المعلم: الأوروبيون أضافوا صفحة سوداء إلى سجلهم الاستعماري القديم عندما اتخذوا إجراءات ضد سورية
أكد وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين أن الأوروبيين أضافوا صفحة سوداء جديدة إلى سجلهم الاستعماري القديم في منطقتنا عندما اتخذوا إجراءات تطاولوا فيها على السيد الرئيس بشار الأسد رمز السيادة الوطنية والوطن وكذلك بعض المسؤولين القياديين إضافة إلى إجراءات
اقتصادية وهم وضعوا أنفسهم في مواجهة الشعب السوري.
وأضاف المعلم في حديث متلفز مساء أمس إن الأوروبيين كانوا يتحدثون عن هذه الإجراءات كثيرا وسبقها سفر كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي إلى الولايات المتحدة من أجل اتخاذ الإدارة الأمريكية لحزمة عقوبات تمهد لاتخاذ الأوروبيين فيما بعد هذه العقوبات اليوم.
أخطؤوا بهذه العقوبات لأنها تهدف إلى تحريض الذين يتوهمون بأن الغرب يساعدهم على الاستمرار بالعنف
وقال المعلم لقد أخطؤوا بهذه العقوبات لأنها تهدف إلى تحريض الذين يتوهمون بأن الغرب يساعدهم على الاستمرار بالعنف وكذلك عندما تطاولوا على السيد الرئيس واتخذوا عقوبات تضر بمصالح الشعب السوري وخاصة الجانب الاقتصادي منها وهذا الأمر ليس بمستغرب لأن هناك جهدا مكثفا وحثيثا من بريطانيا وفرنسا دولتي الاستعمار القديم لحمل الأوروبيين على هذه الإجراءات وهذا يدعو إلى استذكار تاريخ هاتين الدولتين في منطقتنا.
وأشار المعلم إلى أن هاتين الدولتين كانتا منذ 100 عام تقريبا وراء وعد بلفور الذي أعطى اليهود وطنا قوميا في فلسطين ثم حركوا الجماهير العربية للثورة على الدولة العثمانية وكانوا في ذات الوقت في غرفهم المغلقة يصنعون اتفاق سايكس بيكو ويبدو أن التاريخ يكرر نفسه الآن وهم يحرضون على العنف واستمرار الأزمة ويقفون حاجزا أمام محاولات الحكومة السورية وإجراءاتها لتحسين مستوى معيشة المواطنين بسلسلة إجراءات اقتصادية تضر بمصالح الشعب السوري.
وتساءل المعلم لماذا يريدون أن تستنزف سورية.. وأن يبقى الجرح نازفا.. لان سورية هي الرقم الصعب أمام مخططاتهم وأمام التوسع الإسرائيلي.
وأضاف المعلم هم يريدون أن تضعف سورية حتى تسير هذه المخططات لكن السؤال الذي نستغربه هل تضعف سورية بأيدي فئات من شعبها.. هذا السؤال كبير أريد أن أخاطب به هذه الفئات .. لمصلحة من… أليست إسرائيل هي المستفيد الأول مما يجري..مؤكدا ان إسرائيل هي المستفيد الأول لأنها أولا تتنصل من استحقاقات السلام وثانيا تواصل سياستها الاستيطانية وثالثا تغتصب الأرض الفلسطينية شبرا شبرا.. وتقيم المستوطنات ولا احد في العالم.. لا الغربي ولا غيره ينتقد إسرائيل.
وأضاف المعلم لا أريد العودة إلى الماضي ولكن اقدم مثالا حيا فالرئيس الأمريكي باراك اوباما خاطب قبل أيام الدول العربية والإسلامية وتحدث عن دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وبالأمس خاطب مؤتمر ايباك وتراجع عن حدود هذه الدولة وقال ليس بالضرورة أن تكون حدود عام 1967 من اجل أصوات اليهود, إذا الموضوع انتخابي وهو يتبرع بأرض فلسطينية ليست ملكا له ولا لأبيه ولا لجده.. هي أرضنا.
