سورية تستطيع خوض حربين
أكد خبير عسكري روسي أن سورية قادرة على مواجهة جميع السيناريوهات التي يمكن أن يخبأها له الغرب، وأن الجيش السوري لديه الإمكانية لفتح حربين على الجبهة الداخلية والخارجية في حال قيام الغرب بتهور على غرار التجربة الليبية وستكون حسب وصفه عملية إنتحار للغرب.
الدكتور في العلوم العسكرية والضابط السابق في القوات البحرية الروسية كنسطنطين سيفكوف إعتبر في حديثه مع قناة المنار أن "المواجهات الأقوى بين القوى العسكرية السورية والمجموعات المسلحة تحدث في المناطق الحدودية مما يشيرإلى وجود دول معينة ترسل مجموعات مسلحة للإخلال بالأمن السوري،ولإستفزاز الموجات الإحتجاجية و لزعزعة إستقرار الدولة السورية".
ورأى سيفكوف أن "القوات العسكرية السورية تمتلك وحدات من القوات الخاصة لديها الكفائة الكاملة للقيام بعمليات نوعية خلف خطوط العدو وهذه القوات وفي ظروف معينة قادرة على تحويل طبيعة عملياتها العسكرية لتحمل طابع حرب العصابات مع تأييد السكان المحليين و بذلك قادرة على تكبيد العدو خسائر فادحة وتجربة حرب تموز عام 2006 أثبتت أن تجهيز قدرات دفاعية فعالة مضادة للدروع قادرة على إيقاف أية هجوم للعدو مهما كانت دباباته مجهزة بأحدث تقنيات التدريع و سورية إستفادت من هذه الخبرات كما وتجارب أخرى أثبتت فعالية الدفاع الجوي المدروس أمام هجمات الناتو".
وتابع إن "افتراض قيام سورية بحربين على الجبهة الداخلية والخارجية مع إمكانية قيام الغرب بتهور على غرار التجربة الليبية بالطبع نظريا ممكن ولكنها ستكون عملية إنتحار للغرب". وأردف قائلا" لذلك لا أعتقد أنه في الغرب يوجد سياسيون حمقى لدرجة التفكير في القيام بحملة عسكرية ضد سورية".
وأضاف" في هذه الظروف قيام إسرائيل بشن حرب على سورية سيكون على قدر من الخطورة لإسرائيل إذ أن ذلك سيحمل جهات عربية أخرى للتضامن مع سورية فهذا الخطر سيواجه بقوة أكبر من مواجهة أي خطر قد يأتي من قبل دول التحالف الغربي، لذلك قيام إسرائيل ولو حتى في هذه الظروف بشن حرب تُجَر إليها سورية سيكون خطوة إنتحار من جهتها".
وقال سيفكوف إن "الجيش الروسي يتفاعل بشكل وثيق مع الجيش السوري و دون أي أدنى شك روسيا اليوم والاتحاد السوفياتي سابقا يعتبران المورد الأساسي للسلاح و التقنيات العسكرية للجيش و القوى العسكرية السورية".
وأشار إلى أن "الجيش السوري يعد أكثر من 300 ألف عسكري دائم في الخدمة العسكرية مجهزين تجهيزا ممتازا من الناحية التقنية، وتوجد في الخدمة ضمن القوات العسكرية السورية أكثر من 1500 دبابة من أحدث الدبابات (تي 72) الموجودة في الشرق الاوسط ، بالإضافة الى دبابات من فئات أخرى حوالي 3000 دبابة".
كذلك تمتلك سورية قوات دفاع جوي لا يستهان بها، والقوة الجوية السورية فعالة فهي تمتلك طائرات مقاتلة تفوق ثلاث مرات سرعة الصوت مثل ميغ 25 و ميغ 29 و طائرات مقاتلة وإعتراضية أخرى.
وأضاف "بالمجمل يعتبر الجيش السوري ذو قدرات وخبرات قتالية عالية وقدراته واقعية". ولفت سيفكوف إلى أن "ضباط وجنود الجيش السوري يتمتعون بإحترام وتقدير المواطنين والدعم الشعبي، ما يجعلنا نستخلص أن الجيش السوري ولاءه للوطن وللقيادة السورية".
وأشار سيفكوف إلى أن الجيش السوري وعلى مدى عشرات السنين يتزود بالسلاح السوفياتي والروسي ، وبذلك يمكننا القول إن "الجيش السوري مزود بسلاح سوفياتي وروسي بشكل كامل تقريبا، وبالتأكيد هذا يشير إلى إستقلالية الجيش السوري ومناعته أمام الضغوطات الغربية في مجال التسليح، والشيء الوحيد الذي يمكن للغرب أن يفعله للضغط على القيادة السورية من الناحية التقنية العسكرية هو عن طريق الضغط على القيادة الروسية بمطالبتها بالحد من تزويد القوات السورية بالسلاح".
