السيدة أسماء الأسد.. لا يكون الوطن آمناً إذا كان نصف مجتمعه غير آمن
ألقت السيدة أسماء الأسد كلمة سورية في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في قصر الإمارات بأبو ظبي أمس بحضور السيدات الأول من إحدى عشرة دولة عربية أكدت فيها أن
مسألة تمكين المرأة العربية ليست مسألة بحث عن دور مختلف بل هي مسألة خلق مجتمع عصري متقدم تسود فيه قيم المواطنة الحقة وهي مسألة حاضر ومستقبل مجتمع بكامله والنهوض بالحياة دفاعاً عن العدالة والحق والأمن والحرية لكي يظل الوطن هو الأعلى.
وقالت السيدة أسماء الأسد أمام المؤتمر الذي يعقد تحت شعار "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان.. المنظور العربي والدولي" إنه لا يكون وطن آمناً إذا كان نصف مجتمعه غير آمن داعية المرأة العربية إلى امتلاك جرأة الطلب وعزيمة الكفاح المشترك مع المؤمنين بإنسان الوطن دون تمييز من أجل قضيتها لأنها قضية وطنها وكفاحها من أجلها هو كفاح من أجل الوطن.
الأمن المائي هو الوجه الآخر للأمن الحياتي
وبينت السيدة أسماء الأسد أن الأمن المائي هو الوجه الآخر للأمن الحياتي في العالم وخاصة في منطقتنا العربية ولاسيما في ظل الظروف التي تعيشها منطقتنا من استمرار للاحتلال الإسرائيلي وسطوه المستمر على مصادر مياه عربية فلسطينية ولبنانية وأردنية وسورية وما يشكله ذلك من عامل معيق لجهود التنمية وشروط الأمن الإنساني بأبعاده المختلفة مؤكدة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية وبين واقع أمن العرب رجالاً ونساء.
بدون الأمن الانساني لاتستقيم حياة
وأكدت السيدة أسماء الأسد أنه بدون الأمن الإنساني لا تستقيم حياة ولا يكون وجود طبيعي لأن الأمن أصبح الوجه الآخر لمحددات الشرط الإنساني الفردي والمجتمعي لوجود سليم متسائلة أين الإنسان العربي من ذلك إنساناً وامرأة بشكل خاص ولاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار والحروب والتوترات والضغوط التي تعاني منها المنطقة العربية. كما أكدت السيدة أسماء الأسد أن الأمن الإقتصادي والأمن الثقافي ركنان أساسيان لأمن الإنسان ولاسيما في ظل عصر العولمة التي تطرح في مسألة الأمن الإنساني قضايا جديدة ناجمة عنها ترتبط بالأمن الثقافي العربي الذي ينبغي ان يكون قضية القضايا في عملنا السياسي فهو في مستوى الأمن القومي لارتباط الثقافة بالهوية والإنتماء.
ودعت السيدة أسماء الأسد المؤتمر الى التوقف عند مسألة الأمن الغذائي للإنسان وخصوصاً المرأة التي تشكل غالبية الجياع في عالمنا في ظل الأزمة المالية التي يشهدها عالمنا متسائلة اين نحن العرب من تحقيق الأمن الغذائي في الوقت الذي يتهدد الجوع الملايين في العالم.
واعتبرت السيدة أسماء الأسد أنه في ظل التجاذب الكبير في مجتمعنا العربي بين قوى التقدم والتطور من جهة وقوى الجمود والتخلف من جهة ثانية ينبغي أن تكون الدولة هي الجهة التي تحدد المسار إيجاباً لأن قيادة الدولة لمجهود التغيير وبمشاركة المجتمع المدني رجالاً ونساءً أمر حاسم في حسم المسار لصالح النمو والتقدم.
20081112-101544.jpg
وشكرت السيدة أسماء الأسد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الحالية لمنظمة المرأة العربية رئيسة المؤتمر على حسن اختيارها موضوع المؤتمر ولما قدمته من جهد وفائدة للمرأة في الإمارات وللمرأة العربية عامة مؤكدة أن الزمن حاضراً ومستقبلاً هو ما يصنعه الإنسان بنفسه ونحن النساء نريد ومطلوب منا ان نشارك في صنع زمننا والمستقبل.
وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام بدولة الإمارات العربية المتحدة افتتحت صباح اليوم أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية وأكدت في كلمة الافتتاح أن قضايا أمن الإنسان هي قضايا عالمية والتصدي لها يتطلب تعاوناً وتنسيقاً دولياً يحترم الخصوصية الثقافية للدول وينظر للاختلاف من منظور التعارف والحرص على مد الجسور. وقالت إن دولة الإمارات تنظر بكل اهتمام لهذا المؤتمر وتتطلع لما يطرحه من أفكار ومناقشات جادة حول مفهوم أمن الإنسان وعلاقته بالمرأة معربة عن أملها في أن يشكل إضافة مهمة للجهود الرامية لدعم المرأة العربية والإرتقاء بواقعها ومستقبلها.
وأضافت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.. إن القضايا التي يتطرق إليها المؤتمر هي مسائل تشكل في مجملها عناصر الحياة الإنسانية العادلة والكريمة مؤكدة أن استضافة الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر تؤكد التزامها القوي بدعم قضايا المرأة العربية باعتبارها أحد الملفات الحيوية في سعينا من أجل تحقيق النهضة العربية الشاملة.
ويناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام سبعة محاور رئيسية تتمثل في طرح مفهوم جديد لأمن المجتمع يأخذ بالاعتبار أمن المرأة وكذلك طرح مفهوم أمن المرأة من منظور ثقافي واقتصادي وبيئي وصحي ولاسيما في ظل العولمة وأمن المرأة كجزء من أمن المجتمع وأثر السياسات الاجتماعية والحروب والنزاعات على أمن المرأة. وفي تصريح صحفي نوهت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية السيدة ودودة بدران بمشاركة السيدة أسماء الأسد والمحاور المهمة التي ركزت عليها في كلمتها حول الأمن الإنساني بشكل عام وأمن المرأة بشكل خاص.
وقالت السيدة بدران .. إن كلمة السيدة أسماء الأسد في افتتاح المؤتمر تناولت العديد من الأبعاد المهمة لمفهوم الأمن وتركزت بصفة أساسية على الأمن المائي وبالفعل كما ذكرت سيادتها في الكلمة إن لم يكن هناك أمن مائي فلا يمكن الحديث عن أمن الإنسان لأنه لن يكون قادراً على الحياة.
وتابعت أن الكلمة تناولت أيضاً الأمن الغذائي ودور الشباب كما تناولت كلمتها أبعاداً مهمة ونحن يشرفنا مشاركتها في المؤتمر فهي داعمة دائماً للمنظمة.
ونوهت السيدة بدران بجهود السيدة أسماء الأسد ومبادراتها الداعمة لأنشطة المنظمة مشيرة بهذا الصدد إلى رعاية سيادتها لملتقى الشباب العربي الذي عقد في دمشق تموز الماضي. وقالت السيدة بدران .. كان برنامجا متميزاً وتم بناء على أعماله إنتاج دليل العمل التطوعي العربي وتم إصداره وهو معروض ضمن إصدارات المنظمة مضيفة ان سورية كانت دوماً من الداعمات لفكرة إنشاء منظمة المرأة العربية وشاركت في الاجتماعات الأولى لإنشاء المنظمة وفي القمة الأولى للمرأة العربية كما شاركت في جميع القمم العربية وكانت من أوائل الدول التي اشتركت في المنظمة.
وأشارت إلى أن رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة سينتقل في آذار القادم إلى سورية وجميع المشاريع التي تقوم بها المنظمة سواء الدراسات المسحية أو برنامج الشباب أو الإستراتيجية الإعلامية كان فيها مشاركة من خبراء سوريين متميزين وكان لهم بصمات على عمل المنظمة في كل هذه البرامج.
ولقيت كلمة السيدة أسماء الأسد اهتماماً واسعاً بين الصحفيين في المركز الإعلامي للمؤتمر حيث لفتهم تركيز سيادتها على مفهوم الأمن الإنساني العام وربط مفهوم أمن المرأة بالأمن الوطني والقومي.
وقال الأستاذ شفيق الأسدي الإعلامي بوكالة الأنباء الإماراتية إن كلمة سيادتها وضعت منهجاً أمام المرأة العربية حيث جاءت كما هو متوقع منها وكما هو الدور السوري وكما هي الرؤية السورية لكل الأحداث في العالم.. نظرت إلى الأمن بمنظوره الشامل.. يشمل ليس أمن المرأة فقط بل ربطت أمن المرأة بأمن الوطن.