وأكد المعلم أن ما صدر عن الاتحاد الأوروبي هو تبادل أدوار فأمريكا تقود هذه الإجراءات ضد سورية واتخذت الإجراء قبل أيام من اتخاذ الأوروبيين له وعندما لمست أن الأوروبيين منقسمون فيما يتعلق بهذه الإجراءات أعطتهم رسالة تقول إن سورية هي الهدف ولذلك لا أميز بين الموقف الأمريكي والأوروبي إذا لم نقل أن أمريكا هي التي تقود هذه الحملة.
وحول اتخاذ هذه المواقف الأوروبية على هذا النحو قال المعلم إن هناك تغيرا في الحكومات فعلى سبيل المثال آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا قد يكون يثأر لفترة الرئيس جاك شيراك وهذا وارد لأنه اتخذ موقفاً حدياً تجاه سورية وغير مبرر ووزير خارجية بريطانيا اتخذ موقفاً أيضاً مع أنني تحدثت إليه هاتفياً وكان رجلاً منطقياً ولكن عندما يتعلق الأمر بالإعلام أو بسورية فهو ينظر إلى مصالح حزبه الداخلية.
وقال المعلم إن مصالح سورية لم تكن أبداً في وارد هؤلاء أما ما يتعلق بموضوع الشراكة فنحن من أوقف الشراكة لسبب بسيط وهو أننا لمسنا أن فيها إجحافاً واضحاً على الاقتصاد السوري وخاصة في مجال الصناعة.
وبشأن أبعاد هذه الإجراءات الأوروبية وتأثيرها على سورية أوضح المعلم إن هناك تضخيماً إعلامياً لهذه الإجراءات.. أنا منزعج منها ولكنني لا أقول إنني متخوف.. وإن أوروبا تحتاج إلينا كما نحتاج إليها لكن بالنسبة لنا أوروبا أو أمريكا ليست كل العالم فهناك في العالم شرق وهناك أفريقيا وأمريكا الجنوبية وروسيا والصين ولذلك أنا أقول إن هذه الإجراءات كما ستضر بمصالح سورية فهي ستضر بمصالح أوروبا.. وسورية لن تسكت على هذه الإجراءات.
وقال المعلم يجب ألا نغفل العلاقات التقليدية الاستراتيجية القائمة بيننا وبين بلدان آسيوية عديدة مثل ماليزيا والصين وأيضا روسيا الاتحادية التي حققت معجزات اقتصادية مقابل أوروبا.
وحول موقف روسيا والصين تجاه سورية واستمراره على النحو الذي هو فيه الآن اضافة لذكر عدم موافقة روسيا على قرار في مجلس الأمن ضد سورية وليس استخدام الفيتو قال المعلم أنا لا أستطيع أن أتحدث نيابة عن روسيا لكن أقول في هذا الصدد إنه عندما امتنعت روسيا والصين عن قرار مجلس الأمن المتعلق بمنع حظر الطيران بالنسبة لليبيا ونال هذا القرار 9 أصوات ما الذي جرى بعد ذلك وكيف تطور استخدام حلف الناتو لهذا القرار.. لقد أمعنوا في استخدام القوة تجاه ليبيا بسبب ستارة مجلس الأمن وروسيا نفسها اليوم تتحدث عن ذلك لذلك أقول صحيح إن المصالح بيننا وبين روسيا متبادلة لكن اعتقد أن الدرس الذي استقيناه مما حصل بعد قرار مجلس الأمن في ليبيا وكيف طبق القرار عليها هو درس هام يجب أن يعيه الجميع بما فيهم روسيا.
سورية لا تسير بالضغوط ولا تستطيع إلا أن تكون دولة مستقلة بقرار وطني مستقل يراعي مصالح شعبها وأمتها
وحول إمكانية حدوث تغير في الموقف الروسي قال المعلم أنا لا أتحدث نيابة عن روسيا لكننا نعول على الموقف الروسي.
وبشأن حديث وزير الخارجية الفرنسي حول اقتراب بلاده وبريطانيا من الحصول على 9 أصوات في مجلس الأمن أوضح المعلم إن ذلك يعني أن الهيمنة الغربية على مجلس الأمن واضحة والهيمنة الغربية تستطيع أن تؤمن تسعة أصوات لكن سؤالي للدول التي يحق لها اتخاذ الفيتو هل ستترك هذا الموضوع لهيمنة هذه القوى الغربية وهذه إشارة استفهام كبيرة أطرحها.
