بموافقة وزير التربية: اختراق امتحاني سافر
لم تعد حكاية الطالب سامر- س خافية على أحد في مدينة دير الزور ولاسيما أنها تعبر بطريقة واضحة عن حالة استغلال (مصلحة) للنفوذ في الوقت الذي نحتاج أن نثبت للجميع أن القانون واحد وأن لا فضل لهذا على ذاك إلا بمقدار العمل الفاعل تحت سقف الوطنية.
وإذا كان الطالب المذكور (عربي سوري) وهذه حقيقة نعرفها، فإن الحقيقة المقابلة التي نعرفها أيضاً أن انتقال مركزه الامتحاني من دمشق إلى دير الزور فيه التفاف على القانون بطريقة أثارت الكثير من إشارات الاستفهام العامة والخاصة، العامة منها تلك القناعة الواهية بأن مراكز امتحان دير الزور أسهل من غيرها في بقية المحافظات رغم أن الواقع يثبت عكس ذلك تماماً، والخاصة أن الطالب المذكور أربك عمل دائرة الامتحان ليلة المادة الأولى من الشهادة الثانوية.
تقول وزارة التربية في كتابها رقم 2203 تاريخ الخامس من الشهر الجاري والموجه إلى دائرة الامتحانات بدير الزور (نوافق على قبول نقل مركز امتحان الطالب سامر- س المسجل لامتحان الشهادة الثانوية العامة في محافظة دمشق إلى محافظتكم «دير الزور»، برجاء الاطلاع وإجراء اللازم).
ووصل هذا الكتاب عند الساعة العاشرة والنصف من ليلة المادة الأولى لامتحان الشهادة الثانوية، ما أثار ارتباكاً في دائرة الامتحان سعياً لتنظيمه ضمن الطلبة بعدما أغلقت القاعات على الطلبة المسجلين أصولاً.
وتبين فيما بعد بأن كتاباً مشابهاً ورد قبل أسبوع وافق فيه وزير التربية على تسجيل الطالب ضمن مراكز دير الزور الامتحانية ولكن ضمن القوانين النافذة، وهذا ما حدا بمدير تربية دير الزور المطالبة بالأوراق الأصولية وأهمها أن يكون الطالب قد حصل على شهادة التعليم الأساسي من المحافظة، ما حدا بمن يهتم بأمر طالبنا إلى إبراز العديد من الوثائق منها سجلات تجارية، وأخرى من المختار، وغير ذلك دون نتيجة تذكر.
أمام الحالة الجديدة لم تجد مديرية تربية دير الزور سوى تسجيل الطالب سامر بعدما حصل على كتاب صريح (نوافق على قبوله)، ما حدا بها إلى تسجيله في آخر قاعة امتحانية مع مركز الأحرار، وهو الطالب الذي حصل على استثناء آخر سابق سمح بموجبه أن يسجل للتقدم إلى امتحان الشهادة رغم فوات التاريخ الممنوح أصولاً بكثير.
نذكر هنا بمركز دير الزور المتأخر على مستوى نسب النجاح في السنوات السابقة ما يؤكد صعوبة الامتحانات في دير الزور، ونذكر أيضاً بعشرات الشكاوى التي وردت إلى مدير تربية دير الزور والواردة بأغلبيتها من المراقبين أنفسهم باتجاه رؤساء المراكز الذين لم يتجاوبوا مع حالات النداء الكثيرة لخلق جوٍ مريح لنفسيات الطلبة فقط وليس لفلتان القاعات كما يعتقد مدير التربية الذي يتشدد بتطبيق التعليمات الامتحانية التي يصر على أنها عنوان امتحانات دير الزور بغض النظر عن أهمية خلق أجواء مريحة للطلبة، وهذا ما ورد على لسان العشرات منهم دون تجاوب من أحد.
أخيراً ومن باب الأمانة فإن الطالب سامر شكَّل نموذجاً مثالياً في الالتزام بالتعليمات الامتحانية وهذا على ذمة رئيس مركزه وبعض المراقبين.
لو ان السيد وزير التربية يبرر من خلال موقع الوزارة كيف ولماذا نقل الطالب المذكور من محافظته