“بيروت، الليلة أنا كلي لك”….هكذا غنت شاكيرا
ثائرة.. ولا تعرف كيف تتوقف لثانية عن القفز فوق تلك الخشبة. تغني، ترقص، تجن، تتمايل، تبتكر، تبتسم، تتلوى، تطير في الهواء،
وتعود لترمي أكثر من عشرين ألف متفرج بابتسامة طفولية، وتذيلها بالكلمات السحرية المنتظرة: "بحبكم.. شكرا يا لبنان".
هذه، التي تجمع كل الأنوثة الفائضة وجنوحا وجنونا في آن، هي المغنية العالمية شاكيرا، قدمت مساء أمس واحدة من أكبر الحفلات الموسيقية في لبنان، وضمن جولتها العالميّة "لشمس تشرق"- The sun comes out.
مساء أمس وعند أدائها كل الأغنيات، من "المجنونة"، إلى "الذئبة"، فـ"الغجرية»".. كانت شاكيرا تمثل كلماتها بتعابير ورقصات تحكي لنا عن شخصيات عدة في فنانة عالمية واحدة، وقفت أمام الآلاف وقالت: "بيروت، الليلة أنا كلي لك".
وهي هنا، بكل جرأتها وفرادتها فوق مسرح شيد في الهواء الطلق عند واجهة بيروت البحرية في وسط بيروت، ترقص وكأنها تضع تعريفا جديدا للرقص، وهي تمزج باتقان حركات شرقية بأخرى افريقية وتعود لتتألق بخطوات الفلامنكو الساحر.
تهز كل جسدها بخفة وبشغف، وتتفجر من أخمص قدميها حتى آخر خصلة في شعرها. ها هي تؤدي أغنية "الأرداف لا تكذب" (أكثر الأغنيات مبيعاً في القرن الحادي والعشرين)، وترفع يديها عاليا وتتأمل خصرا رشيقاً يدور ويدور بحركات تبدو وكأنها منفصلة تماماً عن إرادة صاحبة هذا الجسد، ويبدو وكأنه يحضن إيقاع الطبلة على جانبيه.
شاكيرا مساء أمس، كانت تنضح بالرغبة الجامحة بالمرح، ويمكن القول أنها، ولمدة 90 دقيقة فقط، أخرجت 22 ألف لبناني من قلق حياة يفرضها الواقع اللبناني، وبدوا بالأمس وكأنهم في مدينة أخرى.. في عالم آخر. لاسيما وهم يندهشون أمام تلك العروس الزهرية التي دخلت بطرحة وفستان لا يشبه إلا شاكيرا.. التي تعود لتخلعه ليتسنى لها التعبير عن مكنوناتها بكل عضلات جسدها.
منذ اللحظة التي وصلت فيها شاكيرا مطار بيروت الدولي منذ يومين، بدعوة من راديو "ميكس آف أم"، وشركة "سوليست"، وهي تردد"لا أصدق أني هنا أخيراً، إن قلبي ينبض بسرعة فائقة، فأنا في بلد أعتبره جزءا لا يتجزأ مني".