وردا على سؤال حول خوف شريحة من الشارع السوري من تكرار سيناريو ليبيا في سورية قال المعلم لست قلقا من هذه النقطة إطلاقا فأولاً لا يوجد لدينا النفط كما في ليبيا أو في العراق.. لا يوجد لدينا هذا الكم من النفط الذي يشمون رائحته على بعد آلاف الأميال وثانيا إن شعبنا واع وشعبنا وإن كان هناك خلاف في الرأي عندما يستشعر العدوان الخارجي سيتوحد وهم لا يريدون هذا الشعب موحدا بل يريدون أن ينزف وأن تستمر الأزمة لنزف سورية لذلك أنا استبعد أن يلجؤوا إلى ذلك.
وفيما يتعلق بتوقعاته بأن تحدث أعمال عدوانية ضد سورية قال المعلم أنا شخصيا لا أتوقع وبالتحليل العلمي والمنطقي لست قلقا من هذا الاحتمال أنا فقط أقول إن ما يحاولونه من هذه الإجراءات هو فرض إرادتهم على القرار السوري وسورية كما أثبت التاريخ لا تسير بالضغوط وهي عصية على الضغط ولا تستطيع إلا أن تكون دولة مستقلة بقرار وطني مستقل يراعي مصالح شعبها وأمتها.
وحول المطلوب من سورية اليوم قال المعلم إن المطلوب منها أن تكون ضعيفة أي مستنزفة فهي الصخرة التي تحول دون مخططاتهم فمن غير سورية يقف أمام وجه مخططاتهم متسائلا من لديه وهم بأن أوروبا والولايات المتحدة تسانده بذريعة حقوق الإنسان وبأي ذريعة كانت.. أن يأتي خلال مئة عام مضى بموقف واحد أوروبي أو أمريكي لصالح العرب فدائما هم يحاربون العرب في المحافل الدولية وبياناتهم ومواقفهم.
لن يكون للأوروبيين دور بالمستقبل في منطقتنا
وأضاف المعلم إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال بالأمس يجب الحفاظ على التفوق الإسرائيلي ويتحدثون بصراحة فكيف يدعون القلق على الإنسان السوري وهم يتخذون إجراء بمنع بنك الاستثمار الأوروبي من إعطاء قروض لسورية أو بوقف التعاون بين الاتحاد الأوروبي والحكومة السورية من أجل التنمية فهل هكذا يسعون للإصلاح أم يضعون العراقيل أمام الإصلاح وأمام تحسين معيشة المواطن السوري فهذه أسئلة هامة وقال إن الولايات المتحدة فرضت منذ سنوات قانون محاسبة سورية والذي كان مجحفا بحق سورية اقتصاديا وكنا إذا أردنا شراء قطعة غيار لطائرة لا نستطيع إلا بإذن من وزارة الخزانة الأمريكية فهم يصيبون الحياة اليومية للمواطن السوري ويؤثرون بهذا سلبيا.
وردا على سؤال حول الإجراءات الاوروربية في وقت يمضي فيه الإصلاح في سورية بوتيرة عالية وإطلاق الحوار الوطني قال المعلم لأن سورية تتخذ مواقف في صالح الشعب ولا تعتمد على ما يأتيها من الخارج وهي أدرى بمصالح شعبها ولذلك لا أربط بين هذه الإجراءات وما بدأته القيادة السورية وما تنوي القيام به من إصلاحات شاملة وإن مثل هذه الإجراءات لها هدفان أولهما التحريض على استمرار هذا الوضع في سورية وثانيهما عرقلة مسيرة الإصلاح والتأثير في حياة المواطنين لتحريضهم.
وحول تأثير هذه الاجراءات على المصالح الاوروبية في المنطقة والموقف الذي ستتخذه سورية منها قال المعلم إنني لست من أصنع السياسة أنا أنفذ سياسة وسنقترح سلسلة من الإجراءات توافق عليها القيادة لنبدأ باتخاذها ولذلك لا أريد أن استبق الأمور وعندما كان الوزراء الأوروبيون يزورون سورية قبل بضعة أشهر فقط ويأتون إلينا كانهمار المطر كانوا هم من يسعى ويقولون ويعترفون بموقع سورية الجيوسياسي الهام.. وهم سيخسرون هذا الموقع ولن يكون لهم دور في المستقبل في منطقتنا ومثال على ذلك في عام 2005 تآمر جاك شيراك وجورج بوش وطوني بلير على سورية لإسقاط نظام الحكم والوثائق أصبحت متاحة فماذا جرى بقي نظام الحكم وهم سقطوا وربما التاريخ والوقائع تكرر نفسها.
