في ظل جملة من الظروف المستجدة الحريري قد يرغب بزيارة سوريا
رأت مصادر لبنانية مواكبة لزيارة وزير الداخلية اللبناني زياد بارود لدمشق أن زعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، يرغب بزيارة سوريا، وفي تصريح لصحيفة الوطن القطرية أوضحت
هذه المصادر أن وجود اللواء اشرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلي اللبناني في عداد الوفد المرافق لوزير الداخلية اللبناني، زياد بارود، إلى دمشق ينطوي على "دلالة سياسية هامة جداً"، مشيرةً إلى أن اللواء ريفي مدعوم بقوة من آل الحريري في لبنان خاصة من النائب سعد الحريري وأوضحت هذه المصادر أن مرافقة ريفي لوزير الداخلية زياد بارود لدمشق يعني بصورة غير مباشرة وجود آل الحريري على طاولة المحادثات، معربة عن اعتقادها أن هذا يعد "مؤشرا واضحا على وجود رغبة لدى النائب سعد الحريري للاتصال مع دمشق وربما زيارتها وذلك في إطار تسوية إقليمية دولية بدأت ملامحها تتبلور في الأفق خلال هذه المرحلة"، ونوهت هذه المصادر ان اللواء ريفي قدم الى سوريا رغم الاعترافات التي نشرها التلفزيون السوري للشبكة الإرهابية المنفذة لتفجير القزاز؛ حيث كانت الشبكة اتهمت تيار المستقبل بدعم وتمويل فتح الإسلام، واعتبرت المصادر أن وجود ريفي في سوريا بهذه الظروف يشير بوضوح الى "حدوث تغيير في المواقف والاتجاهات وهذا من شأنه ان يساعد على التهدئة والانفراج في علاقة آل الحريري مع دمشق".
جاء ذلك فيما كثف الحريري، بعد نشر الاعترافات، هجومه على سوريا نافياً لما ورد عن تورطه في دعم فتح الإسلام، ويرى محللون في تصريح لصدى سوريا أن الحريري قد يمرر رسائل غير مباشرة للقيادة السورية (في إشارة إلى زيارة ريفي لدمشق)، دون أن يغير مواقفه منها تجاه الرأي العام اللبناني، موضحةً ان الحريري بات في موقف محرج بعد تأكيد أعضاء الشبكة الإرهابية أمام الإعلام دعم تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، لتنظيم فتح الإسلام، مذّكرةً بأن 25 عنصراً من فتح الإسلام كانوا اعترفوا في وقت سابق انهم كانوا تحت رعاية تيار المستقبل ورئيسه سعد الحريري، مباشرة.
من جانبها ذكرت مصادر مطلعة للصحيفة نفسها ان الجانبين السوري واللبناني تبادلا، خلال لقاء بارود ونظيره السوري، اللواء بسام عبد المجيد، الآراء والمعلومات بشأن الاعترافات التي أدلى بها أفراد تنظيم فتح الإسلام للتليفزيون السوري يوم الخميس الماضي، والتي أثارت ردود فعل متباينة في لبنان، مشيرة الى ان الجانب السوري أطلع الوفد اللبناني على معلومات وتفاصيل إضافية تؤكد وجود امتداد لهذه الشبكة في كل من سوريا ولبنان، وأوضحت المصادر أن الجانب السوري أكد على أهمية إحياء لجان التنسيق الأمني المشتركة، لأن من شأن ذلك أن يخدم أمن واستقرار البلدين على حد سواء، فيما أشارت بعض المصادر الى ان وزير الداخلية اللبناني زياد بارود استوضح من نظيره السوري عن أسباب عرض اعترافات أفراد الشبكة السورية على التليفزيون، وعدم إبلاغ الجانب اللبناني بها بالقنوات الرسمية، مشيرةً ان الجانب السوري أكد ان هناك رأيا عاما سوريا وعربيا، لا بد من اطلاعه على حقيقة ما جرى فيما يتعلق بالتفجير الارهابي الذي وقع في دمشق يوم 27 سبتمبر الماضي ،الذي أودى بحياة 17 مواطنا سوريا، وإصابة 22 آخرين بجروح وإصابات خطيرة.