وأضاف أن سيادتها كانت دقيقة في ربط أمن الوطن بأمن المياه والأمن الغذائي وفي تركيزها على سرقة إسرائيل للمياه العربية التي تعتبر أهم ما يمكن أن يكون باعثا للأمن أو أن يكون محل صراع في المستقبل بين الشعوب.. هذا التطرق لمسألة أمن المياه ولمسألة الأمن الغذائي جاء في صلب الأمن الوطني والأمن القومي العربي بما فيه المرأة لأن أمن المرأة من أمن الوطن.
إطلاق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية
وأطلقت الشيخة بنت مبارك اليوم الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي وضعتها منظمة المرأة العربية وذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية في قصر الإمارات بأبو ظبي.
وتسعى الإستراتيجية الاعلامية الى دعم الرسالة الموجهة للمجتمع بكل فئاته عن المرأة وذلك وصولاً لرسالة تتسم بالموضوعية والكفاءة تروج لحق المرأة في العدل والكرامة والمساواة وحقها في الحصول على نصيب منصف من الفرص الاجتماعية.
وتهدف الإستراتيجية بشكل عام إلى بناء ثقافة إعلامية إيجابية عن المرأة العربية وأدوارها في المجتمع فيما تتركز الأهداف الفرعية في بناء المعرفة وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم الصورة الإيجابية عن المرأة العربية ومكانتها ودورها في المجتمع وبناء وتعزيز القدرات الفكرية والمهنية للإعلاميين والإعلاميات. وتعنى الإستراتيجية كذلك بدعم دور الإعلام في تقديم صورة إيجابية للمرأة العربية أمام العالم عبر التواصل الفعال مع وسائل الإعلام الأجنبية فيما تهتم بتطوير رسالة الإعلام نحو الدعم والتمكين للمرأة العربية بجميع فئاتها سواء العمرية أو المهنية أو الطبقية أو الثقافية حيث تراعي أن يتم ذلك عبر تنويع المواد الإعلامية التي تناسب كل فئة وعبر تنويع البث خلال وسائل مختلفة لتيسير وصول الرسالة إلى كل الفئات.
وتضع الإستراتيجية إطار عمل أولياً يطبق خلال فترة ست سنوات "2010-2015 " في سبعة مجالات تنشط فيها الرسالة الإعلامية وتشمل السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والتعليم والرياضة والصحة والبيئة.
وشارك في صياغة وثيقة الإستراتيجية وبلورة مشروعاتها فريق عمل من الخبراء العرب في مجال الإعلام فيما تم الاسترشاد بآراء ومقترحات عدد من الإعلاميين العرب والأكاديميين والممارسين.
وإطلاق شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر
كما أطلقت الشيخة بنت مبارك اليوم "شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر" التي وضعتها منظمة المرأة العربية.
جاء ذلك عقب افتتاح أعمال مؤتمر منظمة المرأة العربية في أبو ظبي اليوم.
وتعد شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر شبكة افتراضية على الانترنت توفر نمطين من قواعد البيانات أحدهما يعرف بالمرأة العربية المهاجرة والآخر يقدم بيانات ومعلومات تفيد السيدات العربيات في بلاد المهجر.
وتتركز أهداف الشبكة بثلاثة مجالات هي بناء قاعدة بيانات عن الكفاءات النسائية العربية المهاجرة من أجل تحفيز الأجيال الشابة في الداخل العربي من خلال التعريف بنجاحاتهن.. وتعريف الباحثين وصناع القرار في الأوطان الأم بمجالات خبرتهن وإنجازاتهن والاستفادة من أولاء السيدات كجسور للتواصل الثقافي مع المجتمعات التي هاجرن اليها إضافة الى توفير خدمة معلوماتية للمرأة العربية في بلاد المهجر حيث يتوفر لها في الموقع مصدر بيانات واحد عن الهيئات والجهات الحيوية المختلفة التي تحتاجها لكي تتيسر إقامتها في بلد استقرارها من ناحية وبما يعينها على استمرار التواصل مع جذورها الثقافية من ناحية أخرى.
ويوفر الموقع كذلك مساحة لتواصل السيدات العربيات في بلاد المهجر مع بعضهن البعض بما يساهم في تخفيف العبء النفسي للغربة خاصة في مراحلها الأولى وبما يمكن السيدات العربيات في بلاد المهجر من تبادل الخبرات والآراء وبما يتيح الفرصة لأبنائهن المولودين في بلاد المهجر من بناء جسور التواصل مع أبناء ثقافتهم.