الإجراءات لا تستند إلى أي شرعية وليس لها مستند قانوني
وبشأن الثمن الذي ستدفعه سورية لقاء مواجهتها الإجراءات الأوروبية قال المعلم هذا شيء طبيعي إما ان نرضخ للضغوط والهيمنة ونسير حسب إرادتهم أو نقاوم فالطريق واضح لماذا تدعم سورية المقاومة لأن أرضها تحت الاحتلال متسائلا لماذا كانت هناك مقاومة أيام الاحتلال النازي لأوروبا وكانت مشروعة وتزود بالمال والسلاح وعندما يأتي الموضوع إلينا يقال إرهاب هذا نفاق.
وأضاف المعلم إن سورية منذ استقلالها وحتى اليوم كانت تحت مجهر التآمر الدولي ففي عامي 2003 و2004 بعد الاجتياح الأمريكي للعراق جاء إلى سورية وزير الخارجية الأمريكية كولن باول ومعه ورقة فيها ستة شروط وقال للسيد الرئيس إما أن تقبل بهذه الشروط أو يمتد الاجتياح العسكري للعراق إلى سورية رفضنا هذه الشروط وانطلقت المقاومة في العراق.. بعد ذلك فرضوا قطيعة على سورية أمريكية وأوروبية وبعض العرب شاركوا فيها ماذا جرى بعد ذلك كسرت هذه القطيعة وجاءنا90 بالمئة من وزراء الاتحاد الأوروبي وزاروا دمشق لذلك أقول إن الخلفيات واحدة تنطلق من ذكريات التاريخ الاستعماري التي مازالت في أذهان بعض المسؤولين الأوروبيين لكن سورية ستبقى صامدة.
وبخصوص وجود مقدمات في إعادة التموضع لاستهداف سورية قال المعلم الأدوات تختلف وهناك فئة قليلة من الشعب مع الأسف مازالت تعتقد أن الغرب يقف إلى جانبها وتراهن على هذا الموقف.. هم يستغلون هذا الموقف لذلك أقول إن شعبنا واع وسورية هامة لشعبنا ومستقبلها هام وأقول لهؤلاء كفى ودعونا نبن معا سورية في مواجهة هذه الحملة الاستعمارية الجديدة.
وردا على سؤال حول استناد هذه الإجراءات على أسس القانون الدولي قال المعلم إنه أقرب إلى الجنون ولا يستند إلى أي شرعية وهو منطق القوي على الضعيف فهذه الاجراءات ليس لها مستند قانوني.
نريد تعزيز وحدتنا الوطنية والسير ومتابعة برنامج الإصلاح الذي سيجعل من سورية بعد هذه الأزمة تخرج أقوى
وتابع المعلم لا أستبعد المزيد من الإجراءات ضد سورية لكنني لست قلقا فهي إجراءات سياسية اقتصادية لن تصل إلى الحل العسكري وأؤكد ذلك لأسباب تتعلق بهم لكن أتوقع المزيد من الإجراءات وهذا يتوقف على شعبنا ووعيه.. وعي شعبنا لما يحاك له كلنا نتضرر مما يجري وكلنا نتضرر من هذه الإجراءات وأنا ذكرت نموذجين اقتصاديين للتو لذلك أقول شعبنا يجب أن يعي أنه ليس هناك أعز من سورية لماذا لا نعود إلى وحدتنا الوطنية التي نفخر بها وإلى هذا التعايش الذي علمناه للغرب وكنا نموذجا له في منطقتنا وأقول وأراهن على وعي شعبنا.
