مؤخراتهن".
وتقول كادي مييت إحدى الراقصات في الفرقة التي اطلقت الأغنية إن الأغنية رسالة إلى النساء "فهناك نسوة الآن بمؤخرات كبيرة يشعرن بالحرج، لذا فإن الأغنية تدعوهم لعدم الخجل من ذلك".
وواضح أن الرسالة قد وصلت وحققت المطلوب منها، إلى درجة أن كثيرات يجبن الأسواق بحثا عن "بوبارابا".
بالوريد
في سوق أدجامي المزدحم شمالي العاصمة أبيدجان تجد سيدات تبعن "مكبرات الأرداف".
تقول إحداهن وهي تحمل أمبولة بسائل ملون مكتوب عليها فيتامين بي 12 "عليك بحقن أمبولة كهذه في مؤخرتك مرة كل يوم".
ويبلغ ثمن الأمبولة دولارين، وتقول البائعة إنها مستوردة من الصين.
ومن تخاف الحقن يمكنها شراء كريم بنفس المبلغ والتأثير.
ولا يوجد على الأمبولة أي وصف أو اسم لما تحتوي عليه، فقط الكلمات "صدر ناهد ومؤخرة ممتلئة" بصورتين توضحان المعنى.
تحفظ طبي
ويتحفظ أطباء على استخدام هذه العقاقير.
ويقول الدكتور مارسيل سيسوكو "قد يكون هذا الدواء خطرا على الصحة، لأننا لا نعرف المواد المكونة له،كما أنه يستخدم الآن بدون وصفة طبية".
ويضيف "إن وزارة الصحة لم ترخص باستخدامه، والأطباء لا يعرفون ما بداخله، ولذا فهناك خطر منه".
وتقول فيكتوريا دريك من مركز التغذية في جامعة ولاية إوريجون الأمريكية إنها لم تسمع أبدا بأي فائدة لفيتامين بي 12 إلا لعلاج النقص في هذا الفيتامين.
خطر
ويقر دي جيه ميكس بانتشار موجة تباهي النساء بحجم مؤخراتهن.
ويقول "إذا أرادت أي امرأة أن ترقص وتستخدم عقارين أو ثلاثة فلا بأس عندي".
"لكننا لا نقول للفتيات لا بد من أخذ الأدوية لتكبير مؤخراتكن".
ويتفق معه البعض في هذا الرأي.
ويقول أحد المواطنين في السوق "حين تستخدم النساء الأدوية نستمتع نحن الرجال، لكنها مضرة بصحتهن.
غير أن هناك من النساء من لا يلجأن لهذه الطرق.
تقول إحداهن "أنا أفضل أن أكون طبيعية، حتى تظهر قيمتي الحقيقية، من الأفضل عدم استخدام هذه الأدوية. فهي ليست نافعة وفي الحقيقة فهي ضارة".
وتقول أخرى إنها سعيدة بما حبتها الطبيعة "أنا أرقص البوبارابا لأن لي مؤخرة كبيرة أصلا. حين أرقص تلتفت أنظار الجميع إلي".