الفلسطينيون يؤكدون: حق عودة غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم
ثلاثة وستون عاماً مرت على النكبة.. وما زالت صورة 531 قرية فلسطينية مغتصبة شاخصة في أعين أصحابها ولا يزال الشعب الفلسطيني يعاني الويلات من ظلم الاحتلال الإسرائيلي وتعسفه ويتجرع البؤس
في المخيمات ومرارة القهر في الغربة ويتعرض للحصار ومصادرة أرضه وترتكب بحقه المجازر والأسر وسجن الوزراء والنواب وسحق المقاومة ويتعرض لأقسى الضغوط ليتخلى عن حقوقه المشروعة كحق العودة والمقاومة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وكان وعد بلفور الذي منحته بريطانيا لليهود قد فتح باب الهجرة للأراضي الفلسطينية وقامت بريطانيا بتمكين العصابات اليهودية من اغتصاب الأراضي الفلسطينية بالقوة كما مهدت المجازر البريطانية الطريق للعصابات اليهودية للقيام بمجازر هي الأخرى حيث بلغت تلك المجازر 44 مجزرة نجم عنها 2500 شهيد وتشتيت الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم حيث لجأ إلى الضفة الغربية 323 ألفا وإلى غزة 219 ألفا وإلى سورية 8ر97 , وإلى الأردن 8ر80 وإلى العراق 4300 وإلى مصر 8500.
وقد تمثلت النكبة في نجاح الحركة الصهيونية بدعم من بريطانيا في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان الكيان الصيوني حيث تآمرت بريطانيا والأمم المتحدة لتسليم فلسطين إلى حفنة من اليهود ووضعت الخطة لانسحاب مفاجئء بحجة إنهاء بريطانيا انتدابها للأراضي الفلسطينية وتسليم السلطة للأمم المتحدة لينقضَّ في هذا الفراغ الحاصل المستوطنون عليها وهم المجهزون لهذا اليوم منذ إطلاق وعد بلفور عام 1917 فكانت المداهمات للأحياء العربية وارتكاب المجازر وتهجير وتشريد أكثر من 400 ألف فلسطيني من أكثر من 20 مدينة و نحو 400 قرية غدت أملاكها ومزارعها ملكا للكيان الصهيوني الناشئ.
وبدأت العمليات الوحشية بسلسلة هجمات إرهابية في نيسان عام 1948 كان أهمها معركة القسطل ثم مجزرة دير ياسين وهي قرية تبعد حوالي 6 كيلومترات عن مدينة القدس حيث دخلتها العصابات اليهودية وارتكبت مجزرة بحق أهلها من نسوة وشيوخ وأطفال فسقط في ذاك اليوم 254 شهيداً فمجزرة قالوينا 14 شهيدا واللجون 13 شهيدا وناصر الدين 50 شهيدا طبرية 14 شهيدا حيفا 100 شهيد عين الزيتون 70 شهيدا صفد 70 شهيدا أبو شوشة 60 شهيدا مذبحة بيت دراس 260 شهيدا الطنطورة 200 شهيد اللد 426 شهيدا الصفصاف 52 شهيدا الرملة أم الشوف المجدل مجد الكروم جمزو… وفي 14 أيار 1948 تم إعلان قيام الكيان الصهيوني واعترف هاري ترومان رئيس الولايات المتحدة آنذاك به ليغدو في ساعات بعدها صاحب شرعية وللمستوطنين فيه الحق باستباحة حرمة المقدسات واغتصاب الأرض ومحاربة شعب هو من أعرق الشعوب في عقر داره وليتوسع على حساب الدول المحيطة مشكلاً أعظم خطر عليها.
وتشكلت العصابات الصهيونية المسلحة في فلسطين من البالماخ و الإرجون و الهاغاناه و الشتيرن والمتطوعين اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين وبحلول كانون الثاني عام 1948 كانت منظمتا الأرجون و شتيرن الصهيونيتين قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة حيث فجرت مركز الحكومة في مدينة يافا في 4 حزيران ما أسفر عن مقتل 26 مدنيا فلسطينيا.
وبلغت أعداد منظمة الهاغاناه في ربيع عام 1947 بحسب المصادر الرسمية الإسرائيلية قرابة 45300 فرد ويدخل في هذه الأعداد أعضاء البالماخ البالغ عددهم نحو 2200 فرد وحينما بدأت التعبئة في أعقاب قرار التقسيم انضم إلى الهاغاناه نحو 30 ألف مجند من يهود فلسطين و 20 ألفا آخرين من يهود أوروبا حتى إعلان قيام ما يسمى بدولة إسرائيل في ليل 15 أيار عام 1948.