وأضاف المعلم عندما يريدون اتخاذ إجراء عسكري يحسبون كلفته بالدولار أو باليورو ومدته والفوائد التي سيجنونها بعده.. في كل منطقة اتخذوا فيها إجراء عسكريا دمروا البنية التحتية عن بكرة أبيها وجاءت شركاتهم لإعادة اعمارها معتمدة على موارد النفط.. نحن لا يوجد لدينا هذه الكمية المغرية للنفط التي تجعلهم يفكرون بذلك.. في كل منطقة اجتاحها الغرب عاث فيها دمارا.. وفي العراق وصل عدد الضحايا إلى مليون نسمة ولذلك اقول يجب ان نعتمد على وعي شعبنا.
وقال المعلم من يعتمد على مساندة الغرب له وأعرف أن البعض يعتمد عليهم أقول له أنه واهم.. فهذا الغرب يسير بمصالحه ومن اتصالي مع بعض السفراء الغربيين علمت منهم أن هناك بعض السوريين يزورونهم والسفراء يحرضون هؤلاء على الاستمرار بالتظاهر وهذا خطأ كبير بحق الوطن ما نريده هو تعزيز وحدتنا الوطنية والسير ومتابعة برنامج الإصلاح الذي سيجعل من سورية بعد هذه الأزمة تخرج أقوى وتواجه هذا التحدي الذي كشف عن وجهه بإجراءات الغرب اتجاه سورية.
ميزة سياستنا ومواقفنا أنها مستقلة وسنحافظ عليها ونحن بلد عصي على الضغوط
وأضاف المعلم لا أريد أن أتحدث عن بعض أدوات الإعلام وأنا لا أسميها وسائل الإعلام بل أدوات الإعلام وأنا أقول مع الأسف إن هذا الغرب اعتمد على مجموعة معطيات من جانب واحد وأنا تحدثت مع البارونة اشتون بالهاتف وقلت لها إن هذا خطأ كبير أنتم تسمعون الصورة من طرف واحد والحقيقة ليست كذلك ولكن هذا جرى في العراق حيث كان الأمريكيون يعتمدون على بيانات ومعلومات تزودهم بها المعارضة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية وعندما غزوا العراق لم يجدوا هذه الأسلحة ولذلك أقول الغرب لديه مخططات ومصالح ليست إطلاقا لمصلحة الشعب السوري وأكبر دليل على ذلك أنهم يحاولون التأثير على الاقتصاد السوري في حين تسعى الحكومة السورية جاهدة لتنفيذ توجيهات السيد الرئيس لتحسين مستوى معيشة المواطن السوري.
وحول نظرته السياسية إلى موقف سورية قال المعلم إن سورية شاؤوا أم أبوا لديها موقع جيوسياسي مهم وبارز سبق لهم أن اعترفوا به فسورية ساندت قضية فلسطين وهذا جزء من تراثنا وساندت المقاومة الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية التي تحققت.
وأضاف المعلم قضية فلسطين هي قضية مركزية بالنسبة لسورية التي سعت دائما للتضامن العربي ودافعت عن كل قضية عربية واعتبرتها قضيتها لذلك هذا الموقف القومي لسورية يجب آلا ينساه أحد حتى عندما تعلق الأمر باحتلال الكويت هبت سورية من أجل تحريرها فهي لا تتأخر في إبراز موقفها القومي.
وبشأن وجود تحركات لإشغال سورية بالداخل ومدى تأثير ذلك على بعض مواقفها وتوجهاتها الوطنية قال المعلم إن هذا سؤال مهم حتى هم قدموا لنا مغريات للابتعاد عن المقاومة والابتعاد عن علاقتنا مع إيران وقدموا لنا مغريات وقالوا إذا فعلت سورية كذا فسيتحسن الوضع الداخلي ونحن نسعى دائما في علاقاتنا الخارجية إلى شيئين الأول موقف تلك الدول من قضية فلسطين والثاني المصالح المشتركة لشعبنا مع شعوب تلك الدول.. فالدولة التي تتخذ موقفا واضحا لمساندة حقوق الشعب الفلسطيني هي أوتوماتيكيا صديقة لسورية.
وتابع المعلم إن سورية لن تغير علاقاتها تحت الضغط مع أي دولة لديها علاقات متينة معها فميزة سياستنا ومواقفنا أنها مستقلة وسنحافظ عليها ونحن بلد عصي على الضغوط لافتا إلى ان سورية لا تتلقى أي مساعدات مادية من أحد ونحن بلد نعتز بوحدة شعبنا والتحامه مع قيادته.