وأردف قائلا "أما من النواحي الأخرى فالجيش السوري هو غير مرتبط ومستقل عن الغرب آخذين بعين الاعتبار أن القيادة السورية تولي أهمية بالغة لمستوى تجهيز قواتها العسكرية و كفائة و مرونة قدرات البلد العسكرية".
واعتبر سيفكوف أنه من المفترض أن "الجيش السوري يمتلك كميات كبيرة كافية من التقنيات والمؤن و الذخائر العسكرية التي تخوله في ظروف الحصار".
مشيرا إلى أنه "في حال تخلت روسيا عن دعمه في حال من الأحوال، فهو مخول لمواصلة العمل لمدة طويلة قد تمتد لعدة سنوات و بشكل فعال و ناجح في إدارة العمليات الحربية و العسكرية دون أية مساعدة خارجية".
سيمكوف رأى أن "العقيدة العسكرية لأي دولة وليس فقط لجيش ما تحدد مسائل وطرق وأشكال الأمن العسكري للدولة المعينة وإستعمالها لقواتها العسكرية ومبدأ بناء قواتها العسكرية والجيش السوري يمتلك هكذا عقيدة قتالية ذات التوجهات الدفاعية، ومضمونها يحدد مصدر الخطرالعسكري الأساسي وفي هذه الحال بالطبع تعتبر إسرائيل مصدر الخطر وهذا ليس سراً أمور عامة وطبيعية"، وتابع "أما عن وحدة الجيش السوري فالروح المعنوية العالية التي يتمتع بها بالدرجة الأولى ضباط هذا الجيش الذين يعتبرون العامود الفقري والركيزة الأساسية للقوات العسكرية السورية".
وأضاف "بحسب معطياتنا المبنية على حديث خاص مع ممثلي القوات العسكرية السورية ومن حديثنا مع ضباط روس خدموا وعملوا في سورية بالإضافة لتقييم خبرائنا العسكريين الذين تواجدوا هناك على مدى فترات متعددة لدينا الأرضية الصلبة لتكوين قناعة بأن الجيش السوري اليوم يتمتع بوحدة روحية معنوية أيديولوجية خبراتية عملانية".
ورأى أن "إفتراض أية إنشقاقات في الوضع الراهن ضمن صفوف الجيش والقوات المسلحة، أمر صعب الحدوث نتيجة المعطيات المتوفرة لدينا و لكن إذا إستمرت الضغوطات الإيديولوجية على سورية وإذا أبدت القيادة السورية ضعفا من الناحية النفسية وإذا تهاونت القيادة السورية مع التمردات العسكرية الجارية ولدينا معلومات بأن المعارضين يستعملون السلاح ضد قوات الأمن السوري والتي أدت لمقتل ما يزيد عن 120 عسكريا من الجيش و القوات المسلحة في المناطق الشمالية لسورية، لا يمكن نفي إحتمال حدوث حالات محدودة من الإنشقاقات"، وتابع "لكن في حال كان تعاطي القيادة العسكرية السورية بحزم وفي حال وضع الرئيس بشار الأسد حد قاطع لأعمال العنف والمخلة بالأمن دون أن ينحني تحت الضغوطات، في هذه الحال سيحافظ الجيش السوري على تماسكه ووحدته، وفي هذه الحال يكون إستعمال القوة العسكرية ضد هذه المجموعات شرعي وقانوني بشكل كامل و يجب القيام به بحزم بشكل فوري ودون تراجع".
ولفت سيفكوف إلى أن "القيادة السورية تعي حجم الخطر الذي يهدد إستقلال ووحدة البلد وسوف تعمل بقوة وحزم ولن تسمح بأي إنقسام وأنا مؤمن بهذا".
وقال سيفكوف انه "في الوقت الراهن التعاون العسكري الروسي السوري مستمر ومن المعروف أن روسيا تسعى لبناء قواعدها البحرية العسكرية في الموانئ السورية، بالطبع الآن العمل قد يكون مجمدا في هذا المجال".
وأضاف إن" أحجام التعاون العسكري بين البلدين تضاءلت في الوضع الراهن من عدم الإستقرار ، وهذا ليس مرتبط بعقوبات ما على سورية بل مرتبط بمشاكل تقنية متعلقة بتأمين سلامة توصيل المعدات والتقنيات العسكرية بهدف فعاليتها العملية".