وحينما اندلعت حرب الانقاذ في فلسطين ارتفعت أعداد الهاغاناه في الأسبوع الأول من حزيران 1948 إلى نحو 107300 نتيجة لرفع سن التجنيد إلى 35 عاماً اعتباراً من 4 أيار ما أضاف نحو 12 ألف مجند زيادة على أعداد الهاغاناه في 14 أيار.
وتعرض الشعب الفلسطيني منذ النكبة والزحف الاستيطاني المنظم لفرض وقائع على الأرض وانتزاع الملكيات من أراضي الفلسطينيين وتبعاً للأطماع اليهودية في فلسطين التي تركزت أساساً في المحاولات الحثيثة لخلق وجود استيطاني يهودي قسري فيها فضلاً عن محاولات إنشاء قوة عسكرية يهودية واقتصاد يلبي الطموحات الصهيونية فقد شهد التطور الديمغرافي والاجتماعي للشعب الفلسطيني اتجاهات غير طبيعية حيث كان لعامل الهجرة اليهودية إلى فلسطين وطرد العرب أصحاب الأرض الأصليين من وطنهم أثر مباشر في تلك التطورات.
وبدأ المستوطنون اليهود حملة تطهير عرقي قبل العام 1948 وفق مخطط مسبق وتواصلت خلال حرب 1948 وترافقت مع نسف للقرى والبيوت واحتلال المدن الكبرى مثل عكا وحيفا ويافا والناصرة واللد والرملة وطرد سكانها وحشر ما تبقى منهم في معسكرات الاعتقال وإجراء إعدامات جماعية في هذه المعسكرات واستمرت الحملة الإرهابية حملة الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وبيوتهم بالقوة حتى بعد توقف حرب 1948.
وأسهمت حكومة الانتداب البريطاني في تحول المستوطنين اليهود في فلسطين المحتلة إلى أكثرية بعد أن كانوا أقلية دينية حيث زاد عددهم من حوالي 84 ألفاً عام 1922 إلى حوالي 650 ألفاً في 15 أيار عام 1948 وأدت تلك الزيادة إلى رفع نسبتهم إلى جملة سكان فلسطين من 11 بالمئة إلى 31 في المئة خلال الفترة 1922 1948 وقد ساهمت الهجرة خلال الفترة المذكورة بنحو 400 ألف يهودي من مجموع الزيادة الكلية لهم والبالغة 566 ألفاً.
ومع إنشاء الكيان الصهيوني في أيار 1948 تكون الحركة الصهيونية قد حققت هدفها في إنشاء الدولة اليهودية بعد خمسين عاماً من المؤتمر الصهيوني الأول في بال في سويسرا و لتحقيق القسم الديمغرافي من التطلعات الصهيونية تمّ طرد نحو 850 ألف فلسطيني من ديارهم خلال عامي 1947 و 1948 وتغير تبعاً لذلك اتجاه التطور الديمغرافي للعرب الفلسطينيين قسراً إذ كان للتهجير القسري وقع وأثر كبير في الأوضاع الديمغرافية وفي النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
ومن بين 531 قرية وخربة فلسطينية تم تهجير أهلها في عامي 1947 و 1948 فإن هناك 90 بالمئة من تلك القرى نزح أهلها عنها بسبب هجوم عسكري يهودي صهيوني و 10 في المئة تحت الحرب النفسية وإيحاءات بتوقع هجوم قادم.
وإن ما تشهده فلسطين الآن هو استمرار لمشروع إقامة دولة لليهود على أرض فلسطين الكاملة, ومصادرة الأرض وهدم البيوت واضطهاد الفلسطينيين لا تزال متواصلة في المناطق التي احتلت في العام 1948 أيضا وهناك استمرار لمشروع حرمان الفلسطينيين من مقومات العيش بكل الوسائط بدءا بالإرهاب العسكري والتشريعات الصهيونية والجدار الذي يلتهم 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية وانتهاء بمحاصرة قطاع غزة حصاراً كاملا.. فالنكبة الفلسطينية ليست حادثا حدث وانتهى في 15 أيار 1948 بل هي نكبة قائمة حتى هذه اللحظة.
الأقصى أنشاء الله حان وقت عودته إلى أبنائه وأحبابه ومدينة السلام ستشدو تراتيل المحبة فإلى الأمام ياأمة العرب والاسلام لقد استفاقت الشعوب العربية وعرفت من ذا الذي يقف إلى جانب حقوقها ويسعى إلى استردادها ومن يبيع هذه الحقوق بحفنة من الدولارات إلى الأمام إلى المام ولتعلتها ثورة عربية بمواجهة اسرائيل ومن ورائها