شعوب المنطقة مستهدفة والمخطط موجود لكن المسؤولية تقع على هذه الشعوب في إسقاط هذا المخطط
وقال المعلم كنا دائما نراهن بأن صمودنا ينبع من هذا الواقع ولذلك أنا أقول لهذه الفئة التي تراهن على الغرب احرصوا على بلدكم ووطنكم فالغرب لديه مخططات ومصالح تختلف عن مصالحكم ولا أحد يستطيع إبعاد سورية عن قضية فلسطين الموجودة في كل بيت سوري قدمنا العشرات والمئات من الشهداء من أجل قضية فلسطين ومازلنا مضيفا أننا فقدنا الجولان من اجل قضية فلسطين ولذلك من الصعب أن يتم إبعاد سورية عن قضية فلسطين وأنا لي تجربة في هذا الموضوع ففي حرب 2006 كان رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة وكلفني السيد الرئيس بزيارة لبنان خلال العام والتقيت مع السنيورة لساعات حيث كانت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس تتصل كل نصف ساعة بالسنيورة لتضع له شروطا لوقف الحرب.. مؤكدا أن الحرب لم توقف من أجل لبنان بل أوقفت لأن إسرائيل وصلت إلى الحائط فيها وبناء على طلبها اوقفت الحرب.
وقال المعلم مهما كان لبنان مهما لأمريكا فإسرائيل هي الأهم ومهما كانت أي دولة عربية هامة لأمريكا فإسرائيل هي الأهم ولذلك أقول للاشقاء في لبنان هل يستفيد لبنان من هذه الأزمة في سورية… قطعا لا وسمعنا تصريحات عديدة من أشقائنا في لبنان يحذرون من انعكاس هذه الأزمة على استقرار لبنان.
وردا على سؤال حول مشروع الشرق الاوسط الجديد في ظل ما يجري في سورية وخاصة بعد تأكيد الرئيس الامريكي بأن أمن إسرائيل بالنسبة لأمريكا هو محصن وحديدي قال المعلم دائما هذه سياسة أمريكية ثابتة عندما كنت سفيرا في الولايات المتحدة كنت أحاول تحسين العلاقات بين سورية والولايات المتحدة فكان يأتيني الجواب هذا جهد ضائع لأن إسرائيل تعتبر أي تحسن في علاقات الولايات المتحدة مع سورية ينتقص من علاقاتها مع الولايات المتحدة وأذكر مرة ان الوزير جيمس بيكر قال لي انتبه طالما تشرق الشمس التزامنا تجاه إسرائيل قائم اذا هذه ثوابت.. الآن مشروع الشرق الاوسط الجديد "الكبير" التسميات كلها فشعوب المنطقة مستهدفة والمخطط موجود لكن المسؤولية تقع على هذه الشعوب في إسقاط هذا المخطط.
نعول على وعي المواطن السوري وعلى تمسكه بوحدته الوطنية .. سنخرج من هذه الأزمة أقوى وبوحدة وطنية أصلب
وأضاف المعلم ان هذا المخطط يشمل كل الشرق الأوسط وكل العرب دون استثناء وهم يتحدثون عن رياح التغيير وأنا أقول جميعنا مستهدف لن نواجه هذا الوضع إلا بالوحدة الوطنية وبالتضامن العربي وبخدمة مصالحنا القومية.
وفيما إذا ما قدمت مغريات مادية لسورية للتخلي عن موقفها الوطني أكد وزير الخارجية أن ما قدم ليس مغريات مادية بل هو إغراء بأن الوضع يتحسن في سورية إذا فعلنا كذا وكذا وهذا جاء عبر أقنية عديدة.
وأوضح المعلم أن الوضع في سورية مختلف فهناك مجموعات تتظاهر بعضها مسلح وبعضها يتظاهر وبعضها لديه مطالب التقى بها الرئيس الأسد وحاورها ووقف عند مطالبها وأنا أعلم أن سيادته جاهز لاستقبال المزيد من الوفود التي تمثل المحافظات لافتا إلى أن الرئيس الأسد أطلق برنامجاً إصلاحياً وتحدث عن برنامج طويل المدى للإصلاحات التي تشمل الناحيتين الاقتصادية والسياسية وهذا لم يحدث في دول أخرى مؤكدا أن الوضع في سورية مختلف ونعول على الشعب السوري في إنهاء هذه الأزمة.
