الديمقراطية القمعية

ما يحدث على الساحة السورية باسم الديمقراطية من ممارسات قمعية غير مسبوقة بغية تسويق مصالح خارجية مرتبطة بمصالح لدول واشخاص متلاقية غير متقاطعة مع مصالح الشعب صاحب المصلحة الاساسية للحراك الشعبي السلمي القائم في سورية .
لكن البعض دولا ومنظمات وأشخاص حاولوا توجيه الحراك وفق سيناريوهات خاصة لاسقاط ثقافة الممانعة والمقاومة والقضاء على معاقل حزب البعث العربي الاشتراكي والفكر البعثي .
إحترنا معك يا أردوغان
المتتبع لكل تصرفات وتصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يجد انها في مجملها متذبذبة ومتناقضة بين الصديق الحليف والمستفيذ المتورط وقد بات واضحا للأسف من خلال مواقفه الأخيرة أنه إما يريد الإستفاذة من الوظع ليظهر كشخص له وزنه في توازنات المنطقة مما أكسبه شعبية ستفيذه في الإنتخابات التركية والتي يتوقع أنه بعد الانتخابات التركية سيكون الوضع مختلف ويشتعل صدام المصالح السعودية التركية الذي سيخيم على الاجواء .
أو أن له أجندته الخاصة المخططة سلفا نحو سورية والتي كان آخر تصريحاته :
قد نظطر لتأييد أي قرار لمجلس الأمن ضد سورية .
سيناريوهات ومخططات تتكشف
يلاحظ المتتبع للحراك في سورية هذه الأيام وجود حراك سلفي بإدارة سعوية وقيادة أمريكية صهيونية وحراك للإخوان المعصرن بإدارة تركية وقيادة أمريكية صهيونية ويتخذ هذان الحراكان حالة هجومية شرسة متصاعدة ضد الجيش والسلطة التي تتخذ الحالة الدفاعية لحماية البلد والحراك الشعبي الأعزل بطالبه المحقة في معظمها .
ومن هنا يهدف الحراك السلفي وحراك الإخوان المعصرن إلى إسقاط النظام لإلحاق سورية بالتبعية الغربية وإسقاط الممانعة والفكر البعثي .
وهذا يقودنا إلى عدة مشاريع تستهدف المنطقة .
مشاريع
تكشف منها المشروع السياسي الأقليمي الذي تحركه الدول الغربية المتمثلة بالإستعمار القديم ومانحي وعد بلفور بقيادة أمريكية صهيونية .
والمشروع السلطوي السلفي والمشروع السلطوي للإخوان المعصرن ليقابل المشروع الأمني لجيش عقائدي يعتمد على وعي شعبه الذي أثبت أنه بوعيه سيتجاوز هذه المحنة خاصة مع إنعدام قاعدة السلطويين فإعتمدوا على اللعب على الحدود وتوجيه الضرابت ثم الهروب إلى دول الجوار تحت تسمية لاجئين وما شابه إستكمالا لخطة الإعلام المظلل المتبعة .
وفي هذه الظروف يجد الجيش السوري أنه مكبل بعدة قيود أهمها النظام الإقليمي والقانون الدولي والحفاظ على وحدة الآراضي وسلامة المدنيين مما يؤدي إلى تباطؤ الحركة رغم الإصرار على ضمان النتائج .
النتيجة
كل هذه الظروف تقود إلى أحد ثلاث نتائج هي :
1.سقوط النظام وتقسيم سورية إلى إمارات ودويلات صغيرة إسقاطا للمانعة وحفاظا على التفوق الصهويني في المنطقة .
2.إستمرار النظام ووحدة سورية وخروجه أكثر قوة وممانعة من ذي قبل .
3.إستمرار عدم الإستقرار لزمن طويل جدا وتمريق قرارات وتحقيق مصالح معينة .
حراك شعبي
يتقاطع الحراك الشعبي في سورية في مطالب إصلاحية كثيرة لمسنا تجاوبا مع الكثير منها لكن هذا الحراك ينقسم إلى عدة تيارات :
1.حراك يطالب بالإصلاح تحت قيادة السيد الرئيس بشار الأسد بوصفه قائد الممانعة وحامي القضايا الوطنية والقومية .
2.حراك يطالب برحيل السيد الرئيس بشار الأسد واركان حكمه .
3.حراك مرتبط بأجندات خارجية يدافع عن سقف متحرك للمطالب لن يقف حتى برحيل السيد الرئيس بشار الأسد ومحاكمة اركان حكمه .
لا للتدخل الخارجي
الجميع متفق ولو ظاهريا برفض أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري .
لكن من يراجع بعض هتافات المتظاهرين يجد ان هنالك هتافات غير لائقة بحراك شعبي سوري واعي منها :
يا حيف ( اسم المحافظة ) يا حيف شعبك واقف عالرصيف .
المابيشارك مابي ناموس .
وهنا يتم الإختلاف فالإصلاح بدأ والمجموعات المسلحة يتم مطاردتها والحراك الشعبي الإصلاحي يحتاج إلى حماية مكاسبه من خلال التوقف عن المظاهرات التأيدية والمعارضة حتى نتخلص من الحراك الخارجي الهادف لسرق ثمار الثورة وتسويق أجنداته الخاصة ورسم خارطة المنطقة على هواه .
الديمقراطية القمعية
تبرز الديمقراطية القمعية في مواقف وتصريحات بعض وزراء خارجية الدول وخاصة دول الإستعمار القديم ( فرنسا وبريطانيا و …. ) ودول الإستعمار الحديث ( أمريكيا والكيان الصهيوني و … ) من خلال مصادرة دور الشعب السوري الوحيد الذي يحدد مشروعية نظامه وطرق التعايش معه فهؤلاء يناظلون لإفقاد السيد الرئيس بشار الأسد شرعيته والضغط على سورية لتمرير مخططاتهم المكشوفة .
أخيرا
وفي الخلاصة نقول يجب على الجميع إحترام وجود وقرار الشعب السوري بما يخص أزمته الداخلية وعد التدخل فيها من خلال إملاءات لا تتناسب مع طبيعة الشعب السوري الحر الذي يرفض بمؤيديه ومعارضيه المؤامرات الخارجية والتدخلات الخارجية ويرفض المنظمات التي نصبت نفسها وصيا على قرار العب السوري .
ولابد من التداعي لحوار شعبي يحدد خطوات الإصلاح ومطالبه ومتطلباته مهما كانت .
ساعتها ستكون ثورتنا الإصلاحية قد وصلت إلى طريقها الصحيح .
ومن هنا نجد أن المطلوب للخروج من هذه الأزمة تكاتف جهود الشعب السوري وجيشه العقائدي وقيادته الحكيمة لمنع أي تدخل خارجي ولتصفية المشاريع التي تستهدف الشعب السوري وثوابته الوطنية والقومية .
وبعد تجاوز هذه الهجمة دراسة الأحداث ومراجعة العلاقات مع الجوار والدول الآخرى والتحقيق في التداخلات والأحداث لمحاسبة المتورطين والمقصرين في هذه الأزمة ( وقد تم إعتقال القسم الكبير منهم ) وإيجاد الحلول لمنع تكرار هذه المشاهد في حياتنا مستقبلا .
ثم العودة لمناقشة الإصلاحات وإقرارها بشكل ديمقراطي سليم بهدوء وسرعة دون تسرع .