وتابع المعلم ان سورية لا تعول على منطقية الولايات المتحدة وأوروبا تجاهها فما يجري هو غير منطقي وغير واقعي ولا يعول على خارج سورية في معالجة الوضع فيها.
وقال المعلم مازلنا نملك مفاتيح معالجة هذا الوضع في سورية بمزيد من وعي المواطن السوري لما يحاك حوله ولما يخطط في الغرب ضده فنحن نعول على وعي المواطن السوري وعلى تمسكه بوحدته الوطنية وعلى أن يقود السيد الرئيس البلد والإصلاحات.
وحول انحسار المؤامرة بعد تعرية أهدافها السياسية قال المعلم أتمنى ذلك وإنها يجب أن تنحسر فورا لأن ما يحاك حولنا يستهدفنا ويضعفنا داعيا إلى العمل معاً كي نخرج من الأزمة وتكون سورية أقوى.
وردا على سؤال إلى أين ترى سورية ذاهبة اليوم قال المعلم لا أحد يزحزح سورية فسورية ستبقى سورية والشعب السوري سيبقى الشعب السوري والرئيس الأسد هو قائدنا وسنستمر في هذا وأنا متأكد أننا سنخرج من هذه الأزمة أقوى وبوحدة وطنية أصلب نفتخر بها وسنعود للعب دورنا الجيوسياسي في المنطقة من أجل خدمة مصالحنا الوطنية والقومية.
وأشار المعلم إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحركا دبلوماسيا مكثفا يستهدف أولا المحيط العربي الذي نعول كثيرا عليه لسببين الأول هو أن المحيط العربي حاضن ويواجه ذات التحديات وثانيا يستطيع هذا المحيط أن يؤمن تكاملا اقتصاديا هاما من خلاله نستطيع أن ندفع عجلة الاقتصاد السوري كما سنعزز علاقاتنا مع روسيا والصين وماليزيا وبلدان آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية لكي نبرهن للغرب أن العالم واسع وهو ليس فقط أوروبا أو الولايات المتحدة.. قلت هذا الكلام في عام 2006 أمام مجلس الشعب عندما كان الحصار الغربي الأمريكي الأوروبي مع بعض العرب على سورية وخرجنا من ذلك الحصار وسنخرج أيضا اليوم.
وردا على سؤال حول تصريحات جيفري فيلتمان عند وصوله إلى لبنان بأن أمريكا تتوجه إلى تكرار النموذج الكوري الشمالي في سورية اليوم قال المعلم لا أريد أن أعلق على فيلتمان فهو معروف بما فعله في لبنان.
وحول رسالته إلى السوريين قال المعلم أكون مخلصا وأنا ابن هذا الوطن وأمضيت نصف قرن في العمل الدبلوماسي أقول لشعبنا العظيم أراهن على وعيكم وإدراككم ونضالكم الطويل لتحرير الوطن من الاستعمار.. أراهن عليكم أن تعوا ما يحاك ضد سورية.. زيدوا من وحدتكم الوطنية.. زيدوا من التفافكم حول رئيسكم وستجدون أن الإصلاح قادم وشامل وسورية ستخرج أقوى.. ثقوا بالمستقبل.
وخاطب السوريين في الخارج.. أنتم إخوتنا وأنا مسؤول كوزير للمغتربين أيضا عن متابعة نشاطاتكم.. هناك قلة مازالت تراهن على الغرب وهذه القلة لديها طموحات وأوهام.. أقول لهم لا تعيشوا بأوهامكم فالغرب غرب والشرق شرق.
وردا على رسالة سورية للعالم اليوم وخاصة أن شعبها هو المستهدف بهذه الإجراءات قال المعلم أنا أقول لقد عاش شعبنا منذ الاستقلال وحتى اليوم موضع ضغوط وتآمر وتهديد بالغزو وبحروب.. وصمد الشعب السوري واليوم سيصمد لأنه سيبني مستقبله المزدهر.